يا راجعين من عند النبى الغالى الرسومات مزينة حيطان بيوتكم

وسط الحارة المزنوقة وعلى بعد خطوات قليلة من مسجد السيدة زينب أم العواجز تجد الرسومات والنقوش قبل عودة الحجاج كل موسم حج محفورة على كل بيت مصرى أصيل، لتدلك على أن ساكنى هذا البيت استقبلوا حجاج بيت الله الحرام قبل أعوام بعبارات: «يا راجعين من عند النبى الغالى هنيا لكم وعقبالى».

وفى نفس الميعاد من كل عام يتم نقش مجموعة من أجمل رسومات للكعبة والحرم والمسجد النبوى والحمامتين والعنكبوت، فى حالة فنية جميلة تظهر مواهبهم المصرية الأصيلة على الحوائط القديمة، تعبيرا عن فرحتهم بعودة أهلهم من الحجاز، داعين الله أن يتقبل منهم فريضة الحج ويضعه فى ميزان حسناتهم.

كما يذبح المصريون خروفاً احتفالاً بهذه المناسبة، ليضيفوا كفوف الدم على الرسومات، ويضع الأطفال بصماتهم على الحوائط بعد إغراقها فى دماء الخروف ولصقها مباشرة على الحوائط، وتلون الأبواب باللونين الأبيض والأحمر ابتهاجاً بهذه المناسبة.

ويؤكّد المؤرّخون أنّ جذور الحضارة الفرعونية وتأصّلها فى نفوس المصريين هى التى أدّت إلى هذا الفنّ، حيث تحوّل البيت المصرى الحديث إلى صورة مصغّرة من معبد فرعونى، فالمصرى القديم كان يستخدم أيضاً الأدوات البسيطة فى الرسم على المعابد، من ريشة وجبس وألوان وجير، وهى الأدوات نفسها التى يستخدمها الفنّان الشعبىّ فى الرسومات الآن، وهى رسومات استُلهمت فى العصور التاريخية الماضية، مثل العهد المملوكى والعهد العثمانى.