أكرم القصاص - علا الشافعي

4 مهن كانت ستغير حياة نجيب محفوظ.. الكرة والموسيقى والطب والتدريس

الأحد، 30 أغسطس 2015 08:00 م
4 مهن كانت ستغير حياة نجيب محفوظ.. الكرة والموسيقى والطب والتدريس نجيب محفوظ
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمنى أن يصبح لاعب كرة مشهور..وأبوه كان يريده طبيبًا..وقاده تفوقه أن يكون أستاذًا جامعيًا..ودفعه شغفه لأن يصبح موسيقار..



يمكنك أن تغير مسار حياتك كما تشاء..وأن تعيش كما تشاء وتكون من تريد..وتصنع قدرك بنفسك..وهذا ما فعله نجيب محفوظ..فكل خطوة فى حياته كانت باختياره..وفى كل اختيار كان من الممكن أن يكون شخصًا آخرًا غير الأديب العالمى، وبقراءة حياته منذ الطفولة وحتى الشباب، نجد أنه أتيحت له فرصًا كثيرة لأن يكون شخصًا له هوية أخرى غير هوية الأديب.

فهو الذى اختيرت روايته "أولاد حارتنا" ضمن أفضل مائة كتاب عالمى، كان من الممكن أن يتحول مسار حياته تمامًا، لو أنه استجاب لرغبة أبيه الذى تمنى أن يصبح ابنه، طبيبًا بشريًا، أسوة بالطبيب "نجيب محفوظ" طبيب النساء الذى قام بولادته، وأسماه أبوه على اسمه، إلا أن محفوظ اختار طريقًا مغايرًا، فصار أشهر أدباء العرب على الإطلاق.

طريقًا آخرًا كان سيقوده لأن يصبح لاعب كرة قدم مشهور، خاصة أنه كان نابغًا فيها منذ طفولته، حتى أنه فى عام 2009م، أعدت صحيفة "نيويورك تايمز" ملفًا بعنوان "الأدباء أيضًا يمكنهم اللعب" وضم الملف الأدباء الحاصلين على "نوبل" فى الآداب، لتشكيل فريق لكرة القدم، كان من بينهم محفوظ، الذى اختارته الصحيفة ليكون فى قلب الدفاع. وفى كتاب "المثقفون وكرة القدم" للكاتب أشرف عبد الشافى، يحكى تفاصيل عشق محفوظ للكرة، فيقول "بدأت علاقة نجيب محفوظ بكرة القدم عندما كان طالبًا، حيث كان يلعب فى فريق الصغار بالمدرسة.

وينقل "عبد الشافى" ما قاله محفوظ عن تجربته مع كرة القدم فى كتابه، "رغم أننى لا أجيد اللعب بقدمى اليسرى، لعبت فى مركز الجناح الأيسر، وكان ذلك المركز يحد كثيرًا من حركتى، ومع ذلك كنت هداف الفريق، وأكثر لاعبيه إحرازًا للأهداف، وعندما انتقلت إلى مدرسة فؤاد الأول الثانوية، تغير مركزى وأصبحت ألعب كقلب دفاع، وأجدت فى المركز الجديد لدرجة أن كثيرين ممن شاهدونى فى ذلك الوقت تنبأوا لى بالنبوغ فى كرة القدم، وبأننى سألعب لأحد الأندية الكبيرة، ومنها إلى الأولمبياد مع المنتخب الوطنى".

يضيف "محفوظ" قد لا يصدق أحد إننى كنت فى يوم من الأيام كابتن فى كرة القدم، واستمر عشقى لها حوالى 10 سنوات متصلة، فى أثناء دراستى بالمرحلتين الابتدائية والثانوية، ولم يأخذنى منها سوى الأدب، ولو كنت داومت على ممارستها فربما أصبحت من نجومها البارزين".وهكذا اختار نجيب محفوظ ألا يستمر فى ممارسة كرة القدم، رغم ما تنبأ له فيها من مستقبل باهر.

وربما تجد تناقض شديد فى النقلة التى حدثت له، بعدما التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، مقررًا أن يشرع فى دراسة الماجستير حول علم الجمال فى الفلسفة الإسلامية، ولولا أنه اختار ألا يستكمل دراسته..لربما كان فيلسوفًا، أو أستاذًا أكاديميًا فى كلية الآداب بجامعة القاهرة يوما ما.

تبحث فى حياة صاحب نوبل مجددًا..تكتشف أنه قد يكون للمرة الثالثة ذات صفة أخرى غير الأديب..قد تكون صفة الفنان، أو عازف القانون، ولمَ لا وهو الذى كان مغرمًا بدراسة فلسفة الفنون وعلم الجمال، وهو ما دفعه لدراسة الموسيقى، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية واختار آلة "القانون" وانتظم فى حضور الدروس وتعلم قراءة النوتة الموسيقية لمدة عام، حتى تنبأ له معلمه بمستقبل كبير بين عازفى القانون، وفى هذا العام تعرف على عدد من الموسيقيين الأوائل مثل عبده الحامولى، وصالح عبدالحى، وسيد درويش.

إلا أنه اكتشف أنه لم يصل إلى أى شئ مما تصوره عن علم الجمال وارتباطه بالموسيقى، مقررًا أن يتحول من عشق الموسيقى، متجهًا إلى عالم الصحافة، والكتابة، ولكنه يعترف أنه كان للموسيقى، أثر بالغ فى حياته يتساوى وتأثير التراث الأدبى نفسه.

هكذا اختار محفوظ فى نهاية المطاف أن يصبح كاتبًا، ولم يكن يعلم ما تخبئه له الأيام من كونه سيكون رمزًا وقيمة للأدب العربى والعالمى، ولو كان يعلم لسلك هذا الطريق منذ البداية.


موضوعات متعلقة..


صبحى موسى: "الثقافة الجديدة" تأخرت لأن مسئول المطابع كان بيصيف










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة