سعيد الشحات

بونابرت وإسرائيل

الأحد، 27 سبتمبر 2015 07:30 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم ما بدأته قبل يومين من تناول كتاب «بونابرت بين الإسلام والدولة اليهودية» الصادر عن قطاع الثقافة بدار «أخبار اليوم»، والكتاب من تأليف المؤرخ الفرنسى المعروف «هنرى لورنس»، وترجمة رفيعة من بشير السباعى مزودة بتوضيحات وشروح منه، وفى المقالين السابقين تناولت رؤية المؤلف لعلاقة بونابرت بالإسلام، من واقع قيادته للحملة الفرنسية ضد مصر والشام (1798 - 1801).

فى الجزء الأخير من الكتاب يتناول المؤلف قضية تاريخية مهمة، وهى مشروع الدولة اليهودية فى فلسطين المنسوب إلى بونابرت، فمنذ بداية الصهيونية نجد أن الفكرة التى تزعم أن بونابرت قد اقترح إنشاء دولة يهودية خلال الحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام، قد استخدمت كمرجع تاريخى، واستخدم هرتسل هذه الفكرة خلال المؤتمر الصهيونى الأول الذى عقد فى بال عام 1897، وخلال الحرب العالمية الأولى استخدمت الدعاية الصهيونية هذا الزعم على نطاق واسع.

يتحدث المؤلف عن أن سخرية التاريخ قد حكمت على بونابرت، الذى أراد أن يصور نفسه فى صورة المدافع عن الإسلام والعروبة، بأن يبدو من دون وجه حق فى نظر الأجيال التالية، كواحد من مؤسسى الصهيونية، وهو ما لم يكنه ألبته ولم يزعمه قط، ويحشد المؤلف العديد من الدلائل القوية لإثبات فساد وجهة النظر التى تعتبر نابليون أكبر مروجى «دولة يهودية فى فلسطين»، وأن حملته إلى المنطقة كانت لهذا الغرض، واعتمد المروجون لذلك على ما زعموه بأن هناك نداء وجهه نابليون قال فيه: «أيها الإسرائيليون، يامن تشكلون أمة فريدة والذين على مدى آلاف من السنين، تمكنت شهوة الفتح والاستبداد من حرمانهم من أراضى أجدداهم وحدها، ولكن ليس من اسمهم ووجودهم القومى، إن الأمة العظمى (فرنسا) التى لا تتاجر فى البشر والبلدان مثلما فعل أولئك الذين باعوا أجدادكم لجميع الأمم، تدعوكم من ثم ليس بالفعل إلى انتزاع إرثكم، بل إلى مجرد تناول ما تم انتزاعه وصونه ضد كل الدخلاء، بضمان وبدعم من هذه الأمة».

يؤكد المؤلف أن المشروع المنسوب لـ«بونابرت» استخدم لأغراض سياسية سافرة تقع بين لحظتين أساسيتين، لحظة تصريح بلفور ومؤتمر الصلح، ولحظة مناقشة الأمم المتحدة لمشروع تقسيم فلسطين.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Nihal

ولم الدفاع عن بونابرت

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة