سوزان مبارك كما لم تعرفها من قبل.. قصة المرأة التى هزت عرش مبارك ودمرت مصر.. حكايات جديدة عن السيدة الأولى سابقا.. الجدل والأضواء يصحبانها أينما ذهبت وتحمل مفتاح 30 سنة كانت فيها سيدة القصر الأولى

الإثنين، 20 يوليو 2015 10:19 ص
سوزان مبارك كما لم تعرفها من قبل.. قصة المرأة التى هزت عرش مبارك ودمرت مصر.. حكايات جديدة عن السيدة الأولى سابقا.. الجدل والأضواء يصحبانها أينما ذهبت وتحمل مفتاح 30 سنة كانت فيها سيدة القصر الأولى سوزان مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن اليومى...



لا أحد يعرف على وجه الدقة أين تعيش سوزان مبارك حاليًا، على الأقل صحفيًا، لكن المؤكد أن الجدل والأضواء يصحبانها أينما ذهبت.. لا تزال تحظى باهتمام لأنها مفتاح اللغز لأكثر من 30 سنة كانت فيها سيدة القصر الأولى، ثم كاتمة أسرار زوجها الرئيس الأسبق، وشاهدة على تفاصيل الكثير من كواليس ما يحدث فى السلطة.

هنا فى صفحات هذا الملف نطرح لأول مرة تفاصيل جديدة فى حياة «الهانم» كما كانت تحب أن ينادى عليها، أو فى مسيرة الطفلة «سوزى» كما كانت ترغب فى التمييز عن أبناء جيلها وجيرانها، باعتبارها من أصول بريطانية، وسر نشر مجلة «الجيل» صورتها فى الخمسينيات بعنوان «تذكر هذا الاسم» فى السباحة، وكانت فى الثمانينيات سيدة مصر الأولى، وحكاية الدكتور سعد الدين إبراهيم الذى كان يدرس فى الجامعة الأمريكية فضرب مثلاً بجيهان السادات قرينة الرئيس فى ذلك الوقت، فغضبت وخرجت سوزان من المحاضرة قائلة: «أرفض إقحام زوجة الرئيس فى المناقشة».

ماذا حدث فى الزواج الذى قصم ظهر مصر، ولقاء «الصالونات» الأول الذى جمعها بمبارك؟، وكيف دفعها حلم حياتها بأن تكون مضيفة طيران فوافقت على الارتباط بالطيار محمد حسنى لتحقيق طموحها بالسفر حول العالم؟، وهل طلبت الطلاق أكثر من مرة قبل الرئاسة؟، ولماذا توقفت عندما أصبحت سيدة مصر الأولى؟.. علاقتها بمبارك.. وهل تجاوزت عن أخطائه؟

نبحث فى حقيقة علاقة «كيد النسا» و«الاستغلال» التى جمعت «سوزان» بالمشاهير، فاستغلت شهرة عمر الشريف الفنية فى باريس لجمع التبرعات لأعمالها، ورغبتها فى تصدر منصب السيدة الأولى قطع علاقتها بجيهان السادات.. أحبت صفاء أبوالسعود فأوكلت إليها كل حفلات أعياد الطفولة، وغيرتها من إيمان الطوخى التى أطاحت بها من التمثيل التليفزيونى، وأوقفت وردة عن إحياء الحفلات الرسمية، وأن التنافس بينها وبين سيدة قطر الأولى جعل الشيخة موزة تدفع مليار دولار لبيوت الأزياء الفرنسية لمنع التعامل مع سوزان.

ماذا حدث وقت التنحى؟.. وسر طلبها من اللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية وقتها، اعتقال كل من الدكتور مصطفى الفقى، سكرتير الرئيس الأسبق للمعلومات، والمهندس حسام بدراوى، الأمين العام للحزب الوطنى وقتها، لمحاولتهما الثأثير على مبارك وإقناعه بالتنحى، فوعدها العادلى بالتنفيذ مع 2000 من الشخصيات العامة والصحفيين والمعارضين بتهمة تكدير السلم والأمن العام.

«اليوم السابع» أيضًا تجاوب عن السؤال الصعب: كيف هرّب النظام الأسبق أمواله للخارج؟، وهل سمحت السلطات لسوزان مبارك بالسفر بعد الثورة رغم قرار المنع؟.. وسطاء وسمسارة يرتبطون بالنظام الأسبق اشتروا 6 طائرات بالتعاون مع شركة تركية بقيمة 4 مليارات جنيه، ولديهم منازل فى شارعى «استراد هوف»، و«على اختارت» بامستردام وتلجأ لمصريين وسطاء لبيعها، وإضفاء مشروعية على الأموال.

«اليوم السابع» تجيب عن السؤال الصعب: هل لعبت سوزان دوراً غامضاً فى تهريب أموال أسرة مبارك؟النظام الأسبق اشترى 123 منزلاً و37 شركة نظافة وسياحة وطيران ودعاية وإعلان فى هولندا وبلجيكا وسويسرا وإسبانيا



تقرير يكتبه: محمود المملوك


البداية، معلومات متناثرة عن شبهة استخدام مبارك وعائلته رجال أعمال وأشخاص قريبين منهم فى غسل أموالهم، وتحويلها من مصر إلى دول أوروبية، بعيدًا عن يد السلطات القضائية.. تعقبها خطابات رسمية من الأجهزة الأمنية البريطانية للجنة استرداد الأموال تطالب فيها بالتحفظ على أموال رجال أعمال مرتبطين بشراكة وعلاقات عمل ونفوذ مع علاء وجمال مبارك، نجلى الرئيس الأسبق.. وأخيرًا قرار من النائب العام السابق المستشار طلعت عبدالله بالتحفظ على أموال 22 رجل أعمال ومستثمرًا مصريًا وعربيًا للاشتباه بتورطهم فى التربح من التلاعب بالبورصة، وبيع البنك الوطنى عبر صفقات سرية مع مسؤولين حكوميين تابعين للنظام السابق، يتم إلغاؤه فيما بعد، ويغلق الملف نهائيًا حتى الآن، ولا يعرف ماذا حدث فيه، مع تساؤل أكثر أهمية: وما حقيقة سماح السلطات لسوزان مبارك بعد ثورة 25 يناير بالسفر للخارج؟

ما سبق دفعنا للبحث والتحرى ومحاولة الإجابة عن: هل نجح الرئيس الأسبق وأسرته فى تهريب أموالهم للخارج، وخرق قرار النائب العام بالتحفظ على أموالهم؟.. كيف ومتى وأين تم ذلك؟.. علامات الاستفهام تلك استغرق الوصول إليها رحلة فى مدن أوروبا، والاستعانة بمكاتب محاماة دولية وجهات رسمية مختلفة.. أولى هذه المفاجآت تمثلت فى بريد إلكترونى موجه من مكتب تحقيقات بريطانى تابع للشرطة المحلية البريطانية فى لندن إلى شخصين، أحدهما يدعى أحمد سعد، وهو غالبًا المستشار أحمد سعد، عضو لجنة استرداد الأموال المهربة من مصر، وشخص آخر بريده الإلكترونى غير واضح فى 27 فبراير 2013 يوضح أنه تم الكشف عن حسابات مالية لزوجة المتهم حسن محمد حسنين هيكل تقدر بعدة ملايين جنيه إسترلينى بأحد بنوك المملكة المتحدة البريطانية.

وأضاف البريد الإلكترونى الذى كشف عنه خطاب رسمى من المستشار كامل سمير جرجس، رئيس مكتب التعاون الدولى، موجه للمستشار حسن ياسين، رئيس المكتب الفنى للنائب العام آنذاك، أن السلطات البريطانية علمت بأنه سوف يتم تحويل تلك الأموال خارج بريطانيا، وتستفسر عما إذا كانت السلطات المصرية ترغب فى تجميدها من عدمه أم لا.

وأوضحت الرسالة أنه يرجى الإحاطة بأن المدعو حسن محمد حسنين هيكل هو أحد المتهمين فى القضية رقم 10427 لسنة 2012 جنايات العجوزة، والمقيدة برقم 1 لسنة 2011 حصر مكتب فنى، برفقة المتهمين علاء وجمال مبارك، والمسندة إليهما جرائم التربح والإضرار العمد بالمال العام بالاشتراك مع موظفين عموميين خلال صفقة بيع البنك الوطنى لأحد المستثمرين الأجانب، وتابع: وعليه توجد شبهة كبيرة فى أن تلك الأموال هى حصيلة نشاط المتهم المؤثم، علمًا بأن المتهم سالف الذكر وزوجتيه لم يصدر بشأنهم أمر منع من التصرف فى أموالهم.

ومن بريطانيا إلى المحطة الأهم فى العاصمة الهولندية أمستردام.. لا حديث هنا داخل أوساط الجالية المصرية ومشاهير المجتمع سوى عن السيدة «ن» التى ترتبط بصلة قرابة بسوزان ثابت، زوجة الرئيس الأسبق، والتى استخدمت أسطولًا من العمالة المصرية ورجال الأعمال لشراء منازل وشركات مختلفة فى كل من هولندا وبليجكا وألمانيا وإسبانيا، بلغت قيمتها 123 منزلًا و37 شركة نظافة وسياحة وطيران ودعاية وإعلان و«بنزينات» و4 بورصات عالمية.

هذا الخيط ربما يكشف سيناريو لتهريب الأموال.. كل هذه الشركات المختلفة يمتلكها أشخاص لها علاقة بأسرة الرئيس الأسبق عبر وكلاء وسماسرة ووسطاء يعيشون ما بين العاصمة الهولندية أمستردام، والبلجيكية بروكسل، والسويسرية بون، والإسبانية مدريد، إحداهم متزوجة من أحد رجال الأعمال المصريين ببروكسل، قامت مؤخرًا بشراء 6 طائرات بالتعاون مع شركة تركية داخل أوروبا، ووصلت قيمة الصفقة إلى 400 مليون يورو أى ما يزيد على 4 مليارات جنيه مصرى.

محام فرنسى قال لنا إن سبب إقبال عائلة الرئيس الأسبق ورجال أعمال عامة على هذه المدن أنها هى الأغلى، وتعد بيئة وسوقًا خصبة لغسل الأموال الآمن، كاشفًا عددًا من الشركات الجديدة التى تم إنشاؤها خلال الـ 17 شهرًا الماضية فى الـ4 دول الأوربية، كانت أولى هذه الشركات هى شركات النظافة، والثانية شركات استثمار عقارى فى أمستردام وبروكسل وبون، يعاونها فى ذلك جيش من رجال أعمال ومصريين مقابل رواتب شهرية معروفة، ويتم شراء منازل ومحال وشركات ومطاعم فى مدن أوروبا عبر إعلانات وسماسرة سوق، ثم يتم بعد ذلك تأجيرها كما وجدناه مكتوبًا على «يافطة» أحد هذه المنازل، أو «تسقيعها» لفترة معينة تمتد لشهر أو أكثر، ويتم بيعها بعد ذلك لغسل الأموال، وإضفاء مشروعية على مصدرها، ويتم إيداعها بعد ذلك فى أى من البنوك.. توصلت «اليوم السابع» إلى عدد من هذه المنازل والشركات داخل العاصمة الهولندية، وتحديدًا فى شارعى «استراد هوف» و«على اختارت» بأمستردام، أما شركات النظافة فهى على أطراف المدينة، وكذلك شركات التسويق العقارى.

الأمر ذاته كشفت عنه تحقيقات النيابة الفرنسية التى تعطلت التحقيقات فيها فى قضية غسل أموال متهم فيها رموز النظام الأسبق، والدكتور إبراهيم سليمان، وزير الإسكان الأسبق، فى عمليات تحويلات بنكية بلغت قيمتها نحو نصف مليار دولار فى دول أوروبية، بالإضافة إلى العديد من الأراضى والمنتجعات والمنقولات غير المثبتة فى التحقيقات والأوراق الرسمية، حيث حاول الوزير الأسبق تهريب 7 ملايين دولار أمريكى، هى متحصلات جريمة، إلى إمارة لانخشتين الأوروبية، وهى إمارة مستقلة، وإنشاء شركة «سبوستياس خلال عامى2007 و2008 بقيمة 7 ملايين دولار أمريكى لحساب إبراهيم سليمان، وطلبت السلطات الأجنبية من السلطات المصرية أخيرًا إثبات هذا التمويل وظروفه وملابساته ومصدر هذه الأموال.

تفاصيل تهريب أموال مبارك فى أوروبا بعد الثورة، ذكرها لنا المحامى الفرنسى، بأن مبارك نقل أمواله هو والرجل الحديدى فى نظامه حسين سالم الهارب فى إسبانيا، مستغلاً ثغرات فى قرارات التحفظ عليهم وتأخرها، ونقلوها من بنوك بريطانيا قبل أن يصدر قرار التجميد، وأن السلطات القضائية هناك لا تملك سلطة التجميد بأثر رجعى، وأن المؤسسات المصرفية والمالية البريطانية والأوروبية ليست مسؤولة عن الإبلاغ أو العمل على استرداد أى أموال كانت محل صفقات من جانب رموز النظام الأسبق منذ بداية الثورة المصرية حتى 22 مارس 2011 مثلاً بالنسبة لعائلة مبارك، أما بالنسبة لحسين سالم فهو كان يتمتع بحرية فى التصرف بأمواله حتى يونيو من العام نفسه، وحتى تاريخ القبض عليه، مما دفع اللجنة الشعبية لاسترداد الأموال للهجوم على النائب العام وقتها، المستشار عبدالمجيد محمود، واتهامه بالتقصير والتستر على عدم تجميد الأموال المصرية المهربة.

المحامى الفرنسى نفسه ذكر أن وزارة العدل الألمانية أعلنت قبل ذلك أن خطأ فى الصياغة من قبل الخارجية المصرية تسبب فى تأخر إصدار قرار التحفظ على أموال أسرة مبارك، وكانت النيابة العامة المصرية قد قدمت عن طريق الخارجية المصرية للاتحاد الأوروبى بعض الوثائق التى تعتقد أنها تبرهن على ارتكاب 19 شخصية الاتهامات الموجهة لهم، وتضم أسماء هذه الشخصيات مبارك وزوجته وشقيقها، وابنى مبارك وزوجتيهما، وحسب المذكرات المصرية المقدمة للخارجية البريطانية فإن هؤلاء متهمون بارتكاب جرائم فساد واعتداء على المال العام وغسل أموال.

حكاية الطفلة «سوزى» التى تعالت على صديقاتها لأنها من أم بريطانية.. مجلة «الجيل» نشرت صورتها فى الخمسينيات بعنوان «تذكر هذا الاسم» فى السباحة


كتب - زكى القاضى



على طريقة الأفلام السينمائية القديمة، كانت قصص الحب فى أواخر الثلاثينيات متشابهة، ومنها ما جرى بين الدكتور صالح ثابت، ابن محافظة المنيا، والذى يدرس الطب بجامعة «كارديف» بالمملكة المتحدة، والممرضة الإنجليزية ليلى ماى بالمر فى مقاطعة ويلز، ليعلنا الزواج والعودة لمصر، وفى 28 فبراير 1941 كان الاثنان فى مدينة مطاى بمحافظة المنيا فى انتظار ابنتهما سوزان صالح ثابت.

كانت الأم البريطانية الجنسية والمولد، والوالد المتأثر بالثقافة البريطانية يعملان جاهدين على غرس قيم وعادت المملكة المتحدة فى ابنتهما.

فى فيديو على موقع «اليوتيوب» تقول سوزان مبارك فى أحد المؤتمرات بمحافظة بورسعيد، متذكرة أيام طفولتها: «افتكرت وأنا طفلة صغيرة حوالى أربع خمس سنين، أجمل حاجة الواحد يصحى بدرى كده وينزل حافى يجرى ويحس بنعومة ورطوبة الرملة، وكانت الرملة الصبح تبقى ساقعة وتبقى الشمس طالعة ورجلينا صغيرة وتغرس فى الرملة وكانت رطبة وجميلة».

وتضيف زوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك خلال حديثها عن لعبتها المفضلة فى بورسعيد، قائلة: «كنا بنلعب استغماية بالليل حوالين الشاليهات طول الليل، وبنجرى كأطفال بحرية مطلقة، وكنا نقيم فى شاليه بسيط متواضع وكنا مش محتاجين أكتر من كده عشان نقضى إجازة صيفية للأسرة».


اليوم السابع -7 -2015


تحدثت سوزان عن والدها بأنه كان طبيبًا يعمل فى القومسيون الطبى ببورسعيد، ووقتها كانت أسرتها تقيم فى فندق «الغزالة».

وفى إعلان صحفى قديم انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» لمجلة قديمة تسمى «الجيل» كانت تصدر فى الخمسينيات، حملت صورة نادرة لسوزان مبارك وهى فى الخامسة عشر من عمرها، وأفردت مجلة «الجيل» الصفحة عمن يتوقع لهم أن يصلوا إلى القمة قريبًا، وقالت: أصحاب هذه الأسماء يصعدون درجات السلم، إننا نتوقع أن يصلوا إلى القمة قريبًا.. تذكر هذا الاسم!

وكتبت المجلة عن سوزان مبارك: «الاسم: سوزان ثابت، السن: 15 سنة، الصناعة: طالبة بمدرسة سانت كلير، رئيسة فريق البالية بمدرستها، وعضو بنادى الهليوليدو، حيث تمارس السباحة وفازت بعدة بطولات فى الرياضة، وهى عضو بفريق التنس بالنادى، لكن الأستاذ على توفيق مدرب فريق النادى فى السباحة يأمل أن يخلق منها بطلة سباحة عالمية، وسوزى تجيد اللعب على البيانو، كما تهوى قراءة القصص البوليسية، أمنيتها بعد انتهاء دراستها أن تعمل مضيفة جوية، ومثلها الأعلى مويرا شيرر، راقصة الباليه الإنجليزية».

حصلت «سوزى» كما كان يطلق عليها والداها على الثانوية الأمريكية من مدرسة سانت كلير بمصر الجديدة، والتحقت بالجامعة الأمريكية وتخرجت فيها عام 1977 وحصلت بعدها على درجة الماجستير.
كانت سوزان ثابت فى تلك الفترة تتسم بالعزلة عن صديقاتها، وكما ذكرت بعض التقارير الإعلامية، كانت سوزان تتعامل بتعالٍ مع أقرانها لاعتقادها أنها بريطانية الأصل، وتعود لجذور غير مصرية، وفى عام 2010 حصلت على الدكتوراة الفخرية من قسم الاجتماع بكلية الآداب فى جامعة القاهرة.

فى مذكرات منسوبة لها تتكلم عن عشقها للباليه الذى مارسته طويلاً، وعن إدمانها روايات أجاثا كريستى، وأفلام ألفريد هيتشكوك، وكيف بدأت فى كتابة بعض روايات الرعب لتثير خوف صديقاتها فى المدرسة.

ورغم قلة الكتابات التاريخية عن سيرة سوزان مبارك منذ طفولتها، ذكرت بعض التقارير أنها نشأت فى بيئة منفتحة إلى حد ما، رغم طباعها الشخصية، فقد كانت الوالدة تحلم بأن تصير ابنتها على طريق الثقافة والعلم ومواكبة التطور فى كل ما يحيط بها، ولذلك ألحقتها منذ نعومة أظافرها بمدارس أمريكية للعمل على صقلها بالمهارات الكافية.

تقول الدكتور فرخندة حسن، صديقة سوزان مبارك، فى حوار نشر بجريدة «الشرق الأوسط»، إنها عملت مع سوزان قبل أن تكون حرم الرئيس وحتى حرم نائب الرئيس، فقد كانت طالبة دراسات عليا فى الجامعة الأمريكية، وكنت المشرفة عليها، وكان هناك مشروع من 12 سيدة لتطوير مدرسة ببولاق، وكانت حريصة على إنجاز هذا المشروع.وأضافت فرخندة: بعدها عملت معها فى اللجنة القومية للمرأة التى كانت رئيستها جيهان السادات.

قصة الزواج الذى قصم ظهر مصر..لقاء «صالونات» جمع «سوزان» بـ«مبارك» و«حصل اللى حصل».. وحلم سوزان كان مضيفة طيران فوافقت على الارتباط بالطيار محمد حسنى لتحقيق طموحها بالسفر حول العالم



كتب - زكى القاضى


فى معرض البحث عن كيفية ارتباط سوزان ثابت بزوجها حسنى مبارك، تكتشف مفاجآت عديدة، أبرزها ما ذكرته هى فى أحد الفيديوهات عن لقائها بالرئيس الأسبق، فتقول: «كنت برفقة أسرتى بمحافظة بورسعيد وجاء شقيقى الأكبر منير مع صديقه حسنى مبارك، وكان الاثنان انتهيا من دراستيهما توًا بكلية الطيران، وكان ذلك أول لقاء بيننا».

عمل حسنى مبارك أستاذًا بكلية الطيران بعد تخرجه عام 1949، وكان صديقه وتلميذه منير ثابت من المقربين إليه، وكعادة ضباط الجيش فى الزواج من أسر بعضهما، دعا منير ثابت صديقه محمد حسنى مبارك إلى منزله للتعرف على عائلته.

التقى مبارك بسوزان ثابت، شقيقة تلميذه، وأسرتها التى أعجب بتماسكها، ولفتت نظره الفتاة، ولم يتردد فى خطبتها من والدها بعد ذلك، وبعد جلسات عائلية تقليدية تمت الخطبة بمباركة الأسرتين فى أكتوبر عام 1956، وبعدها بثلاث سنوات تم الزواج وتحديدًا فى عام 1959، وكان عمر مبارك وقتها ثلاثين عامًا، وسوزان فى السابعة عشرة، وكانت تعمل مدرسة لغة إنجليزية براتب شهرى 11 جنيهًا فى الشهر، وصفت سوزان مبارك بالشاب الوسيم.

وتابعت قائلة: «كانت الحقيقة نلتقى لأول مرة بهذه الشخصية «مبارك»، وبعدين تكررت لقاءات وحصل اللى حصل»، مضيفة: «كنا أسرة صغيرة بسيطة، وربينا ولادنا الحمد لله أحسن تربية، والواحد مكنش حاطط فى خياله إنه هيصبح فى هذا المنصب، وهيصبح الطيار حسنى مبارك رئيسًا»، وأنجبا عام 1961 علاء، وفى عام 1963 جمال.

فى مذكرات منسوبة للرئيس الأسبق حسنى مبارك تحدث عن علاقته بزوجته قائلا: «كانت قائدتى فى الكثير من محطات الحياة، وطلبت الطلاق مرارًا خلال علاقتنا الزوجية، وعندما أصبحت سيدة مصر الأولى بعد تسلمى الرئاسة تخلت عن هذا الطلب».

وتكشف سوزان لأول مرة أنها كانت قوية الشخصية، ووقفت بجوار زوجها فى مراحل كثيرة، أهمها كان فى نهاية السبعينيات عندما أصيب بمرض البروستاتا الذى عولج منه، وحكت أنها كانت تترك لمبارك الهفوات لأنه مضغوط طيلة حياته بالعمل، لكنها كانت تعترض فى الأوقات المناسبة.

وتذكر سوزان أن مبارك كان مسكينًا- على حد تعبيرها- لا يسمع، وكان يبدل كل عامين فى ألمانيا سماعة أذن داخلية طبية متطورة، وأنها كانت ولا تزال بالنسبة إليه مثل الأم حتى أنها كانت تعاقبه عندما يخطئ.

وأوضحت سوزان فى المذكرات المنسوبة لها أن مبارك عندما كان يسافر ومعه أسرته فى مهمة خارج البلاد، كان يرفض أن يتم مد أيام السفر يومًا واحدًا فقط للترفيه، وكان يصر على العودة للبلاد بمجرد انتهاء الزيارة.

بعد وصول زوجها مبارك لمنصب رئيس الجمهورية، تحولت سوزان ثابت إلى السيدة الأولى فى مصر، وتفرغت للعمل الاجتماعى فى مجال حقوق المرأة والطفل، ومجال القراءة، ومحو الأمية.

وتكشف سوزان عن سر موافقتها على الارتباط بزوجها، حيث قالت إن طموحها فى أن تكون مضيفة طيران جعلها توافق على الارتباط بالطيار محمد حسنى مبارك، رغبة منها فى أن يحقق لها طموحها بالسفر حول العالم، أما عن حلمها الكبير فقد أفصحت سوزان عن إعجابها بالملكة نازلى، والدة الملك فاروق، التى اتخذتها مثلاً فى كل شىء، وكانت تراودها الأحلام دائمًا بالجلوس مثلها فوق عرش مصر، لكن ما كان يزعجها ويطاردها هو ذلك الكابوس الذى ظل يزورها فى أحلامها طويلًا، حيث كانت ترى نفسها ترتدى ملابس ملكة، وهناك من يحاول نزع وشاحها الملكى عنها، وهو ما جعلها تذهب إلى زيارة طبيب نفسى، حيث قالت إن مبارك كان يلجأ إليه كثيرًا لإنقاذها من ذلك الكابوس الذى كان بمثابة إشارة لها بأنها ستلقى نفس مصير الملكة نازلى التى كانت تشبهها فى أشياء كثيرة، منها عشقها وغرامها بالمجوهرات.

وأضافت سوزان أن أكثر ما أحزنها هو مصادرة مجوهراتها بعد الثورة دون النظر إلى ما تمتلك هى بشكل شخصى، بعيدًا عما تملكه الدولة، قائلة إنها كانت تشعر بسعادة كبيرة ومن حولها يطلقون عليها جلالة الملكة.

وبحسب مذكرات الدكتور أسامة الباز، يقول: «كان لسوزان مبارك مكتب فى الرئاسة وسكرتارية خاصة، وتدخلها يأتى بناء على الأحداث، ووصل تدخلها فى بداية الألفية الجديدة خاصة فى 2003، أن كان لها قرار واضح وبصمة واضحة فى اختيار الوزراء والشخصيات المحيطة بالرئاسة.

كيف تحولت «سوزان» من مجرد زوجة رئيس دولة لسيدة معروفة عالمياً؟.. استغلت الأعمال الخيرية وتبنت المشروعات الثقافية لزيادة مساحة ظهورها.. وتملكت خيوط الحكم بعد انتخابات 2005



كتبت - آية نبيل


«كانت خيوط الحكم فى يد سوزان مبارك وزكريا عزمى تقريبًا فى الفترة الأخيرة من حكم مبارك، وتحديدًا فى بداية القرن الحادى والعشرين، حيث حدث تحول فى تحركاتهما لإتمام خطة التوريث»، هكذا قالت أميمة الباز، زوجة الدكتور أسامة الباز، المستشار السياسى الأسبق للرئيس مبارك.

الخطة التى تتحدث عنها أميمة بدأت مع زيادة تطلعات سوزان للعب دور أكبر فى الحياة السياسية فى الحكم فى مصر، وهى المرحلة التى يقول محمد عيدراوس، فى كتابه «كل حريم الهانم» الذى يتحدث فيه عن سوزان، إنها تحكمت فى هذه المرحلة فى كل صغيرة وكبيرة فى أسرتها لإتمام مشروع التوريث من جهة، ولتصبح سيدة معروفة عالميًا تسعى للحصول على جائزة نوبل عن مجهوداتها فى مجال المرأة، ولم يكن أحد، بمن فيهم مبارك، يستطيع مناقشة قراراتها النهائية.

الإشراف على عملية التوريث.. بدأت ذلك عن طريق تزعم الأعمال الخيرية، ذات الطابع الاجتماعى، مثل مشروعات القراءة للجميع، والتبرع بالدم، وبناء المدارس، وتطوير القرى، وهو ما أدى إلى زيادة مساحتها فى الظهور يومًا بعد يوم، لدرجة أنه تم تخصيص مكتب خاص بها فى الرئاسة ذى سكرتارية خاصة، ومع الوقت بدا أن هدف سوزان لا يقتصر على الحياة الاجتماعية، وذلك مع بدء تدخلها المباشر فى الأحداث، والذى انكشف بشكل صريح فى 2003 من خلال بصمتها فى اختيار الوزراء والشخصيات المحيطة بالرئاسة، وتغييرهم وتعيينهم، حيث تم اختيار كثير منهم من المقربين منها شخصيًا.

كانت سوزان تعد كل ذلك من أجل تسهيل الطريق أمام جمال مبارك، ابنها الأصغر، لتولى الرئاسة بعد مبارك وسوزان كانت السبب وراء منع تسمية نائب الرئيس، بل رفضت قرار مبارك باتخاذ نائب له، وذلك حتى لا يعيق وصول جمال للحكم.


اليوم السابع -7 -2015


وكان أبرز الشخصيات التى أطاحت بها من أجل تنفيذ خطتها أسامة الباز، حيث توقعت أنه لن يدعم مشروع التوريث. وهمشت دوره، والذى زاد مقابله دور زكريا عزمى، رئيس ديوان الجمهورية الأسبق، والذى كان مقربًا بشكل كبير منها وينفذ طلباتها، فكان يحجب عن مبارك كل الجرائد والمكالمات من مسؤول معارض مع مصالحهم بشكل أو بآخر حتى لآخر وقت.

عقب انتخابات 2005 كانت أصابع سوزان مبارك فى إدارة المشهد السياسى فى مصر واضحة للغاية، وبدت فى اختيار الوزراء، والتى صدرت فيها العديد من الشخصيات المقربة منها، وذات الولاء لها، واستبعاد ما دون ذلك، فكانت السبب فى إقالة رئيس الوزراء كمال الجنزورى عندما بدأ فى تقليص ميزانية رئاسة الجمهورية، والاعتراض على حضور جمال الاجتماعات الوزارية.

أنس الفقى كان من أبرز الوزراء الذين تم اختيارهم للحقائب الوزارية بسببه قربه من سوزان، والذى تولى وزارة الإعلام، وتعرفت عليه سوزان من خلال أحد الأعمال الخيرية الذى تبرع فيها بمبلغ كبير.

عائشة عبدالهادى التى عرف عنها توددها الدائم لسوزان، وولاؤها التام لها، والذى استمر حتى بعد تعيينها وزيرة للقوى العاملة منذ عام 2006 حتى الآن، وحرصت على ترسيخ صورتها كسيدة أولى وصاحبة نفوذ، وقد سبب هذا حرجًا بالغًا لوزارة الخارجية المصرية التى أصبحت تفاجأ بحفلات تشارك فيها سوزان مع هيئات من الأمم المتحدة، كما كانت تسعى للحصول على جائزة نوبل للسلام.

أيضًا شاع علاقة سوزان باختيار بعض المحافظين، مثل المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية.

الخريطة الكاملة لنفوذ سوزان فى قصر مبارك.. قصص ضحايا الهانم من مذيعين ومذيعات وسياسيين ورجال أعمال ذهبوا وراء شمس الشهرة بكلمة من السيدة الأولى بسبب النميمة والصفقات والغيرة.. سوزان بدأت لعبة السيطرة والتخدل فى شؤون الدولة من الأنشطة الاجتماعية ثم المجالس المتخصصة والجمعيات ثم اختيار وطرد الوزراء والمسؤولين الكبار.. برقية من السفارة الأمريكية فى 2006 تكشف دور سوزان فى ملف التوريث ونفوذها فى إدارة شؤون الدولة وتلاعبها فى ملف نائب الرئيس



محمد الدسوقى رشدى


الكلام هنا عن تلك السيدة التى كانت أولى، عن السيدة التى انشغلت بأن يستقر فى وجدان الناس أنها «الهانم»، والتى حاربت وتلاعبت بالقانون وبالناس من أجل أن تسرق مستقبل 80 مليون مصرى وتهديه لنجلها الأصغر جمال مبارك.

أنت تعلم الآن أن الكلام هنا عن السيدة سوزان مبارك أو سوزان ثابت أو سيدة مصر الأولى قبل 25 يناير الماضى، وتعرف بالضرورة أن تلك المرأة كان لها دور فى تجبر وطغيان النظام السابق، وإذا كانت الحكمة الشهيرة تقول إن وراء كل رجل عظيم امرأة أعظم منه، فإن الحكمة الأشهر التى صنعتها سوزان مبارك تقول إن وراء كل ديكتاتور ظالم امرأة أكثر ديكتاتورية وظلما منه.

أضف إلى معلوماتك هذه أن أحد أهم مكتسبات هذا الزمن كان رفع غطاء الحماية عن زوجة الرئيس الأسبق التى كان ذكر اسمها بسوء أو حتى بدون تفخيم وتعظيم خطا أحمر يعلو الخط الأحمر الخاص بالأمن القومى لمصر كلها.

