قوية هى إرادة المصريين التى تجلت فى تحويل الحلم إلى حقيقة، تلك الإرادة التى وقف عندها التاريخ بكل احترام وإجلال ليشهد والعالم افتتاح قناة السويس الجديدة، أنها لحظات عصية على الإدراك لمن فاتته.. لحظات لم يستطع الزمن أن يبخل بها على مصر أو يتباطئ عنها، فرحت مصر فى ذلك اليوم وما زالت وحق لها أن تفرح وفرح أشقائها لفرحها.
استطاع المصريون بكل اقتدار وفخر إنجاز الوعد بافتتاح القناة، وهو وعد ثمين قطعوه لبلدهم ولأنفسهم وللعالم أجمع، عندئذ تفجرت فى مصر لحظات فريدة مفعمة بالتفاؤل والحماس والحب والوطنية واجتاح أرض الكنانة فرح غامر ترددت أصداؤه حتى وصلت أطراف وادى النيل، وفرح السودان لفرح مصر والمصريين، ولعمرى ليود كل محب لمصر أن يحظى بشرف مشاركة أشقائه هذا الكرنفال المهيب الذى أعاد الفرحة والبهجة والثقة للأمة كلها، وقد تألقت مصر ذلك اليوم وعاد إليها ذلك الألق مثل تلك الأيام الخوالى.. أيام أن كان لمصر مشروعاتها وإنجازاتها المؤثرة والرائدة.
لقد أراد الله وشاءت اللحظة ألا يخيب أمل المصريين فى ابن مصر البار بها عبد الفتاح السيسى .. الذى قيضه القدر ليستنهض ويشحذ همم المصريين ويخطو أولى خطواته الكبيرة ليعيد لمصر سيرتها الأولى، يعيد إليها رونقها وبهائها ومكانتها العالية بين الدول مثلما كانت، ولقد ضرب المصريون بحفر القناة الجديدة أروع مثال فى التحدى والجسارة كما برهنوا على قدرتهم على قوة الفعل وسرعة الإنجاز .. وقد فرحت مصر فى هذا العيد، عيد افتتاح القناة الجديدة الواعدة بالخير والرخاء مثلما فرحت بوفاء قائدها لوعده.
إن حضارة مصر ونماءها وخيرها دوما كان ممتداً، على مر الأزمنة ودائما ما كان العالم والعرب وأفريقيا يتطلعون له، ولا شك أن هذا النماء سيؤثر على دول وادى النيل، فلطالما كانت مصر بخير فالسودان وكل الأشقاء سيكونون بألف خير، والحمد لله .
ناصر حسين سيد أحمد يكتب من السودان: ولا يزال الفرح مستمرًا
الأحد، 16 أغسطس 2015 06:10 م