نصر الدين محمود سالم يكتب: حكمت المحكمة

اليوم لقد حكمت المحكمة الإنسانية
على من حاصر العيون وحرمها من البكاء
ومنع النور وقطف كل زهور ومنع عنها الماء
حكمت على الإنسان الذى أهمل دقات القلب
وكتب وكذب فى مقالاته فى أشعاره وخدع وسب
واستغل نفوذه ليكسب كل النظرات
وكتم الآهات وأشعل الجمرات
وشرع فى ارتكاب التجاهل
والتكبر
على جميع المستويات
اليوم نطق الحكم عليه
سلب منه الحرية
على العقل الذى فكر ودبر
بأفعاله
المادية والمعنوية
فصدر
الحكم الأبدى عليه
فالسجن مؤيد ومؤبد
مع سحل وسحب وجلد.
زهر العشق وعطره
حكمت المحكمة ،،،،،،!
فجاءت الروح فى آخر الجلسة
ليرتفع صوتها وأنينها وصراخها

أنا يا سيادة القاضى
أنا من سمحت له بارتكاب ما ارتكبه
وسمحت له أن يحاصر عينى ويأخذ قلبى
كنت مقصرة فى حق قلبه وعقله
مما جعله يتصرف تصرفات الوحيد
فى غابة بلا نور
أفهم ما يقول وما يجول بخاطره
واعرف ما بينى وبينه يحول
كلماته عباراته لكم غير مفهومه
فهو له التبرير ولا يقول
يشعر بالوحدة والضلمة
والبكاء الصارخ الصامت
بحنان بلا أمومة

فأنا مازلت أعشق عينيه
أعشق قلبه وروحه
وجرحه وفرحه
أعشق ضحكة خديه
ولقد سامحته على
ما عليه ولديه
ابتسم القاضى
ابتسامة نضج
ابتسامة ضمير
بحنان الأب
بصدق الحب
ابتسامة المعلم
عندما يشرح لتلاميذه
فجأة تنتهى الحصة

قال
مقللا حروفه
كأنما يعد حروفه
نفسه عدا
بمقام رفيع
نظر بإحسان
إلى الجالسين

وقال
لها أن تحتويه
وتكن معه وفية
وتأخذ من أنفاسها وتعطيه
ولتكن له نوره ودواه
وليكن لها شاطئ النجاة

ولنا أن نعطيه الفرصة
رفعت الجلسة