نادر الليمونى يكتب: عن الحب بمعناه الشامل أتحدث

السبت، 16 يناير 2016 10:09 م
نادر الليمونى يكتب: عن الحب بمعناه الشامل أتحدث شخص سعيد / أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يوجد ثمة علاقة بين الإنسان والحب
أو بمعنى آخر هل يمكن للإنسان ان يعيش دون هذا الكائن المحسوس واللا ملموس؟
وعندما تذكر كلمة الحب فأول ما يتبادر للذهن الحب الذى يولد ويحيا ما بين قلبين من جنسى البشر الرجل والمرأة ولكنى هنا أقصد الحب بمعناه الواسع وحدوده اللانهائية والتى يؤثر فيها ويتأثر بها كل إنسان فى هذه الحياة وهل يختلف معنى وقيمة الحب من جيل إلى جيل أو من زمان إلى آخر ؟ وهل الإنسان ككائن حى خلقه الله وميزه عن غيره من المخلوقات هو فقط من لديه القدرة على الإحساس بهذا الحب ويمارسه سلوكيا فى حياته ؟
هنا لابد أن نتطرق أولا لمعنى الحب وهذه الكلمة البسيطة والقليلة الحروف كيف فسرها المفسرون وماذا وجدوها الباحثون ؟
علما بأن هناك إشكالية فى تعريف هذا الحب ومعنى محدد لهذه الكلمة لارتباطها بالعنصر البشرى فكل باحث وكل مفسر يراها من زاوية تختلف عن الزاوية التى يراها الآخر لنفس الكلمة
فهناك عدد من التعريفات للحب منها :
الحب.. هو ذلك الشعور الخفى الذى يتجول فى كل مكان ويطوف الدنيا
بحثاً عن فرصته المنتظرة ليداعب الإحساس.. ويسحر الأعين..
ليتسلل بهدوء.. ويستقر فى غفلة من العقل ورغماً عنك..
داخل تجاويف القلب.... ليمتلك الروح والوجدان..
ليسيطر على كل كيان الإنسان..
وتعريف آخر يقول إن
الحب هو ذلك الشعور الذى يتملك الإنسان فى داخله
ويطوف به العالم حيث يشاء بأفراحه وأحزانه
يجول كل مكان فوق زبد البحر يمشى دون أن يغوص فى أعماقه
الحب.. هو ذلك الوباء اللذيذ المعدى الذى يصيب جميع الكائنات بدون استثناء..
له مغناطيسية تجذب الكائنات إلى بعضها البعض..
وبدونه لن تستمر الحياة على أى كوكب..
ومن هذين التعريفين للحب نجد أنه حالة نعم حالة تنتاب الإنسان وقتما لا يريد أو يخطط لذلك تنتقل به من عالمه المتواجد به إلى آخر معالمه وحدوده ومكوناته مختلفة تمام الاختلاف وألوانه غير إلى تراها عيون الإنسان
والحب الذى تطرقنا له هو ذلك الحب الذى يربط بين قلبى شخصين ولكن الحب أوسع من ذلك واشمل بكثير
وهذا بيت القصيد من مقالتى هذه وهو أن الحب يشمل حب الإنسان لنفسه والرضا عنها فهذا النوع من الحب لا يعنى الأنانية وتكريس الأنا داخل شخصية الإنسان ولكنه الحب الذى يخلق التوائم والتوافق بين مكنونات الإنسان وبين ما يحيط به ويتعامل معه فتخلق معها حالة من الرضا الداخلى الذى يريح الإنسان ويجدد على الدوام طاقته
وهناك نوع آخر أو حالة أخرى من الحب وهى حب الإنسان لغيره ولإخوته وكيف تكون هذه الحالة ذات تأثير إيجابى فى المجتمع إن وجدت داخل الإنسان وما من دليل اقوى مما قاله الرسول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال ما معناه (حب لأخيك ما تحب لنفسك) فلنتخيل معا لو كانت هذه النوعية من الحب منتشرة ومتوفرة بين البشر وبين أفراد المجتمع كيف ستكون الحياة حينها ؟؟؟
وهناك نوع آخر من الحب وهو الأسرة والأهل والجيران والأخوات هذا النوع من الحب وان كان فطريا ولكنه إذا نال الرعاية والنماء كان له مردود إيجابى فى تكوين شخصية الفرد ومن ثم كان فردا صالحا محبا لغيره ومحبوبا منهم منتجا ونافعا لنفسه ولمجتمعه .
وهناك نوع آخر من الحب وهو حب غريزى أيضا وهو حب الوطن والذى يستشعره الناس بشكل اكبر عندما يفارق وطنه ومسقط رأسه ولنا فى سيرة الرسول الكريم محمد صل الله عليه وسلم العظة والدرس عندما قال ما معناه حينما أخرجه أهل مكة والله لولا ان اهلك اخرجونى منك ماخرجت..
وهناك حب العمل والذى إن وجد كان الوضع متخلفا عن عكسه فالعامل الذى يحب عمله ترى الأداء والمردود قيما عكس من يؤدى عمله وهو له كاره وقس على ذلك..
كل هذه الأنواع والحالات من الحب التى سردناها تتعلق بالإنسان وأنها حالة شعور وجدانى القلب فيها هو المحور والمحرك والمسيطر ونعلم جميعا أن القلب رغم وجوده فى صدر الإنسان ولكنه لا يملك قراره فيه فالمحرك له هو خالقه قد يتأثر بما حوله ولكنه فى النهاية هو مملوك لخالقه سبحانه وتعالى.
والسؤال هنا هل تغير معنى ومضمون هذه الصنوف من الحب والأشكال المتعددة منه من زمن إلى آخر ومن جيل إلى جيل ؟
على مستوى النوع الشائع فى الأذهان وهو الحب الذى يربط بين اثنين من جنسى البشر الرجل والمرأة يقولون انه قد تغيرت معالمه وملامحه وفق تغيرات وملامح هذا العصر ولو أن الإحساس به والأعراض التى تحدث من جرائه لم تتغير ولكن التغير قد حدث فى باقى صنوف الحب فقد تغيرت ملامح حب الإنسان لذاته كمخلوق هو ارقى مخلوقات الله ولم يعد ناجحا فى خلق الرضا عن النفس فنجد حالات الانتحار والانطواء وغيرها من الأعراض الناتجة عن نقص هذا النوع من الحب داخل النفس البشرية وتغيرت إلى حد بعيد ملامح حب الفرد لأسرته وأهله وجيرانه ووطنه فلم تعد بنفس مقادير الزمن الفائت وذلك يعود إلى العديد من الأسباب والتى لا يسعنا المقام إلى التعرض لها ولكنها بالفعل قد تغيرت وهذا ليس قطعا على سبيل التعميم ولكن مودوعات الله فى خلقه هى ثوابت وان طرأت عليها التغيرات..
هذا فيما يتعلق بالإنسان فهل غيره من باقى المخلوقات تتمتع بنفس القدر من الحب وحالاته ؟؟؟
فقد خلق الله سبحانه وتعالى جميع المخلوقات وصنوفها فى شكل سلسلة متكاملة جميعها يخدم حياة الإنسان والارتقاء بها كخليفة لله فى الأرض وارقى المخلوقات وأميزها بنعمة العقل دون غيره
والملاحظ أنه لو لم يكن هناك حب غريزى أودعه الله تلك المخلوقات ما استمرت حياتها وتوالت الأجيال منها وهذه حكمة من حكم الله تعالى وسر من أسراره كسر اللغة التى تجمع كل صنف من هذه المخلوقات
فهلا عرفنا كيف أن الحب من مقومات الحياة وسر من أسرارها ؟؟؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة