إنها مدينة أجدادى إنها منيا القمح أو منية القمح أو كما تعودنا فى مداعباتنا أن نسميها ألمانيا القمح إنها عاصمة قرية أجدادى الذى أشم رائحتها فى عبق التاريخ قرية رائعة خرج منها العظماء إنها قرية شلشلمون التى سلط عليها الأضواء الفنان الكبير أمين الهنيدى فى إحدى مسرحياته وكان والدى رحمه الله يسعد بالصلاة فى جامع الشيخ جودة وكانت شهرتها وروعتها فى محاصيلها من القمح والقطن الذى كنا نشعر بعظمته ليس فقط عندما نأكله ولكن عندما تتزايد الماديات فى أيدى أهالينا ونعرف لحظتها أن أجدادى وأعمامى باعوا (الغلة) كما كانوا يسمونها هذا بخلاف شهرتها بأجود أنواع عسل النحل الذى كان يصلنا فى صفائح وبها شمع العسل وكانت المنازل لا تتعدى الدور واحد والسطوح وكل شىء فى البيوت ولا يلجأون لشراء أى شىء سوى الضروريات وهكذا كانت العيشه بسيطة ورائعة وهادئة وكنا نزور بلدتنا هذه شهرياً أو فى الإجازات الرسمية لتمتد أواصر العلاقات العائلية ولكن بعد هجرة أبنائنا للدول العربية والأوروبية كان البناء يرتفع رويداً رويداً وكلما ارتفع البناء ارتفعت معه القوة والنفوذ وتحولت المنازل الريفية إلى ناطحات سحاب وهذه ليست المشكله ولكن الكارثة فى شىء بسيط أن جميع مؤسساتنا لم تتطور فهل هناك صرف صحى لهذه الأدوار المتكررة وهل محطات الشرب جاهزة لاستقبال كل هؤلاء وكل هذه الارتفاعات ومع هذا كل هذا لا يهمنى فمن الممكن أن نصرف بطريقة بدائية ومن المحتمل أن نستخدم الجراكن فى مشكلة توافر المياه ولكن ماذا يحدث لو لا قدر الله حدث حريق فى الدور الخامس أو السادس فهل عندك حماية مدنيه تستطيع التعامل والسيطرة على الحريق هل عندك سلم مطافى يصل حتى للدور الثالث هل عندك رجال إطفاء مدربين على التعامل مع الأدوار العليا بإمكانيات حديثة أنا أقول ( لا ) وألف ( لا ) هذه القرى لابد أن تنتظر دعماً من المحافظة وهذا فى حالة أن المحافظة أيضاً تملك كل هذه ولكنى أؤكد أن الإمكانيات اقل بكثير من الارتفاعات وهكذا ننتظر الدعم الأكبر وكلما تأخرنا كلما زادت الكارثة وهنا لا ينفع المثل الشائع (كل تأخيرة وفيها خيرة) فالوقت هنا من ذهب الوقت هنا يساوى روح بنى آدم الوقت هنا يقلل من الخسائر وهنا لابد أن نقر ونعترف كيف نُعطى تصريح بالبناء وليس لدينا إمكانيات للإنقاذ كيف نُعطى تصاريح للبناء وليس لدينا خطه للإسعاف كيف نُعطى تصاريح للبناء وليس لدينا رؤية للإخلاء وهذا هو دور الدولة فلو سلم المطافئ لا يصل إلا للدور الثالث لا اعطى تصريحا للارتفاع إلا للدور الثالث فقط وهذا حق الدوله وليس من حق المواطن سوى الرضوخ للتعليمات ولا استثناءات ولا إكراميات لأن الخطورة ستعود على الشخص وليس على المرتشى وهنا لا أعفى صاحب العقار فهو يجرى ويتحايل ويقدم الرشاوى ليخسر فى النهاية حياته وحياة أسرته ثم نلقى باللوم كله على الدوله فخطأ الدوله فى موافقتها على البناء ولكن صاحب العقار هو الخاسر فى النهاية مصر بالكامل لا تتحمل سوى أرضى وارتفاع 5 أدوار هكذا كل المبانى الحكوميه ومن يرتفع اكثر من ذلك أو يرغب يدفع مبالغ مضاعفه لإحضار معدات تتناسب مع بناياته كيف يستطيع مهندس الحى وقف البناء لو وجد مخالفه فهو ليس معه سلطه لوقف البناء فى الحال وفى هذه الحاله التى نحن بصددها كان الحفر فى العقار المجاور وصل لأقصى مدى فكيف يوقف البناء فوراً وللآسف تعاملنا مع مشكلة عمارة منيا القمح ووفاة بنات فى عمر الزهور هو إهمال لابد أن يتوقف وكل ما ذكرته لا فرق بين عمارة فى منيا القمح أو عمارة فى المعادى أو عمارة فى الزمالك فكل هذه الأماكن تخسر أرواحا لعدم استعدادنا للطوارئ وما أتمنى معرفته من السيد رئيس الحماية المدنية كم سلم كهربائى فى كل محافظة يرتفع لمستوى الدور الـ16 والدور الـ20 وكم عدد من يتدرب على الإنقاذ أما الكارثة بعد السقوط فقد وصلنا إلى النهاية المؤسفة وهل من كان يحفر متواجد معه مهندس ليتعرف على العمق وكيف يتوقف لخطورته وآخر كلمات المقال للسيد وزير التنمية المحلية "أرضى و5 أدوار وإللى مش عاجبه لا تهتم به فهو لا يعرف معنى أرواح البشر".
