إكسير الشباب فى صورة حية.. عبد المهيمن أكبر لاعبى الباركور بـ62 عامًا

تحكى الأساطير عن إكسير الشباب، ولكن على أرض الواقع هناك من تمكنوا من صناعته بأنفسهم، واحتفظوا بالشباب فى قلوبهم فخرج ليرسم باقى حدود حياتهم، من بين هؤلاء هم "عبد المهيمن على"، ذو الـ62 عامًا، والذى دخل رياضة "الباركور" التى تعد من أخطر الرياضات فى العالم، وظل يجمع الميداليات العربية والأفريقية رياضيًا حتى منتصف عقده الخامس، وخلال سنوات عمره جمع 5 شهادات علمية فى مجالات مختلفة.

لن تتخيل وأنت تشاهد ذلك الجسد ذي العضلات المقسمة يتسلق كوبرى ما أو يقفز بين الشرفات المتباعدة أنه لرجل تعدى عقده السادس، يضبط توازنه باقتدار، ويغير أماكنه بسرعة، يحارب الزمن فى كل حركة دقيقة فيهزمه باقتدار ويحجز لنفسه مكانًا فى عالم الشباب.

قصة كابتن "على" مع الرياضة بدأت منذ كان عمره 7 سنوات، يقول: أنا من المنيا فى الصعيد، على أيامنا كانوا بيتهموا بالرياضة، وكانت الفرق بتعلن أنها محتاجة لعيبة ويروح أطفال القرية كلهم يقدموا، واللى يتقبل بيوفروله 5 قروش للمواصلات ووجبة غداء بسيطة، وده كان بيشجعنا على الرياضة.

ويتابع: "هذا كان فى أواخر الستينيات وأوائل السبعينات، ومارست العديد من الرياضات فى ذلك الوقت وفى الجامعة اتجهت لرفع الأثقال ولعبت لنادى الزمالك وحصلت على بطولة الجيزة عام 76، ولكن بعد انتهاء الجامعة تزوجت وتركت الرياضة لمدة 15 سنة لعدم وجود أى إمكانات.

عاد للرياضة مرة أخرى فى أواخر التسعينيات، ولكن لم تكن الرياضة همه الوحيد، فهو حاصل على بكالوريوس زراعة من جامعة المنيا سنة 82، وبعده حصل على ليسانس حقوق، ثم دبلومة مخطوطات عربية، ودبلوم خط عربى أربع سنوات من بنى سويف وحصل على المركز الأول فيه على الصعيد والثانى على مستوى الجمهورية.

يقول: "بعد ذلك اكتشفت رياضة الباركور على الإنترنت، وبحثت عن أشخاص يمارسونها فى مصر، ولكن كنا فى وقت الثورة، فلم أتمكن من الصفر من الصعيد إلى القاهرة كثيرًا، وكنت أنزل أقوم بالتمرينات وحيدًا، وبعد ذلك تجمعت معهم وأصبحت أكبر لاعب للباركور فى مصر والوطن العربى، وواحدًا من لاعبين معدودين على أصابع اليد الواحدة فى العالم.

ولكن كيف يتقبل المحيطون بك كل هذا، يقول: الأمر صعب، لم يتقبل أحد كل ما أقوم به ومحاولات الدائمة للتعلم والحفاظ على ممارسة الرياضة لدرجة أنى انفصلت عن زوجتى وحتى أولادى، ولكن هناك ما يعوضنى دائمًا، رغم أن الناس من الصعب أن تتقبل الشىء الجديد.

فى حصيلة كابتن عبد المهيمن، 3 ميداليات عربية وأفريقية جمعهم بعد بلوغ سن الخمسين، هم المركز الثانى فى بطولة العرب للقوة البدنية عام 2004 والأول عام 2004 و2007، والثالث أفريقيا 2007.