باحثان أمريكيان: الاختلافات السياسية بين القاهرة وواشنطن لن تؤثر على جوهر علاقات البلدين.. التطورات الإقليمية أدت إلى تخبط كبير فى العلاقات الثنائية.. صعود إيران أدى إلى نشوب الصراعات الطائفية

السبت، 01 أغسطس 2015 11:38 م
باحثان أمريكيان:  الاختلافات السياسية بين القاهرة وواشنطن لن تؤثر على جوهر علاقات البلدين.. التطورات الإقليمية أدت إلى تخبط كبير فى العلاقات الثنائية.. صعود إيران أدى إلى نشوب الصراعات الطائفية صورة ارشيفية لوزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الأمريكى جون كيرى
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نشر الباحثان الأمريكيان المعروفان إريك تريجر وإيتان ساياج دراسة هامة بعنوان "استئناف الحوار الاستراتيجى المصرى - الأمريكى"، أكدا خلالها أن القاهرة وواشنطن يعتبران الحوار الاستراتيجى الوشيك وسيلة لإبراز أن الاختلافات السياسية بين الطرفين لن تؤثر سلبًا على جوهر العلاقات الثنائية بينهما، وأن زيارة الوزير جون كيرى إلى القاهرة لبدء الحوار الاستراتيجى المصرى - الأمريكى يعكس رغبة البلدين فى التأكيد أن المصالح الإقليمية المشتركة تفوق فى أهميتها أية اختلافات سياسية قد ظهرت بين البلدين خلال العامين الماضيين.

الولايات المتحدة تقيم الحوارات الإستراتيجية مع عدد من الدول



وأوضح الباحثان أن الولايات المتحدة تقيم الحوارات الإستراتيجية مع عدد من الدول ومن بينها الصين والهند وإسرائيل والمغرب ونيوزيلاند وباكستان سواءً على المستوى الوزارى أو دون ذلك.. وتتيح هذه الحوارات الفرصة للمسئولين رفيعى المستوى للتباحث حول ركائز العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والدول الأخرى.. وتشمل الحوارات عادةً عددا كبيرا من الموضوعات مثل التعاون فى مجالات الأمن والتجارة والتبادل الثقافى والتنمية الاقتصادية والإصلاح السياسى والاهتمامات الإقليمية المشتركة.

وأضاف الباحثان أن جولات الحوار الاستراتيجى - من وجهة نظر واشنطن - لها قيمة معنوية لأنها تبرز أهمية الدول المشاركة بالنسبة لواشنطن، حيث إن تبادل العلاقات الثنائية يتم بشكل يومى على كافة المستويات بالجهاز الحكومي، إلا أن تخصيص يوم كامل للحوار مع دولة معينة وعلى هذا المستوى الرفيع من المشاركة يبرز أهمية هؤلاء الشركاء بالنسبة لواشنطن، كما يشير إلى صلابة العلاقات الثنائية بغض النظر عن بعض الاختلافات. وعليه فالمسألة تتعلق أكثر بالقيمة المعنوية عن المضمون.

الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى "دوري"


ويشير المقال إلى أنه على الرغم من أن الحوار الاستراتيجى المصرى الأمريكى تم وصفه بأنه "دورى" إلا أن هذا الحوار لم يعقد منذ 6 سنوات، ولكن قبل عام 2009 كان يعقد بصفة دورية للتأكيد على الأهداف الإقليمية المشتركة حتى عندما كانت هناك اختلافات فى الرؤى بين البلدين.

وكان من بين أهم أهداف الحوار الاستراتيجى التأكيد على الالتزام بعملية السلام العربية - الإسرائيلية.. وقد عقدت أول جلسة للحوار فى يوليو 1998 على المستوى الوزارى، تلتها جلستى ديسمبر 1998 وفبراير 1999 على مستوى مساعدى الوزير.

كما أدركت إدارة جورج بوش الأب أهمية العلاقات المصرية - الأمريكية لدفع عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية وعليه دعت لبدء جولة جديدة "للتنسيق المستمر حول الموضوعات السياسية والاقتصادية والعسكرية". وقد كررت الدعوة فى يوليو 2004 وفبراير 2006 إلا أن الجولة التالية عقدت فى يوليو 2006.. وقد تم إضافة بند على جدول أعمال الاجتماع حول التداعيات الإقليمية للحرب اللبنانية، كما أرادت الولايات المتحدة أن تشير من خلال هذا الحوار إلى رغبتها فى تخطى الاختلافات بينها وبين القاهرة حول "أجندة الحرية".

ويضيف تريجر وساياج أنه فى خلال عامه الأول فى الحكم، أراد أوباما الاستمرار فى هذه المساعى لـ"إعادة إحياء" العلاقات، ففى عام 2009 عقدت جلسة للحوار الاستراتيجى على مستوى مساعدى الوزير عقب خطاب الرئيس أوباما بالقاهرة.

كما عقدت جلسة ثانية فى ديسمبر من نفس العام.. وقد ركز الحوار على الجهود المشتركة لدفع عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والسورية-الإسرائيلية وكذا الأزمة الإنسانية فى السودان والوحدة الإقليمية للعراق.

الصراعات الطائفية فى المنطقة


ويشير الباحثان إلى أن المحيط الإقليمى قد تغير بشكل كبير منذ الحوار الاستراتيجى الأخير، حيث انهار عدد من الدول واستولت منظمة داعش الإرهابية على قطعة من الأرض مساحتها تقارب مساحة بلجيكا، كما أن صعود إيران أدى إلى نشوب الصراعات الطائفية فى المنطقة.. وقد أثرت هذه التطورات على مصر بشكل كبير حيث تغير نظام الحكم فيها عدد من المرات، كما قامت مصر بنشر قواتها البحرية فى مضيق باب المندب لحمايته من الحوثيين (المدعومين من إيران) واضطرت لمواجهة الجهاديين المنتمين إلى منظمة داعش فى ليبيا وسيناء. عليه، فإن عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية – لم تعد تحتل ذات الأولوية فى العلاقات المصرية-الأمريكية الثنائية، وذلك مع الاعتراف بأهمية الدور الذى تلعبه مصر فى التعامل مع الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى.

وتؤكد الدراسة أن هذه التطورات الإقليمية أدت إلى تخبط كبير فى العلاقات الثنائية بين البلدين.. فمن جهة هناك رؤية موحدة بالنسبة لعدد من القضايا مثل محاربة داعش والتعامل مع الصعود الإيرانى ودعم الاستقرار السياسى بالمنطقة، ومن جهة أخرى فهناك اختلاف فى وجهات النظر فيما يتعلق بمسألة الإصلاح السياسى فى مصر.

ويشير تريجر وساياج إلى أن الحكم على 17 مواطنا أمريكيا من العاملين فى المنظمات غير الحكومية فى يونيو 2013 وغيرها من القرارات والممارسات أدت إلى انتقاد بعض العناصر لمصر، إلا أن الحكومة المصرية رفضت الحديث عن الإصلاح لما رأته فى هذه الدعوى من وسيلة لتمكين منظمة الإخوان المسلمين، التى تصنفها مصر على أنها منظمة إرهابية وقد تفاقمت الأزمة فى العلاقات بين البلدين بعد أكتوبر 2013 حينما جمدت الإدارة الأمريكية المعونة العسكرية لمصر، والتى تصل إلى 1، 3 بليون دولار أمريكى.. دعت مصر لعقد الحوار الاستراتيجى بين البلدين عام 2013 لمحاولة سد هذه الفجوة ووافق الوزير الأمريكى كيرى، إلا أن المقال يشير إلى أن تأخر عقد الجولة يرجع إلى عدم ارتياح واشنطن لبعض السياسات الداخلية بمصر وانشغال الإدارة الأمريكية ببعض القضايا الإقليمية الدقيقة مثل محاربة داعش والاتفاق النووى الإيرانى.

لقاء السيسى مع أوباما


وفى سبتمبر 2014، فى أعقاب مقابلة الرئيس أوباما مع الرئيس السيسى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدأت الولايات المتحدة تسعى مرة أخرى إلى تحسين علاقاتها مع القاهرة بعد أن أدركت أن "الأسلوب البارد" لن يؤدى إلى تحقيق المصالح الأمريكية.. وفى مارس 2015 أنهت الإدارة الأمريكية تجميد المعونة العسكرية.

ويؤكد المقال أن الحوار القادم يمثل خطوة فى اتجاه تحسين العلاقات المصرية الأمريكية، كما يشكل جزءا من إستراتيجية الولايات المتحدة لطمأنة حلفائها من العرب السنة فى أعقاب الاتفاق النووى الإيرانى، علمًا بأنه حتى مع غياب الحوار الاستراتيجى فى السنوات الماضية لم تتأثر العلاقات الثنائية من حيث المضمون، حيث استمر التنسيق فى مجال مكافحة الإرهاب، وكذا منحت مصر الولايات المتحدة حق المرور فى قناة السويس واستخدام المجال الجوى المصرى لتوفير الإمدادات للقواعد العسكرية الأمريكية فى الخليج.

وقد تحقق هذا من خلال قنوات عديدة لإدارة العلاقات الثنائية ومنها الدور الذى تلعبه القوة متعددة الجنسيات الـ MFO بسيناء، والتى تقوم بتنسيق جهود مكافحة الإرهاب بسيناء وإدارة العلاقات المصرية - الإسرائيلية، وذلك إلى جانب التنسيق السياسى، الذى يتم على أعلى مستوى أثناء الأزمات وعلى سبيل المثال الاتصالات الهاتفية، التى تتم على المستوى الرئاسى وبين وزيرى دفاع البلدين.. ويختتم الباحثان بأنه ستظل هناك اختلافات فى وجهات النظر حول الأوضاع الداخلية فى مصر حتى بعد الحوار الاستراتيجي، إلا أنها لن تؤثر كثيرًا على مجمل العلاقات بين البلدين، والتى سيظل محورها قنوات الاتصال المستمرة غير المعلنة.


موضوعات متعلقة..



غدا انطلاق الحوار الإستراتيجى المصرى الأمريكى.. تشديد أمنى بمنطقة ماسبيرو قبل وصول الوفد الأمريكى.. وإصابة كيرى بـ "كسر الفخذ" وراء اختيار مقر الخارجية لعقد الجلسات.. والإرهاب يتصدر المباحثات






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة