"لبيك اللهم لبيك".. ننشر الدليل الشامل للحاج لتأدية المناسك..محظورات الإحرام وكيفية الطواف..السعى بين الصفا والمروة ويوم التروية..وكيفية الصعود إلى جبل عرفات والإفاضة منه..وحتى زيارة مسجد الرسول

الخميس، 10 سبتمبر 2015 01:39 م
"لبيك اللهم لبيك".. ننشر الدليل الشامل للحاج لتأدية المناسك..محظورات الإحرام وكيفية الطواف..السعى بين الصفا والمروة ويوم التروية..وكيفية الصعود إلى جبل عرفات والإفاضة منه..وحتى زيارة مسجد الرسول مناسك الحج
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقدم "اليوم السابع" كل ما يهم الحاج من تأدية مناسك الحج والمحظورات التى لا ينبغى أن يقع فيها، ففى الحج متعة روحية، حيث تنشط الفطرة الإيمانية، فتعلو النفس على المتع الدنيوية، وأى دنيا بعد أن يجيب الإنسان ربه الذى خلقه وصوره فى أحسن تقويم، يخرج الإنسان من بيته، وقد بذل ماله وراحته، وفارق أولاده وزوجته، وأهله وجيرانه، ومحبيه وإخوانه، وبلده ووطنه قاصداً حج بيت الله الحرام.

يدفعه الشوق إلى عرفات، ويحركه عبق التاريخ فتقع عيناه على مكة وآثارها، والكعبة وأنوارها، حيث هنالك الروح والريحان، والأجر والغفران، والرحمة والرضوان، حيث تُشفى القلوب، وتهنأ الأرواح، ويستجاب الدعاء.

إرشادات ينبغى للحاج أن يتبعها


مجمع البحوث الإسلامية أصدر بعض الإرشادات والتعليمات التى ينبغى على الحاج أن يتبعها حتى يصح حجه: واعلم أيها الحاج الكريم أنك فى ذهابك إلى بلاد الحرمين فى أشهر الحج إما أنك ستسافر إلى مطار جدة، أو مطار المدينة المنورة، فإذا كانت رحلتك إلى مطار جدة فإحرامك من بيتك أو من المطار أو قبيل محاذاة الميقات، وقد صار الآن من (رابغ) وهو ميقات أهل مصر والشام، ومن يمر عليه من غير أهله بعد ذهاب معالم (الجحفة) والميقات يعلن عنه قائد الطائرة فى الجو.

ولا تنتظر أيها المسافر حتى تحاذى الميقات، لأن الطائرة تمر بها سريعةً، فلا تعطى فرصة للإحرام، وقد يؤدى ذلك إلى الوقوع فى المحظور (وهو مجاوزة الميقات من غير إحرام )، ولا يمكنك العودة إلى الميقات، وعندئذ يلزمك دم.

وأما أن كان سفرك إلى المدينة المنورة أولا، فتكون بملابسك المعتادة من غير إحرام، ولا تحرم إلا بعد أن تغادر مدينة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وإحرامك يكون من ذى الحليفة المعروفة الآن بـ (آبار على) وهو ميقات أهل المدينة، ومن يمر عليه من غير أهله.

وقبل إحرامك أيها المسافر يستحب لك أن تغتسل، وتتطيب، وتلبس ثوب إحرامك، وهو الإزار والرداء بالنسبة للرجل، أما المرأة فتلبس ما تشاء من الثياب الساترة، لكن من غير زينة أو تبرج أو تشبه بالرجال، ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين، ويستحب صلاة ركعتين بعد ذلك.

أنواع الإحرام


وللحاج إن أردت فى سفرك هذا أن تؤدى الحج فقط بدون عمرة، فقل عند إحرامك :( لبيك حجاً)، وهذا ما يسمى بالإفراد، وإن أردت الجمع بين الحج والعمرة بنية واحدة، فقل :( لبيك حجاً وعمرة)، وهذا ما يسمى بالقرآن، وإن أردت أن تعتمر أولاً قبل الإحرام بالحج، فقل:( لبيك عمرة) وهذا ما يسمى بالتمتع، وينبغى على المحرم أن ينشغل بالتلبية، وأفضل التلبية أن تقول: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وهذا هو الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..ويواصل المحرم التلبية، فإذا وصل البيت الحرام للطواف توقف عن التلبية.

واعلم أيها الحاج الكريم، أن إحرام المصريين يكون غالباً بصفة التمتع، ومعنى التمتع: أن تجمع بين الحج والعمرة فى سفر واحد فى أشهر الحج، لكن للعمرة فيه نية وأعمال مخصوصة ومستقلة عن الحج.

محظورات الإحرام


واحذر أخى الحاج أو المعتمر بعد الإحرام أن تلبس ثوبا مخيطاً، أو عمامة، أو تتطيب، أو تقلم أظفارك، أو تحلق شعرك، أو تقتل صيداً، أو تقطع شجرة، أو تخطب امرأة، أو تتزوج، أو تزوج غيرك، أو تجامع أهلك، فكل هذا من محظورات الإحرام.

وستبقى أيها المحرم على صفة الإحرام حتى تصل إلى مكة لأداء مناسك العمرة، وهى (الطواف بالبيت سبعة أشواط – السعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط – حلق الشعر أو تقصيره) وليحرص المسافر إلى مكة كل الحرص على الصلاة والعبادة فى المسجد الحرام، لما فى ذلك من الأجر الكبير والثواب العظيم، ففى الحديث:(وصلاة فى المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه).

كيفية الطواف


والطواف بالبيت الحرام يشترط فيه طهارة البدن والثوب وستر العورة، والطواف سبعة أشواط، يبدأ الحاج أو المعتمر الطواف من الحجر الأسود، ويكون البيت الحرام عن يسار الذى يطوف، ويرمل، أى: يسرع فى المشى مع مقاربة الخطى فى الأشواط الثلاثة الأول، ويمشى مشية عادية فى الأشواط الأربعة الباقية، ويبدأ كل شوط من الحجر الأسود، ويختم به ويستحب للحاج أو المعتمر أن يضطبع خاصة فى طواف القدوم.

وكيفية الاضطباع: أن يجعل الطائف وسط الرداء تحت كتفه اليمنى، ويرد طرفيه على كتفه اليسرى، ويترك كتفه اليمنى مكشوفة، وهو خاص بالرجال فقط، ويسن الاضطباع (وهو كشف الكتف الأيمن) فى طواف القدوم، وطواف العمرة فقط، فإذا تركه الحاج أو المعتمر فلا شىء عليه.

وحجر إسماعيل جزء من الكعبة لايصح الطواف داخله، بل يجب أن يكون الطواف خارج حجر إسماعيل، وعندما تنتهى من الأشواط السبعة ضع ردائك على كتفيك، ثم تقدم إلى مقام إبراهيم واقرأ قول الله تعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى)، وتصلى ركعتين تقرأ فى الأولى بعد الفاتحة سورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، وفى الثانية سورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، ويكون ذلك خلف مقام إبراهيم أن تيسر لك ذلك، وإلا فصل فى أى موضع بالمسجد الحرام.

ويستحب أن تستلم الحجر الأسود بيدك وتقبله عند التمكن من ذلك، ومن لا يستطيع استلامه و تقبيله أشار إليه بيده من مكانه الذى يقف فيه، قائلاً: بسم الله والله أكبر، اللهم إيماناً بك، وتصديقاً بكتابك، ووفاءً بعهدك واتباعاً لسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم)، ولا تزاحم الناس فتضرهم من أجل تقبيل الحجر، فهذا غير مشروع .

السعى بين الصفا والمروة


إذا انتهيت أيها المحرم من الطواف بالبيت وصلاة ركعتين، فيجب عليك أن تسعى بين الصفا والمروة، فتخرج إلى الصفا، ويسن أن تقرأ عند قربك منه قول الله تعالى: (إِنَّ الصَّفا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلا جُناحَ عَلَيْهِ أن يَطَّوَّفَ بِهِما وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شاكِرٌ عَلِيمٌ )، وقل: (أبدأ بما بدأ الله به) فإذا صعدت على الصفا، ورأيت البيت الحرام، فقف مستقبلاً القبلة، وكبر ثلاثا، رافعاً يديك للذكر والدعاء، لا على هيئة تكبير الصلاة، ووحد الله وكبره وأحمده، و قل: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده)، ثم توجه إلى الله عز وجل بالدعاء، افعل ذلك ثلاثا، وتجهر بالذكر وتسر بالدعاء، ثم تنزل من الصفا متجهاً إلى المروة بخشوع وتذلل، وتمشى حتى تحاذى العلم الأخضر الأول، فإذا حاذيته سعيت سعياً شديدا إلى العلم الأخضر الثانى، ثم تمشى إلى المروة، وفى كل ذلك تهلل وتكبر وتدعو، فإذا وصلت إلى المروة صعدت عليها واستقبلت البيت الحرام، رافعاً يديك، واقفاً لذكر الله تعالى والدعاء، وتقول ما قلته على الصفا، وتكرره ثلاثا، ثم تنزل من المروة إلى الصفا، تمشى فى موضع المشى، وتسعى فى موضع السعى، تفعل ذلك سبعاً.

واعلم أيها المحرم أنك تبدأ السعى من الصفا، وتختم من المروة، فإذا بدأت من الصفا ووصلت إلى المروة فهذا شوط واحد، وإذا رجعت من المروة إلى الصفا فهذا شوط ثان، وإذا رجعت من الصفا إلى المروة فهذا شوط ثالث، وهكذا حتى تكمل سبعة أشواط، فالمقصود أنها سبعة أشواط تبدأ بالسعى من الصفا، وتختم بالمروة، والمرأة كالرجل فى الطواف والسعى، إلا أنها لا ترمل فى طواف ولا تسرع فى سعى، ولا تضطبع المرأة، وتجتنب المرأة إظهار الزينة، ورفع الصوت، ومزاحمة الرجال .

وبعد ذلك تختم عمرتك أن كنت متمتعا بحلق شعر رأسك، أو تقصيره، وتصير بعد ذلك حلالا، فتلبس ملابسك المعتادة، وتفعل ما كنت تفعله فى بلدك من الأمور المباحة، حتى تحرم بالحج يوم التروية، وهو اليوم الثامن من شهر ذى الحجة .

يوم التروية


يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذى الحجة، وفيه يحرم الإنسان بالحج من مكان إقامته بمكة، بعد أن يغتسل، ويتطيب ،ويلبس ملابس الإحرام، ويصلى ركعتين، ويقول عند إحرامه:(لبيك حجاً)، وينبغى على حجاج القرعة المصريين أن يلتزموا بالضوابط التى وضعتها الجهات المنظمة لرحلة حج القرعة من التصعيد إلى عرفات مباشرة يوم الثامن دون المبيت بمنى، حتى لا يتعرضوا لشىء من المشاق والمتاعب والصعوبات التى قد تواجههم إذا خالفوا التعليمات، فالمبيت بمنى يوم التروية سنة بإجماع الفقهاء، وتركه لا يؤثر فى صحة الحج.

يوم عرفة


ويوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذى الحجة، وفيه الوقوف بعرفة، والوقوف بعرفة هو ركن الحج الأكبر، وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة )، ويبدأ وقت الوقوف بعرفة بعد زوال الشمس من يوم عرفة إلى غروب الشمس، ويستمر زمن الوقوف إلى طلوع فجر يوم النحر، ( وهو يوم عيد الأضحى ) ومن دخل عرفة ليلة عرفة، أو قبل الزوال من يوم عرفة جاز له ذلك، لكن السنة الدخول بعد الزوال، ومن وقف بعرفة ليلاً، ولو للحظة صح وقوفه، ويكون مؤديا لركن الحج الأكبر.

ومعنى الوقوف: المكث على الراحلة أو الأرض لا الوقوف على القدمين، ومن وقف بعرفة نهاراً، وجب عليه أن يبقى حتى الغروب، ثم يدفع إلى مزدلفة، ويسن للحاج أن يصلى الظهر والعصر بعرفات قصراً وجمعاً (جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين)، ويستحب للحاج أن يجتهد فى الدعاء والذكر يوم عرفة، ولا ينشغل بالكلام مع الناس إلا عند الحاجة، فأفضل الدعاء دعاء يوم عرفة، ففى الحديث: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلى لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شىء قدير) .

الإفاضة من عرفات إلى مزدلفة


إذا غابت شمس يوم عرفة أفاض الحاج من عرفات إلى مزدلفة ملبياً، وعليه السكينة والهدوء، ولا يزاحم الناس بنفسه أو راحلته، وإذا وجد فجوة أسرع، فإذا وصل إلى مزدلفة، صلى بها المغرب ثلاثاً، والعشاء ركعتين، يجمع بينهما جمع تأخير بأذان واحد وإقامتين، ويذكر الله عند المشعر الحرام، ثم يجمع الحصى لرمى الجمرات، ويبيت بمزدلفة إن تيسر له ذلك، وإن كان صاحب عذر توجه إلى منى بعد منتصف ليلة النحر لرمى جمرة العقبة الكبرى.

يوم النحر



ويوم النحر:

هو اليوم العاشر من شهر ذى الحجة (يوم عيد الأضحى)، وأما أعمال يوم النحر (وهو يوم عيد الأضحى) فالأفضل لك أيها الحاج أن ترتب الأعمال فيه، كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهى كما يلى:-

الأول:

رمى جمرة العقبة الكبرى، وترميها بسبع حصيات متعاقبات، رافعاً يديك مع كل حصاة قائلاً: الله أكبر..ويرجى عدم التدافع أثناء رمى الجمرات حرصاً على أمن الحجاج وسلامتهم .

الثانى:

ذبح الهدى إذا كان عليك هدى، (فتذبح شيئا يجزىء فى الأضحية) إما بنفسك، أو توكل غيرك، أو تدفع قيمة الصك بالمنافذ المتواجدة بمكة المكرمة، إذا كنت متمتعا بالحج، أو قارنا بينه وبين العمرة، وهذا بالنسبة لمن عنده القدرة المالية على شراء الهدى، ومن كان غير قادر ماليا على شراء الهدى، فالواجب عليه حينئذ أن يصوم عشرة أيام بدلا عن ذبح الهدى، يصوم ثلاثة أيام فى الحج، وسبعة إذا رجع إلى بلده، وأما المفرد بالحج، وهو الذى أحرم فى سفره بالحج فقط من غير عمرة، فلا يجب عليه ذبح هدى.

الثالث:

الحلق أو التقصير، والحلق أفضل للرجال، أما المرأة فتجمع ضفائرها وتقص منها قدر أنملة.

الرابع:

طواف الإفاضة، وهو ركن من أركان الحج، و قد سبق الحديث عن كيفية الطواف، إلا أن طواف الإفاضة لا رمل فيه ولا اضطباع.

الخامس:

السعى بين الصفا والمروة، وهو ركن من أركان الحج، وقد سبق الحديث عن كيفية السعى، فالسنة فى يوم النحر أن يبدأ برمى الجمرات، ثم ينحر هديه إن كان عنده هدى، ثم يحلق رأسه أو يقصر، والحلق أفضل، ثم يطوف ويسعى إن كان عليه سعى، وهذا هو الأفضل، كما فعله النبى صلى الله عليه وسلم، ففعل هذه الأشياء على الترتيب المذكور هو السنة، فإن قدم الحاج بعضها على بعض، فلا حرج، فإن حلق قبل أن يذبح أو طاف قبل أن يرمى ونحو ذلك، ففعله صحيح، ولا شىء عليه .

التحلل من الإحرام


والمراد بالتحلل هنا: الخروج من الإحرام، وحل ما كان محظورا عليه وهو محرم. وهو قسمان: تحلل أصغر، وتحلل أكبر، ويقصد بالتحلل الأول ( وهو التحلل الأصغر )، أن يفعل الحاج اثنين من ثلاثة أمور، وهى رمى جمرة العقبة يوم العيد، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة مع السعى بين الصفا والمروة، فإذا رمى وحلق أو قصر، أو رمى وطاف وسعى أن كان عليه سعى، أو طاف وسعى وحلق أو قصر، فهذا هو التحلل الأول.

ويقصد بالتحلل الثانى (وهو التحلل الأكبر) أن يفعل الحاج الأمور الثلاثة: الرمى، والطواف، والسعى إن كان عليه سعى، والحلق أو التقصير، فهذا هو التحلل الثانى، فإذا فعل اثنين فقط لبس ثيابه المخيطة المعتادة التى كان يلبسها قبل سفره، وتطيب، وحل له كل ما حرم عليه بالإحرام، ما عدا الجماع، فإذا فعل الثالث حل له الجماع.

أيام التشريق


وهى أيام الحادى عشر والثانى عشر والثالث عشر من شهر ذى الحجة، وتسمى أيام منى، وأيام التشريق ،وأيام رمى الجمار، والأيام المعدودات، أما ما يتعلق بأيام التشريق ولياليها، فأيام التشريق هى وقت لرمى الجمرات الثلاث بعد يوم النحر، وأما ليالى أيام التشريق فالواجب على الحاج أن يبيت بمنى وهذا عند جمهور الفقهاء، خلافا لبعض الفقهاء الذين يرون أن المبيت بمنى سنة.

ومن ترك المبيت بمنى فى أيام التشريق بغير عذر لزمه دم عند جمهور الفقهاء، والقدر الواجب للمبيت عند الجمهور هو أن يبقى الحاج أكثر الليل بمنى، ويرخص فى ترك المبيت بمنى للسقاة والرعاة والسائقين القائمين على خدمة الحجاج، ونحوهم، وذهب جمهور الفقهاء إلى أن رمى الجمرات واجب من واجبات الحج، من تركه وجب عليه دم.

وقت الرمى


ذهب جمهور الفقهاء إلى أن وقت رمى الجمرات الثلاث فى أيام التشريق هو بعد زوال الشمس (أى بعد دخول وقت صلاة الظهر) من كل يوم من أيام التشريق الثلاثة، وهو الوقت المختار للرمى، كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وأجاز بعض الفقهاء؛ نظراً لشدة الزحام والتدافع عند الزوال أن يقوم الحجاج خاصة – الضعفاء وكبار السن والنساء وأصحاب الأعذار - بالرمى قبل الزوال من وقت طلوع الشمس قياساً على رمى الجمرة الكبرى يوم النحر، وذلك رفعا للحرج ودفعا للمشقة عن الحجاج حتى لا يؤدى الزحام والتدافع إلى تلف فى النفس أو العضو، وأنت ترمى أيها الحاج كل يوم بعد الزوال إحدى وعشرين حصاة لثلاث جمرات، كل جمرة سبع حصيات متتابعات، فتبدأ من الجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم الكبرى، وهى جمرة العقبة، ويسن لك أن تقف بعد رمى الجمرتين الصغرى والوسطى بالدعاء مستقبلاً القبلة، رافعاً يديك، ولا تقف عند الثالثة، ويجوز لك أيها الحاج أن تكتفى برمى الجمار ليومى الحادى عشر والثانى عشر، وتغادر منى قبل غروب شمس اليوم الثانى عشر، وبذلك تكون قد تعجلت، يقول الله تعالى: (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِى يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى ) أما إذا غربت الشمس وأنت بمنى، فيلزمك البقاء للرمى فى اليوم الثالث.

طواف الوداع


إذا رجع الحاج من منى، وانتهت جميع أعمال الحج، وأراد السفر إلى بلده، فإنه لا يخرج حتى يطوف بالبيت للوداع سبعة أشواط، فإن النبى صلى الله عليه وسلم طاف للوداع، وكان قد قال: (لتأخذوا عنى مناسككم)، ويجب أن يكون هذا الطواف آخر شىء يفعله الحاج بمكة، فلا يجوز البقاء بعده بمكة ولا التشاغل بشىء، إلا ما يتعلق بأغراض السفر وحوائجه، كشد الرحل، وانتظار الرفقة، أو انتظار السيارة، ونحو ذلك فإن أقام لغير ما ذكر، وجب عليه إعادة الطواف؛ ليكون آخر عهده بالبيت، ولا يجب طواف الوداع على الحائض والنفساء لحديث ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال: (أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن الحائض) والنفساء كالحائض.

زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم


إن زيارة مسجد النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشد الرحال إليه عبادة مستحبة فى أى وقت، وهى من القربات التى انعقد الإجماع على استحبابها، وقد قال النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ومسجد الأقصى).

وليحرص الزائر كل الحرص على الصلاة والعبادة فى المسجد النبوى، لما فى ذلك من الأجر الكبير والثواب العظيم، ففى الحديث: (صلاة فى مسجدى هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام).

فإذا وصل زائر المدينة إلى مسجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُنَّ له أن يقدم رجله اليمنى وأن يقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، اللهم اغفر لى ذنوبى وافتح لى أبواب رحمتك)، وهذا الذكر مسنون عند دخول سائر المساجد فى أى مكان، ثم يصلى تحية المسجد، والأفضل إن استطاع دون ضرر أو إيذاء لأحد أن يصليها فى الروضة الشريفة، لقول النبى صلى الله عليه وسلم: (ما بين بيتى ومنبرى روضة من رياض الجنة).

وبعد الصلاة يزور قبر النبى صلى الله عليه وسلم، وقبرى صاحبيه: أبى بكر وعمر ـ رضى الله عنهما ـ، فيقف تجاه قبر النبى صلى الله عليه وسلم بأدب وخفض صوت، ثم يسلم عليه قائلا: "السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته " ثم يسلم على أبى بكر وعمر رضى الله عنهما، ويترضى عنهما، وزيارة المدينة المنورة، أو مسجد الرسول، ليست من أفعال الحج، فمن قام بها، فله الأجر والثواب، ومن لم يقم بها فلا شىء عليه، "اللهم اجعل حج زوار بيتك مبرورا، وسعيهم مشكورا، وذنبهم مغفورا"










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

Eng. sameh

لبيك اللهم لبيك

عدد الردود 0

بواسطة:

لوزان

انصح كل ما يمر عليه هذةالصفحه ان يقراها

عدد الردود 0

بواسطة:

د. إيمان عبدالراضي

رائعة ومبسطة جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة