سعيد الشحات

إصبع عبدالناصر وقصبة إيدن

السبت، 01 أغسطس 2015 07:35 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم ما بدأته قبل أيام بالكتابة عن قرار جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس يوم 26 يوليو 1965، وذلك اعتمادًا على مذكرات المهندس عبدالحميد أبوبكر، وأهميتها تكمن فى أن «أبوبكر» كان ضمن الثلاثة الذين قادوا عملية التأميم، يتقدمهم المهندس محمود يونس، وذلك بتكليف من عبدالناصر.

يتحدث «أبوبكر» عن ردود الفعل الدولية على قرار التأميم، وأهمها بالطبع كان عند أنتونى إيدن، رئيس وزراء بريطانيا، ففى الوقت الذى أعلن فيه عبدالناصر قرار التأميم فى ميدان المنشية بالإسكندرية خلال خطابه الجماهيرى أمام الآلاف، كان إيدن يستضيف حاكم العراق الملك فيصل، ورئيس وزراء العراق نورى السعيد على العشاء، وحمل إليه سكرتيره برقية عاجلة، فظهرت عليه علامات الفزع فور قراءتها، ورفع رأسه، فوجد الكل ينظرون إليه عبر المائدة، وأحس أنه مطالب بإيضاح الأمر أمامهم، فقال بصوت تبدو فى نبراته محاولة السيطرة عليه: «ناصر أمم شركة قناة السويس»، فتعالت همسات الحاضرين، بعضهم يقول: «شىء غريب» وبعضهم يقول: «غير معقول».

التفت إيدن إلى نورى السعيد يسأله: «هل كان لديكم من المعلومات ما يشير إلى أن شيئًا من هذا القبيل محتمل الوقوع»، فرد نورى: «إطلاقًا»، واستطرد نورى فى حديثه: «كان يجب أن يستشيرنا فى مثل هذا القرار، لأنه يؤثر على الدول العربية كلها، خصوصًا الدول المنتجة للبترول».

قال إيدن وقد فشل فى كبح جماح غضبه: «لقد ذهب بعيدًا، لقد فقد صوابه، ولا بد أن نعيده إليه»، فرد عليه نورى السعيد: «لابد لك أن تضربه، وتضربه بشدة، وتضربه الآن»، واشتهرت هذه العبارة ضمن وقائع ذلك العشاء الذى انصرف منه الضيوف تاركين أصحاب الشأن من المسؤولين البريطانيين حتى يبحثوا فى كيفية التصرف مع هذا الحدث المثير.

خرج إيدن ومعه وزراؤه من قاعة العشاء إلى قاعة اجتماع مجلس الوزراء.. وينقل «أبوبكر» من مذكرات اللورد كيلموبر، الوزير فى حكومة إيدن: «حين اكتمل عددنا فى قاعة اجتماعات المجلس كان إيدن هو الذى افتتح الكلام قائلاً: أيها السادة، إنكم علمتم بما حدث فى مصر، إن المصرى قد وضع إصبعه على قصبتنا الهوائية»، ثم استطرد إيدن يقول ما معناه: يجب ألا نكتفى برفع إصبعه عن رقبتنا ولكن يتعين علينا أن نقطع يده.

حمل هذا الكلام النية لعمل عسكرى للتخلص من عبدالناصر، وهو ما حدث فى العدوان الثلاثى من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة