ياسين سعيد شعلان يكتب: الفن إبداع وليس نقلاً للواقع

السبت، 04 يوليو 2015 12:14 م
ياسين سعيد شعلان يكتب: الفن إبداع وليس نقلاً للواقع فريد شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ننسى أبداً فيلم " جعلونى مجرماً " للفنان الكبير فريد شوقى الذى تسبب فى تغيير قوانين الأحوال الجنائية حيث صدر عقب عرض هذا الفيلم قانون مصرى ينص على الإعفاء من السابقة الأولى فى الصحيفة الجنائية حتى يتمكن المخطئ من بدء حياة جديدة دون أن تقف سابقته الأولى عائق له فى مستقبله الجديد .

كذلك فيلم " كلمة شرف " الذى تسبب فى منح المساجين فرصة لرؤية ذويهم خاصةً فى الحالات الإنسانية، والعديد و العديد من الأفلام التى كان لها أثر عظيم فى المجتمع كأفلام : أطفال الشوارع وسفير جهنم للفنان العملاق يوسف وهبى، وفيلم المصرى أفندى للفنان حسين صدقى،، وغيرهم الكثير من الأفلام الهادفة .

وهكذا كانت السينما والفن عموماً يقدم أثراً إيجابياً للمجتمع، فينقل المؤلف وجهة نظره ورؤيته وهدفه للمجتمع المتمثل فى جمهور الفيلم، فتخرج تلك الرسالة العظيمة فى أوجه شكل لها .

أما الآن وما نراه من ظواهر سلبية فى المجتمع كلها مقتبسة من أفلام السينما كخروج الشباب عارى لنصف جسده، وشرب المخدرات، وكيفية ترويجها، وكيف تخدع البنت أبيها لكى تقابل عشيقها، والألفاظ التى يتباهى كل مؤلف ومخرج بإدخاله لفظ جديد إلى قاموس البذائة، وحتى الأطفال الذين وجدوا لنفسهم مادة سلبية فى أفلام السينما فأصبحوا يطبقونها حرفياً فى الأعياد من خلال تحرشات وبذاءات ..

فتوغلت الظواهر السلبية من ألفاظ بذيئة وعادات سيئة وتحرشات وإدمان، وتفتحت عيون الجميع على كل ما هو سيء فى المجتمع، فتلوثت تلك الرسالة العظيمة لتصبح أشبه بوشاح متسخ يصيب كل من يمر عليه أو يشاهده بشكل مباشر أو غير مباشر .

ومن الواضح أن مؤلفى ومخرجى السينما حالياً لا يهمهم لا رسالة ولا فن،، بل كل ما يهمهم المادة وإن كانت على حساب أخلاق وقيم جيل ومجتمع بأكمله، بدعوى أنهم يبرزون ظواهر سلبية موجودة بالفعل فى المجتمع، مع أن الفن إبداع وليس نقلاً للواقع، فما فائدة أن أشاهد فيلماً واقعياً قد أكون أنا أحد أبطاله فى الحقيقة ! فأين التقويم، وأين الإبداع، وأين الخيال، وأين الرسالة ؟
بل أن السؤال الأهم،، أين الفن ؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة