قال الدكتور أوسم وصفى، استشارى الطب النفسى ورئيس مؤسسة الحياة للتنمية، إن ثقافة الاتجار بالسيدات والفتيات متغلغلة جداً فى المجتمع المصرى الذى يتقبل ويشجع على الإيذاء، مستدلاً بأن كل أرقام الدراسات الأخيرة التى تتناول أشكال الاتجار تكشف تزايد المعدلات عن 90%.
وأوضح وصفى، خلال مؤتمر إطلاق تحالف مشروع مناهضة الاتجار بالبشر الذى تنظمه جمعية الفن للتنمية بأحد الفنادق بالدقى، أن العنف الأسرى فى مصر وصل فى تقرير الأمم المتحدة 2013 إلى 47% بينما كان 45% فى 1995، أما التحرش فتصل نسبته إلى 99.2% بينما وصل الختان إلى 91%، مشيراً إلى أن الأزمة فى هذه الأرقام هى تقبل المجتمع نفسه وتبريره لهذه الأشكال وهو ما يعنى أن مناهضتها تبدأ بتوعية المجتمع نفسه بأن ذلك اتجار.
وأشار وصفى إلى أن العديد من الأسر لا تتعامل مع الزواج المبكر، الذى يعانى منه 11% من المصريات فى السن من 9 إلى 19 سنة وهى الأقل انخفاضا على مستوى الوطن العربى، على أنه أحد أشكال الاتجار، رغم أنه فى كثير من الأحيان يقوم من أجل سداد ديون الأسرة أو الإنفاق عليها، ومنه زواج المتعة والمسيار والذى يرتبط بشكل كبير بالإصابة بالإيدز.
واعتبر وصفى أن نتائج التعرض لأى شكل من أشكال الاتجار بالغة السوء بداية من الإنكار والاضطراب النفسى الحاد وفصل الإحساس بالجسد، مشيرًا إلى أن من يتعرض لإيذاء جسدى فى الصغر على سبيل المثال لا يشعرون بجسدهم ويرفضون الاعتراف به لذا قد يتحولون إلى الجنس التجارى دون أن يشعروا بالذنب بل إنهم قد يصابون بالنفور الجنسى لدرجة التحول إلى المثلية.
واعتبر أن ثقافة المجتمع القائمة على الخزى والستر أى التستر على المشكلة أكثر من معالجتها، أكبر عائق لمناهضة أشكال الاتجار التى تجعل الإدانة تقع على الضحية وليس الجانى، وبالتالى أغلب السيدات لا تقوم بالإبلاغ عما يتعرضن له من عنف وحتى لو بلغوا لا يحدث شىء فى المجتمع.