التليجراف تروى قصة طبيب سورى تحول إلى مهرب بشر لأوروبا

الأحد، 20 سبتمبر 2015 11:47 ص
التليجراف تروى قصة طبيب سورى تحول إلى مهرب بشر لأوروبا لاجئون – أرشيفية
كتب أنس حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشرت صحيفة التليجراف البريطانية كواليس مقابلتها لطبيب سورى تحول إلى مهنة تهريب البشر إلى القارة الأوروبية، وقد أجرى المقابلة مع الطبيب الذى يعرف باسم "أبو محمود" الصحفى "ريتشارد سبنسر".

وقال "سبنسر" إن المقابلة مع الطبيب الذى أضحى مهربا لم تكن سهلة نظرا لجدول أعماله المكتظ بالرحلات، فهو يربح ما يقدر بـ100 ألف دولار شهريا جراء إرساله السوريين إلى اليونان وإيطاليا، لهذا فكثيرا ما قطع المقابلة التى جرت بإحدى مقاهى المدينة التركية "إسطنبول" مكالمات هاتفية وردت على جوالات "أبو محمود" الثلاث.

وأشار "سبنسر" فى تقريره المنشور بموقع الصحيفة البريطانية إلى أن هوية "أبو محمود" كانت معروفة للجميع بالمقهى، فحتى النادل يعرف من هو "أبو محمود" الذى يعمل فى تهريب السوريين إلى القارة الأوروبية، وذكر "سبنسر" مكالمة تلقاها "أبو محمود" من إحدى العائلات السورية التى تطلب منه تهريبها إلى أوروبا، لكنه صمم على عدم تنفيذ طلبهم إلا اذا قاموا بتسديد مصاريف نقل شقيق لهم، كان "أبو محمود" قد نقله إلى سواحل المدن الأوروبية، وتلك المصاريف تقدر بـ1100 دولار.

ويقول "أبو محمود" إن هناك بعض الصعوبات التى تجابهه بعمله مثل قوات الشرطة التركية التى تغير على مكتبه مطالبة برشوة مالية حتى يتركوه لمزاولة نشاطه، لكنها لا تسبب له مشاكل كبرى، فأكبر مشاكله كانت عندما علم أن اسمه-"أبو محمود" اسم مستعار- على قوائم المطلوبين من قوات الانتربول، وكان فى ذلك الوقت يتواجد بمدينة "مرسين" الساحلية التركية المحاذية للحدود السورية، وكان عمله آنذاك يشهد ازدهارا كبيرا لكنه اضطر لترك المدينة ونقل نشاطه إلى أسطنبول.

ويقول "أبو محمود" إنه كان يعيش بمدينة حلب السورية قبل هروبه منها عام 2012 بعد أن اجتاحتها المليشيات المعارضة المسلحة لتسيطر على نصف المدينة، ليجد نفسه مطلوبا من قوات بشار الأسد التى أرادت القبض عليه لعلاجه نشطاء ومقاتلين معارضين للنظام، وأيضا من قبل المليشيات المسلحة المعارضة التى اعتقدت فى ولائه لنظام بشار الأسد.

هرب "أبو محمود" إلى تركيا ليحاول التسلل إلى القارة الأوروبية هو واثنان من أبناء عمومته، لكنهم تعرضوا للغرق ليسبحوا لمدة 11 ساعة قبل انتشالهم من بعض فرق الإنقاذ، وقد أخفق عدة مرات بعد ذلك فى الهروب إلى القارة الأوروبية، لكنه امتلك أثناء ذلك شبكة كبيرة من المهربين سمحت له بمساعدة السوريين فى التوصل إلى هؤلاء المهربين، وكان فى البداية يرفض الحصول على أى عمولة.

بمرور الوقت بدأ "أبو محمود" يوافق على أخذ عمولة بل ودشن نشاطه الخاص فى تهريب اللاجئين السوريين، مستغلا ثقتهم به نظرا لعمله كطبيب فى السابق، كما أن رحلاته لم تتعرض للغرق ولا مرة حتى الأن، وقد أرسل ما يتراوح بين 8 إلى 9 آلاف لاجئ سورى إلى أوروبا خلال العامين الماضيين.

وانتقد "أبو محمود" سياسات الدول الأوروبية، موضحا أن اللاجئين سوف يجدون وسيلة للتسلل إلى تلك البلدان الغربية حتى لو قامت الأخيرة بغلق حدودها، مطالبا الغرب بعدم دفع السوريين إلى التعامل مع المهربين ودفع الأموال لمافيا التهريب البشرى، واتخاذهم كلاجئين عن طريق الوسائل القانونية التى لا تعرض حياتهم لخطر الغرق.
اليوم السابع -9 -2015






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة