قال د.عباس شومان، وكيل الأزهر، للسفيرة تينا جورتيك منسق العلاقات الأوروبية مع دول البحر المتوسط، وأرو بايتوكين من صندوق مساعدات الكنيسة الفنلندية، إن هناك أسبابا واضحة لانتشار التطرف والإرهاب فى العالم لا تحتاج إلى تعريف أو شرح، أما ما تعانيه منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية تحديدا من مشكلات فهى كثيرة أبرزها إحساس الشباب العربى بالظلم الواقع على المنطقة وفقدانه الثقة فى مواقف الدول الكبرى خاصة الغربية من قضيته الأم، وهى القضية الفلسطينية.
وأوضح شومان أن الشباب العربى يجد الدول الكبرى تكيل بمكيالين وتحابى الكيان الصهيونى، وتتخذ القرارات الفاعلة والحاسمة التى تصب فى صالحه، أما إذا تعلق الأمر بإقامة الدولة الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطينى فإن الأمر يختلف ولا تجد للقرارات مسارا للتنفيذ، وهو ما زاد من حدة فقدان الثقة لدى الشباب ووصل إلى مرحلة الكراهية.
وأكد وكيل الأزهر، أن الشباب يرى أيضا أن هناك أموالا تم إنفاقها لتدمير دول عربية دون مبرر مثل العراق وكذلك سوريا وليبيا واليمن، فى وقت لو أنفقت فيه هذه الأموال على تحسين الحياة للمجتمعات لحلت معظم مشكلاتها وبخاصة مشكلات الشباب، وعليكم التأكد من أن دعمكم للدعاة لا يصل إلى الدعاة المتشددين الذين ينشرون التطرف والإرهاب بدلا من مكافحته وتحذير الشباب منه، وهم يسيطرون على الخطاب الدينى فى العديد من البلاد الأوروبية، وعليكم أن كنتم جادين فى دعم العمل الدعوى التنسيق مع الجهات المعتدلة الموثوقة.
وأشار وكيل الأزهر إلى أن هذه الأمور وهذه الحالة من الكراهية ساعدت الجماعات المتطرفة على إيجاد بيئة خصبة لضم الشباب إليها بدعوى الجهاد والخلافة وغيرها، وهذا الاتجاه واجهته جميع الدول العربية وقامت بتوضيح حقيقة الإسلام ومبادئه التى تحض على السلام والتعايش السلمى، إلا أن الدول الغربية فتحت الباب لتلك الجماعات وساعدتها على النمو داخل مجتمعاتها بدعمها وتصدرها للمشهد الدعوى بها، مؤكدا أن الأزهر حذر مرارا وتكرارا من تصدر غير المؤهلين للدعوة فى الدول الغربية وعدم ترك الساحة لهم، لكن للأسف الشديد لم تستجب تلك الدول للأزهر فرأينا آلاف الشباب الأوروبى ينضمون لداعش.
وأضاف وكيل الأزهر أن الشباب العربى فقد الثقة فى التحالفات التى نشأت من أجل القضاء على داعش بعد أن شاهد داعش تزداد قوة والطائرات بدلا من ضربها تلقى إليها بالأسلحة فضلا عن امتلاكها لأموال كثيرة وقدرات لا نعرف من أين تأتى بها! واحتلالها لمساحات من الأراضى على مرأى ومسمع من طائرات التحالف الاستطلاعية والحربية، وهو ما يثير الكثير من علامات الاستفهام ويشكك فى مصداقية التصدى لداعش!
وأكد د. عباس شومان أن الأزهر الشريف أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم تتعاون مع الجميع من أجل نشر السلام وتوضيح حقيقة الإسلام السمحة، وقد أصدر الأزهر الشريف عدة وثائق من أهمها وثيقة الحريات التى تؤكد حق الإنسان فى العيش المشترك والتعايش السلمى، مشيدا بتجربة بيت العائلة المصرية داخليا وخارجيا، مضيفا أن الأزهر يؤمن بالتعددية التى لا يمكن أن تكون محلا للخلاف ويدعم الخطابات التى تؤكد على التعايش السلمى.
من جهتها أكدت السفيرة على تقديرها لدور الأزهر وجهوده من أجل دعم ونشر السلام العالمى، موضحة أن وكيل الأزهر أجابها على كثير من الأسئلة التى تحتاج إلى معرفتها، وأوضح لها الكثير من الأمور التى كانت غائبة عنها، وأنها تتفق معه فى كل ما قاله، وستكون محل الاعتبار فى تقاريرها.
خلال لقائه منسق العلاقات الأوروبية مع دول البحر المتوسط..
وكيل الأزهر:الغرب يدعم الجماعات المتطرفة والشباب فقد الثقة فى الدول الكبرى
السبت، 23 يناير 2016 10:48 ص