أرسل (...) إلى افتح قلبك يقول:
أنا شاب عمرى 30 سنة، غير متزوج، كنت أحصل على دورة تدريبية فى مجال عملى من فترة، وتعرفت من خلالها على شابة عمرها 32 سنة، فى نفس مجال العمل، هى مطلقة ولكن ليس لديها أولاد.
علاقتنا فى البداية كانت كلها بخصوص العمل والتدريب بالطبع، لكن الأمر تطور فيما بعد إلى سؤال عن الأحوال الشخصية، والاطمئنان على أمورنا اليومية.. حتى الآن لم تزد العلاقة عن ذلك، لكنى اعتدت عليها، والأخطر من ذلك أنها هى أيضًا اعتادت على وجودى، وكنت أنا السبب فى خروجها من الحالة النفسية السيئة التى كانت فيها من بعد الطلاق، فهى تقول إنها كانت فى حالة يرثى لها من الحزن والاكتئاب والدمار النفسى قبل أن نلتقى، وأن ظهورى في حياتها ساعدها كثيرًا على تخطى هذه المرحلة الصعبة من حياتها.
بمنتهى الصراحة أنا خائف من أن أحبها، فهذا هو التطور الطبيعى لما نحن فيه، وخائف أكثر من أن أعلقها بي أكثر من ذلك، وأنا بين نارين.. بين أن أكمل معها كما نحن وليكن ما يكون، وبين أن أتركها الآن لتنتكس مرة أخرى، وتعود لسابق حزنها واكتئابها إن لم يكن أسوأ.. ما رأيك أنت يا دكتورة؟.
وإليك أقول:
أجمل ما فى الموضوع أنك تدرك الموقف جيدًا، وترى ما ستقوده إليك خطواتك فى المستقبل، وهذا معناه أنك ما زلت فى مرحلة الانتباه واليقظة، وأن المشاعر لم تسيطر عليك بعد، وهذا فعلاً هو أنسب وقت لاتخاذ القرار.
فأنت إن أكملت معها غالبًا ستتطور العلاقة، وسيكون من الطبيعى جدًا أن تحبها وتحبك، فهل أنت مستعد لتبعات هذا الموقف؟، فكر جيدًا من الآن، هل أنت قادر على الارتباط الرسمى والزواج فى هذه الفترة من حياتك؟، وهل أنت راغب حقًا فى الارتباط بمن هى أكبر منك، ومن سبق لها الزواج؟، أم أنك سترتبط بها حينها لأنها فقط (جاءت فى طريقك) وقضى الأمر؟، أم أنك ستحبها وتتعلق بها وتعلقها بك الآن، ثم تكتشف أنك لست جاهزًا لما هو بعد ذلك من خطوات جادة؟.
نقطة ثانية مهمة، ولا تقل أهمية عما سبق، هل تجد فى نفسك الاستعداد والقدرة والطاقة على إقناع أهلك بمثل هذه الإنسانة كزوجة لك فى المستقبل؟، لتضع فى اعتبارك من البداية أن الأمر لن يكون سهلاً أبدًا، فنحن ما زلنا لا نتقبل فكرة أن يتزوج الرجل بمن هى أكبر منه، ولا بمن تزوجت من قبل وهو ما زال أعزب، فما بالك بمن تتوفر فيها الصفتان؟، وبالطبع سيزداد الموقف صعوبة إذا كانت هى من مستوى اجتماعى أو مادى أقل منك، أو إذا كنت أنت وحيد والديك، واللذان ظلا يحلمان عمرهما كله بزواجك وفرحك ...إلخ.
نقطة ثالثة.. يجب أن تضع فى اعتبارك احتمالاً لا يمكن إغفاله، وهو أن هذه الزميلة تتعلق بك وتبادلك الاهتمام لأنك فعلاً سبيلها للخروج من حالتها النفسية السيئة، لا لشخصك، ولأنك الإنسان المناسب لها.. أنا لا أتهمها، ولا أسيئ الظن بها، ولا أقلل من قدرك، لكنه احتمال قائم، قد يكون خفيًا عنها هى شخصيًا، فنحن البشر نتصرف بشكل غير متزن إطلاقًا عندما نمر بالأزمات، لهذا قد يكون تجاوبها معك حدث بشكل لا واعى منها، رغبة منها فى تغيير الحالة والعودة للحياة من جديد.. الأمر الذي لن يتضح إلا بالوقت، وبعد اختبار مشاعرها بالمواقف التي ستمر بكما، لكن هذا طبعًا بعد أن تحسم أنت أمرك أولاً، وتقرر ما إذا كنت ستكمل معها أم لا؟.
أما عن خوفك من تركها الآن فتكون السبب في عودتها للحالة النفسية السيئة من جديد، أقول لك.. إذا كنت ستتركها فذلك سيحدث لا محالة، فليحدث الآن أفضل من أن يحدث بعد فترة أطول، تكون توطدت فيها علاقتكما أكثر، وتعلقت هى بك أكثر وأكثر، فالآن أفضل بكل المقاييس، ووقوعه سيكون أخف وأهون بكثير.
أنت ما زلت على البر يا صديقى، ولا تزال (بعقلك)، فلا تورط نفسك أكثر من ذلك، ولا تسمح للمشاعر أن تلعب لعبتها وتسيطر قبل أن تعرف ماذا تريد فعلاً، وقبل أن تفكر وتعرف جيدًا قدراتك وإمكانياتك المادية والنفسية.. رحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
عدد الردود 0
بواسطة:
هدى
فعلا رحم الله امرىْ عرف قدر نفسه