1- ده بيمأمأ مش بيهوهو.. بس مين يصدق
رحلة الخروف فى مصر تبدأ باعتباره حيوانا منزليا، فمعظم العائلات تشترى الخروف قبل العيد بفترة زمنية كبيرة، لا لشىء سوى لتحويله إلى حيوان منزلى فترة من الزمن، ومن الصعب أن تقنع أحدًا أن هذا الحيوان يقوم بالمأمأة وليس الهوهوة، ويبدأ الأطفال فى ربط حبل حول عنقه وتمشيته مثلما يحدث مع "الكلاب" ومنها إلى رحلات إطعامه واللعب معه لدرجة أنه يصبح فرد من العائلة، وكثيرًا ما يتطور الأمر إلى حالات عنيفة من بكاء الأطفال عند ذبحه، وتصل إلى مقاطعة الأكل منه ورفضه بشكل كامل.2- بنتصور معاه سيلفي.. تشيز
حتى الخروف لم ينج من هوس السيلفى الذى ضرب العالم، وكانت موضة العام الماضى الأشهر فى عيد الأضحى هى "سيلفى الخروف"، وانتشرت آلاف الصور على شبكات التواصل الاجتماعي، وبدلا من الصور العائلية، والسيلفى مع الأصدقاء، أو خلال التنزه، كان الخروف هو البطل الأول لصورنا، ولم يتوقف الأمر فقط على الشباب، بل وصل إلى النجوم، وشاهدنا العديد من نجوم الفن والرياضة يلتقطون سيلفى الخروف وينشرونه عبر حساباتهم.وكان أشهر هؤلاء النجوم الذين تباروا بـ"سيلفى الخروف" نجم النادى الأهلى السابق وائل رياض "شيتوس"، الذى عرض صورته مع الخروف عبر الشبكات الاجتماعية، وبدا عليه علامات المرح والسعادة، والفنانة "شذى" التى نشرت صورة رغم جودتها البسيطة إلا أنها جذبت عيون متابعيها وعيون المواقع الإخبارية الكبرى.
3- خروف بيبى هدية للحبيبة.. سو كيوت
مثل دبدوب عيد الحب، وفانوس رمضان، وعيدية عيد الفطر، أصبح الخروف هدية للحبيبة فى عيد الأضحى، ففتيات مصر لا يمكنهن تفويت فرصة ليتأكدوا أن رجالهم يهتمون بهن، وهذا ما التقطته الشركات الصينية، ومحلات الهدايا، وأصبح مشهد الخروف الفرو الذى يشبه "الدبدوب" متوفرًا فى كل المحلات تقريبًا، حتى على الأرصفة ومع الباعة الجائلين، وتحول إلى محل فخر بين الفتيات حول من التى جاء لها خروف العيد ومن لم يأتى لها.صورة الخروف الفرو ربما تنتشر على الشبكات الاجتماعية أكثر من سيلفى الخروف، وبجوارها يجب أن يتم وصف قصة شراء الخروف، وكيف كان الشريك لطيفا فى رحلة إحضار الخروف.
4- الخمس كفوف.. كل الدنيا لازم تعرف أن كان فى خروف
على معظم المنازل الشعبية التى شهدت وجود خروف فى هذا العيد ستجد علامة الخمس كفوف مطبوعة بوضوح على الحوائط والأبواب لتعلن أن هنا كان يتواجد خروف، ولتأخذ العين، وتحارب عيون الحساد بكل الطرق والأشكال.ووفقًا لقاموس العادات والتقاليد والتعابير المصرية، لأحمد أمين، يستخدم المصريين الخمسة لاعتقادهم أنها تجذب العين عن الشىء الذى يمكن أن يحسد، ولذلك منذ قديم الأزل يعلقون الخمسة على أى شىء يخافون تعرضه للحسد فيلتفت الحاسد للكف وينسى ما سواه.
وفى أقاويل أخرى يشار أنها عادة فرعونية قديمه حيث كان يعتقد أن لكل رقم طاقة وذبذبات والرقم خمسه يمكنه منع الحسد، وهناك من يربطها بوازع دينى والخمس آيات من سورة الفلق.
5- مع كل حاجة جديدة.. لازم "تدبح"
الخروف فى مصر ليس شريك فى الأعياد فحسب، ولكن تواجده مرهون بكل حدث سار، لو حصلت على ترقية كبيرة، أو اشتريت سيارة، أو غيرها من الأمور الجيدة التى تحدث لك، يجب على الفور أن تذبح خروف، وإن لم تفعل فيجب أن تتوقع العديد من المصائب –كما يقول الموروث الشعبى- وسيظل الجميع يذكرك أن تلك المصائب تحدث لأنك "مدبحتش"، ويفضل أيضًا أن تقوم بوضع علامة الخمس كفوف من الدماء على الشىء الجديد الذى حصلت عليه طالما ذلك ممكنًا، حتى تتأكد أن مفعول الذبيحة قد تأكد وتم إبطال العين بكل تأكيد.
6- نجم تليفزيون.. أبو فروة جنان
الخروف المصرى وصل أيضًا للنجومية وشاشات التليفزيونات، وظهر مع الإعلامى جابر القرموطى، فى حلقة العيد الماضى على فضائية أون تى في، وقام "القرموطى" خلال الحلقة بشرح أصول الذبح الشرعية، ومواصفات الأضحية السليمة وكيفية التوزيع الشرعى للأضحية ونظام الثلث فى التوزيع، وكانت الحلقة جديدة من نوعها.
7- لا يفنى ولا يستحدث من عدم.. مطواة تلاقى.. سجادة شغال
الخروف المصرى لا يفنى ولا يستحدث من عدم، فبعد رحيله ستجد عشرات الطرق لاستخدامه، فالمصريون لا يتركون جزء من الخروف دون استغلال، بداية من تحويل الأقدام إلى كوارع، وحتى تحويل الفرو إلى سجاد، أو استخدامه كمبلغ مستقطع من ثمن الذبح للجزار، ليدخل فى رحلة طويلة من الصناعة والمدابغ التى يعمل بها المئات، وصولا إلى استغلال القرون واستخدامها فى الزينة أو فى صناعة مطواة شعبية طبيعية.المصريون أيضًا يتفننون فى ابتكار كل الأكلات الممكنة لاستغلال أكبر جزء ممكن من الخروف، وربما الدليل الأكبر على ذلك هو أكلات مثل الممبار، الذى يستخدم أمعاء الخروف ويحولها إلى وجبة هامة على الطاولة.
8- حتى السياسة فيها "خرفان"
حتى السياسة المصرية لم تخلو من الخرفان، واستخدم المصريين الخرفان كرمز شرس يضعونه على جبين كل من يتبع سياسة القطيع، ويدعو لإلغاء العقل، أو يلغى هو عقله فى تبعيته لأفكار معينة، وشكل هذا السلاح قوة كبيرة تمكنت من ضرب تلك الجماعات التى تتبع سياسات القطعان فى مقتل، وتدمر هيبتهم، وتضع على جبينهم سبة لم يتمكنوا من محوها حتى اليوم.وشكلت كلمة "خروف" سلاح فى العديد من المظاهرات والمسيرات التى خرجت لانتقاد كل من يدعو لإلغاء العقول، والسير خلف رأى واحد.
9- أغانى أهلا بيك يا خروف يا جميل.. بحلم بيك أنا طول الليل
لم يفوت على صناع الأغانى، وخصوصًا أغانى الأطفال صناعة أغانى الأطفال، تقديم بعض الأغانى والأناشيد البسيطة لخروف العيد، ورغم أن تلك الأغانى لم تحصل على شهرة كبيرة إلا أنه مازال لها مكان على مواقع الانترنت ويقبل الأطفال على مشاهدتها رغم بساطتها، وفى بعض مقاطعها تقول " اهلا بيك يا خروف يا جميل بحلم بيك أنا طول الليل.. يا أبو صوف ملفوف يا ظريف يا خروف يا لذيذ أنت يا أخلاق.
10- شخصية دبلوماسية فى السفارة البريطانية
من دون كل سفارتها فى بلدان العالم، استقبلت بريطانيا داخل مبنى سفارتها فى القاهرة، خروف العيد الماضى، كضيف دبلوماسى رفيع المستوى، قبل ذبحه أول أيام العيد.
ويبدو أن بريطانيا أقدمت على هذه الخطوة بعدما اكتشفت أهمية الخروف لدى المصريين، وبالفعل التقط السفير البريطانى فى القاهرة، جون كاسن، صورة بنفسه مع الخروف، وألتزم خلال الصورة بملابسة الدبلوماسية المنمقة، وأعلن بعد التقاطها أنه تم إعداد برنامج خاص لإقامة الخروف، وتابع المصريين التعليقات على هذه الصورة على موقع تويتر للتدوين القصير، مؤكدين أن السفير سيقوم بعمل "خمسة" أو "كف" على باب السفارة منعا للحسد، وأنه تصرف مثل المصريين وقام بشراء الخروف بدري، وفقًا لما نفعله جميعًا.
11- حتى فى رمضان بيطلع لنا الخروف فى "الفانوس"
حتى فوانيس رمضان ظهرت فيها الخرفان، وهو ما لفت أنظار الكثيرين خصوصا فى عام حكم الإخوان حيث أكد الكثيرين أن هذا الفانوس يأتى نكاية فى جماعة الإخوان، بينما قام آخرون بمعايرة الجماعة باكتساح فانوس السيسى لفانوس الخروف.
والحقيقة أن المصنعين فى الصين لم يكتفوا بشكل واحد لفانوس الخروف، فقدموا العديد من الأشكال والألوان لخروف العيل فى شكل الفانوس، وفى مرات كان يقود دراجة نارية، وفى أخرى يقف منفردًا بفروه الأبيض، وكان سعره يتراوح بين العشرين جنيه صعودًا وهبوطًا طفيفين.
12- سفير للسلام.. بس فى الصعيد
فى صعيد مصر يتم استخدام الخروف كسفير للسلام والنوايا الحسنة، وتحديدا لإنهاء الخصومات الثأرية، حيث يعتبر بعض أهل الصعيد أن تقديم القاتل خروف لأهل القتيل يمكنه التكفير عن فعلته، وهو أمر شائع تحديدا فى محافظة قنا، حيث يتم تقديمه ضمن محافل منظمة، ويمكنه إنهاء خصومات ثأرية لم يكن يبدو لها نهاية، وهذا يضاف إلى اعتبار الخروف فى الصعيد أحد الهدايا الثمينة التى يهادى بها الأشخاص بعضهم، وهو ما وصل به ليكون مضرب الأمثال فى الهدايا، مثلما نقول "بصلة المحب.. خروف" وهو ما يعنى أن أبسط هدايا ممن نحبهم، تتحول إلى "خروف" أى أثمن هدية فى الثقافة الشعبية المصرية.
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
بصراحه مجهود رائع..ولكن بدون أي فائده
..