اسأل أهل الصحافة والإعلام وستدرك أن انتقاد مبارك أو مصر نفسها كان أمرا سهلا وعاديا مقارنة بنشر أو كتابة أى كلمة لا تحمل مديحا فى السيدة التى كانت أولى، أعتى الصحف معارضة وأشد الفضائيات انتقادا كانت تأتى حتى سوزان مبارك وتدوس فرامل بكل ما أوتيت من قوة، لأن التاريخ القريب يحمل بين طياته حوادث تدل على أن سوزان مبارك إن لم تكن صاحبة الكلمة الأولى فى البلاد فإنها صاحبة الكلمة الأقوى، ظهر ذلك فى المذيعات اللاتى تم نفيهن ودفن نجوميتهن بالحيا لمجرد أن سوزان لا تحب أشكال بعضهن أو تغير من نجومية بعضهن كما حدث مع هالة سرحان، ثم تكرر مع العشرات من أصحاب الكفاءات الذين كانوا مرشحين لمناصب مهمة فى الدولة وتم شطب أسمائهم بالأستيكة قبل لحظات من تولى المنصب وحلف اليمين لمجرد أن هواهم لم يكن على نفس موجة مزاج السيدة الأولى سوزان مبارك.

سيذكر التاريخ لثورة 25 يناير ذلك، سيذكر لها أنها كشفت للسيدة سوزان مبارك أنها بشر يمشى على الأرض وليست ملكة يجب على كل من حولها أن ينحنوا ليقبلوا يديها أو يرتدوا أوسخ الثياب حتى تظل هى الأجمل والأشيك، سيذكر التاريخ لتلك الثورة أنها كشفت لسوزان مبارك أن إرادتها مهما كانت قوية وتأثيرها مهما امتد على مسؤولين كبار كانوا ينحنون لها طلبا للرضا، فلن تكون يوما أقوى من إرادة شعب احتقرته يوم تخيلت أنه من العبيد الجاهزين للتوريث، وأذلته حينما تعاملت معه دوما بمنطق الفقير الذى ينتظر إحسان مشروعاتها وجمعياتها ومجالسها.

سوزان مبارك لم ترض يوما بالدور الاجتماعى المرسوم لزوجات الرؤساء فى الدول المحترمة، سعت منذ اللحظة الأولى لأن تكون شريكا فى الحكم كما كانت ترى جيهان السادات ولكن فى أمر جيهان كانت كاريزما ما موجودة لم تملكها سوزان مبارك، لذلك عاشت زوجة الرئيس السابق فترة طويلة فى القصر الرئاسى وهى تلعب دورها الاجتماعى وترضى بفكرة كونها ظل الرئيس، ثم تجاوز ظلها ظل الرئيس فى أواخر التسعينيات وغطى عليه وعلى القصر الرئاسى تماما مع بداية الألفية الجديدة وبروز فكرة توريث جمال التى دعمتها بقوة حتى لا تبتعد عن القصر الرئاسى إن ذهب الرئيس أو مات.

كان الضغط والتخطيط لتوريث جمال مبارك عرش مصر ذروة نفوذ وسلطة السيدة الأولى لأنه منحها فرصة السيطرة على كل شىء من خلال الابن الأصغر جمال وشلته التى كانت تحكم مصر منذ عام 2005 تحديدا، قبل ذلك كانت السيدة الأولى تلعب فى الجانب الخلفى من الملعب تجتذب كبار المسؤولين لصفها، وتضع أصحابها والموالين لها، ومن يأتون على هواها فى المناصب الكبرى والحيوية، بدأت ذلك فى المناطق السياسية الخفيفة مثل المجالس المتخصصة والجمعيات وكل ما هو نسائى فى البلد، ثم تطور نفوذ السيدة وتضخم ووصل إلى حد تعيين وطرد الوزراء وكبار المسؤولين فى الدولة والحزب خاصة فيما بعد عام 2004 ويمكنك أن تلحظ ذلك بشدة فيما سربته وثائق «ويكيلكس» عن سوزان مبارك وكشفت من خلاله مدى قوة السيدة الأولى وسيطرتها على الرئيس الأسبق والقصر الرئاسى كله، ومن ضمن هذه الوثائق واحدة تعود إلى أبريل عام 2006 وصفت السيدة التى كانت أولى بأنها كانت داهية قوية تسيطر على القصر أكثر مما كان البعض يتوقع أو يتخيل وورد فى الوثيقة التى كانت عبارة عن برقية من السفارة الأمريكية أن سوزان مبارك كانت هى اللاعب الرئيسى فى ملف التوريث والمحفز الرئيسى لابنها جمال فى خلافة والده وذكرت السفارة الأمريكية فى برقيتها أن سوزان أقنعت مبارك بعدم تسمية نائب له، واعتبرت السيدة الأولى واحدة من خمس شخصيات هم الأكثر تأثيرًا على مبارك، مشددة على الحاجة لفتح قنوات اتصال معها.

تحكمت السيدة الأولى فى كل شىء حتى إنها أصبحت تحكم دولة داخل الدولة بما تملكه من أتباع ساهمت فى حصولهم على مناصب عليا، ويمكن ببساطة أن تشير إلى أى مسؤول بقى فى منصبه لسنوات طويلة وحتى النفس الأخير لنظام مبارك وظل بعيدا عن أى محاسبة أو مساءلة وتقول وأنت مرتاح إن السيدة تحبه، أو هو قد نجح فى توفيق أوضاعه معها أو كان يخدم فكرها ومخططها بخصوص جمال، أسماء كثيرة تنتمى إلى تلك الفئة بداية من وزير التعليم السابق حسين كامل بهاء الدين الذى ظل فى منصبه سنوات رغم الكوارث، ومرورا بوزير الثقافة فاروق حسنى، وفرخندة حسن، وزينب رضوان، وإبراهيم سليمان، وانتهاء بأنس الفقى وعائشة عبدالهادى، وإسماعيل سراج الدين، ومشيرة خطاب التى خلقت سوزان مبارك لها وزارة من العدم، والعادلى الذى وفق أوضاعه واختار حماية ملف التوريث ليحظى بدعم إضافى من الهانم أبقاه فى الوزارة رغم كل الكوارث والأخطاء.

هؤلاء كانوا الأتباع الأبرز للسيدة الأولى وكل واحد فيهم ترتبط قصة صعوده أو بقائه فى منصبه أو ابتعاده عن المحاسبة أو المساءلة بالسيدة سوزان مبارك التى ضمنت لهم الحماية طوال سنوات حكم مبارك، كل واحد فى الأسماء المذكورة سلفا يمكنك أن تستخلص من تصريحاته فى زمن ما قبل الثورة انبهاره ومديحه المبالغ فيه «للهانم» وكل واحد فيهم يمكنك أن تضبطه متلبسا فى صورة وهو يحنى رأسه أمامها أو يسير خلفها بخطوات خشية أن يغضبها، أو يقبل يدها فى ذل مثلما فعلت عائشة عبدالهادى، وكل واحد من هؤلاء وغيرهم ممن شملتهم سوزان مبارك بالرعاية تحول إلى أرمل وشعر باليتم بعد أن رحلت ماما سوزان عن السلطة وأخذت معها مظلة الحماية التى احتمى فيها بفشله وعدم كفاءته طوال سنوات وجوده فى السلطة أو بجوارها.

إنهم أرامل الهانم يا عزيزى هؤلاء الذين دخلوا إلى السلطة عبر بوابة مشروعاتها وجمعياتها، مثلما حدث مع أنس الفقى الذى وصل إلى وزارة الإعلام من بوابة مشروع القراءة للجميع، وزينب رضوان التى ظهرت للنور من بوابة جمعية مصر الجديدة، وعائشة عبدالهادى التى أصبحت وزيرة بالابتدائية بسبب لعبة تمكين المرأة التى تزعمتها زوجة الرئيس السابق، وإبراهيم سليمان الذى حظى بالحماية وبقى رغم كل الملفات السوداء لأنه اهتم بالديكورات والأنتيكات.

فرخندة حسن تلك السيدة التى نالت شهرتها بين الناس بسبب غرابة اسمها وظهورها المتواصل بجوار سوزان مبارك، هى أولى أرامل الهانم وأكبرهم سنا، صداقة وطاعة منحتا فرخندة وجودا دائما ومنصبا مستمرا فى المجلس القومى للمرأة ذلك المشروع الوهمى الذى استخدمته السيدة الأولى فى رسم صورة أكثر تحضرا عن النظام الحالى لدى أهل الغرب الأوروبى، جاءت السيدة سوزان مبارك بالدكتورة فرخندة ووضعتها على قمة المجلس دون أن تقدم لنا كشفا واحدا عن إنجازاتها اللهم إلا تحويل المجلس إلى مجلس ملاكى يخدم نساء الحزب الوطنى، وكل الأفكار التى تجمّل وجه سيدة مصر الأولى أمام العالم، وفى الوقت الذى كانت فيه الهانم تظهر بجوار الدكتورة فرخندة للحديث عن خططهن لتمكين نساء مصر وحمايتهن كانت كل المؤشرات تتحدث عن ارتفاع نسبة العنف ضد الزوجات ونسبة النساء اللاتى يبعن أطفالهن، ثم جاءت الكوتة التى تعتبرها الهانم والدكتورة فرخندة من أهم إنجازاتهما لنساء مصر لتكشف عن الدور الساذج الذى يلعبه المجلس القومى للمرأة الذى أهدته الهانم لصديقتها الدكتورة فرخندة بعدما شهد العالم كله على مستوى نائبات الكوتة، حيث لم يتعد مستوى معظمهن بائعات الخضار فى أسواق السيدة والعبور.

زواج جمال مبارك كشف عن دور آخر تلعبه الدكتورة فرخندة يبدو أنه كان أهم من دورها فى المجلس القومى للمرأة حينما رشحت خديجة الجمال للسيدة الأولى كعروس لجمال.

أنس الفقى هو اكتشاف سوزان الذى فرضته على أقوى الوزارات فى مصر وجاءت به من قصور الثقافة لتضعه على كرسى وزارة الإعلام وتحميه من كل أنواع الانتقاد أو محاولات الإزاحة، طبعا أى كلام عن تفنن الفقى فى صناعة ثورة إعلامية خاصة للهانم سيبدو قليلا أمام ما كشفته تحقيقات النيابة بعد الثورة مع الوزير السابق، فما جاء بالتحقيقات يكشف بوضوح عن أن كل وزير أو مسؤول جاءت به السيدة الأولى أو شملته بالرعاية قدم لها المقابل من دم هذا الوطن ومن جيب هذا الشعب فقد جاء فى التحقيقات، وبدا ذلك واضحا وجليا فيما ذكره أنس الفقى خلال اليوم الأول من أيام التحقيق معه بخصوص الحقائب التى كانت تحتوى عملات ومشغولات ذهبية، قال إنها تخص السيدة سوزان مبارك، ثم تكشف فيما بعد أن الوزير السابق كان يهدف إلى وضع صورة الهانم على العملات الذهبية ومفاجأتها بهذا الأمر، وتكشف أيضا أن الهانم كانت تحصل على ما شاءت من أموال وذهب من وزارات الدولة المختلفة دون أى ورق رسمى بدليل أن وزير المالية أرسل لها عملات ذهبية مع أنس الفقى الذى قال فى التحقيق إنها كانت تخص هدايا حفل القراءة للجميع.

وزيرة القوى العاملة السابقة عائشة عبدالهادى هى النموذج الأقوى والأشهر على طغيان وتجبر الهانم، دعك من فيديو تقبيل اليد الشهير سنعود إليه لاحقا وركز مع قصة عائشة عبدالهادى التى قالت للجميع إن الهانم وعدتها بالوزارة قبل أن تتولاها بعام وهو أمر يدلل على تدخل الهانم فى الاختيارات وثقتها فى قدرتها على فرض اختيارها بدليل أنها كانت تعد المقربين منها بالمنصب قبل فترة طويلة من التعديل الوزارى، الأمر الآخر أن الهانم كانت تسقط من حسابتها كل شىء خاص بالكفاءة والمهنية من أجل تصعيد نسائها ورجالها الذين أصبحوا أراملها الآن، وهل هناك أدل على ذلك من تعيين عائشة عبدالهادى وزيرة وهى لم تكمل تعليمها ولم تحصل على الإعدادية؟ وهل هناك أدلة على نفوذ الهانم أكثر من الإبقاء على عائشة عبدالهادى سيدة المصاطب رغم فشلها فى إدارة الوزارة ورغم الأخطاء الكبرى التى وقعت فيها طوال الفترة الماضية بداية من موضوع تشغيل المصريات خادمات فى الخليج، وانتهاء بتعيين أصحاب المؤهلات كأفراد أمن فى المولات؟!

وضع عائشة عبدالهادى كله يتلخص فى ذلك الفيديو الذى ظهرت فيه وهى تهرول مسرعة خلف الهانم سوزان مبارك عقب أحد المؤتمرات وتنحنى على يدها وتقبلها أمام الجميع فى لحظة ذل نادرة الحدوث بعد أن انتهى زمن الوسيات والعبيد. قبلة عائشة عبدالهادى ليد سوزان مبارك كشفت عن الوجه القبيح للهانم والوجه القبيح للنظام كله بعد أن جعل معيار المرور فيه إلى حيث المناصب الكبرى هو الانحناء والخضوع وتقبيل الأيادى والتعرى إن أمكن.

إبراهيم سليمان وزير الإسكان ونهب الأراضى الأسبق هو الآخر واحد من أرامل الهانم وواحد من رجالها وربما يفسر لك ذلك سر عدم محاسبة سليمان رغم كل بلاغات ودلائل الفساد التى ظهرت لتدينه فى عصر الرئيس الأسبق، سليمان كان رجل ديكورات الهانم، فهو كما جاء فى بلاغ المقدم معتصم فتحى الضابط السابق بهيئة الرقابة الإدارية كان واحدا من ضمن المسؤولين عن شراء أنتيكات وقطع فنية من مزادات كبرى لصالح الهانم وهو المسؤول عن تزيين وتعديلات الديكورات والفنيات الخاصة بقصورها، وواضح أن الوزير الأسبق اتهم كثيرا بديكورات الهانم أكثر من اهتمامه بأساسات الوطن وأرضه بدليل أنه خرج من الوزارة وتركها خرابة بسبب انشغاله فى تجميل وتعمير قصور الهانم، وفى قائمة الأرامل يمكنك أن تضع الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية ذلك المشروع الذى اهتمت به الهانم من أجل إعادة تقديم نفسه للوسط الأوروبى، تصرفات إسماعيل سراج الدين وما تم كشفه عن وجود حسابات سرية للمكتبة تتولى الهانم التصرف فيها دفع موظفى المكتبة لإعادة فتح ملف تولى الدكتور إسماعيل شؤون المكتبة بسبب علاقته بالسيدة الأولى وخرجوا للتظاهر عقب ثورة يناير مطالبين بإقالة الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة بعدما وصفوه بأنه أحد رموز النظام السابق، رافعين لافتات مكتوب عليها «إسماعيل سراج الدين هو الراجل اللى ورا سوزان مبارك»، فى إشارة للعلاقات الوثيقة والأسرية التى كانت تجمعه بالرئيس السابق وحرمه.

أرملة أخرى من أرامل الهانم هى الوزيرة السابقة مشيرة خطاب التى منحتها صداقتها للهانم وزارة تم خلقها مخصوص فى آخر تعديل وزارى قبل الثورة هى وزارة الأسرة والسكان، والتى وضعت الهانم صديقتها مشيرة خطاب على رأسها بعد سنوات من الانتظار والاشتياق والوعود ظلت مشيرة خطاب طوالها ملازمة للهانم ولا تكف عن إطلاق تصريحات من نوعية: (الجهود التى قامت بها السيدة الفاضلة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية لفتت أنظار العالم إلى ظاهرة الاتجار بالبشر)، حب الهانم لمشيرة خطاب لم يتضح فقط فى خلق وزارة جديدة مخصوص لها ولكن كان واضحا فى التنبيه على كل الوزراء بأن يقدموا الدعم الكافى للوزيرة الجديدة، وظهر ذلك فى مفارقة غريبة حدثت فى يناير 2010 حينما اجتمعت الهانم مع عدد من الوزراء وأعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس القومى للسكان لكى تحثهم على دعم وزارة مشيرة خطاب وتذليل العقبات أمام خططها، وطبعا أنت تعرف بأى صفة اجتمعت الهانم مع الوزراء وبأى صفة أمرتهم ووضعت لهم الخطط والمؤشرات.. لقد كانت الهانم سيدة القصر وصاحبة الكلمة الأقوى فى سنوات حكم الرئيس الأخيرة.

«الكتكوت والفرخة» حكاية العلاقة بين «جمال» بـ«سوزان».. حلم «الملكة الأم» بعد «قرينة الرئيس» وضع «مبارك» فى مواجهة مع الشعب



كتب - زكى القاضى


تظل العلاقة بين جمال مبارك ووالدته سوزان ثابت، هى العلاقة الأكثر غموضا فى حياة الطرفين، وأحد الأسباب الرئيسية لثورة 25 يناير، فحلم الاثنان برئاسة مصر، وكانت سوزان مبارك تعد نفسها لدور «الرئيسة الأم» برعايتها لمشروع التوريث منذ عام 2000.

فى مارس 2006 ظهر جمال مبارك فى مقابلة تلفزيونية، ولفت النظر بتكرار كلامه بأنه ليس لديه «النية أو الرغبة» فى أن يصبح رئيسًا لمصر خلفًا لوالده، وتساءل الدكتور سعد الدين إبراهيم وقتها إذا لم يكن جمال مهتما بالسلطة فلماذا كل هذا العناء.

قررت سوزان أن حلم التوريث لن يكتمل إلا بزواج جمال مبارك، وبعقليتها الملكية بدأت فى التفكير فى الأسر الملكية فى الوطن العربى واختارت له الأميرة هايا شقيقة الملك عبدالله وبنت الملك حسين وهى معروفة بفروسيتها وكانت سفيرة للنوايا الحسنة، وتقدم جمال لخطبتها وأهداها سيارة لنقل الخيول من ماركة مرسيدس ولكن الملك حسين رفض الزواج لعدم تكافؤ الفرص، حسبما تناثرت الأقاويل وقتها.

فى طريق بحثها عن زوجة لنجلها فكرت سوزان ثابت فى العائلة الملكية المغربية ووقع اختيارها على الأميرة مريم ولكن رفضت أسرتها أيضا، فلجأت لاختيار زوجة له من مصر فعرضت على عاطف المغربى والمهندس رشيد محمد رشيد ولم يتوصلا لنتيجة بين الطرفين، وانتهى المطاف بزواجه من خديجة الجمال بنت رجل الأعمال محمود الجمال.

ونشرت جريدة «معاريف» الإسرائيلية منذ سنوات تقريراً خاصاً عن سوزان، وصفتها بأنها تستحق عن جدارة أن تكون صاحبة الجلالة، وأنها تسعى وبقوة لنيل ذلك اللقب، الذى سيصاحبه أيضا لقب الملكة الأم، وهذا بعد تنصيب جمال مبارك على عرش مصر، وهو التقرير الذى أغضب مبارك الأب وسوزان حينها.

فى كتاب لنائب مدير المخابرات المركزية السابق «مايكل موريل»، حمل عنوان «الحرب الكبرى فى زماننا»: حرب المخابرات المركزية ضد الإرهاب من القاعدة إلى داعش، يقول: أصبح من الواضح بالنسبة لى أن تأثير عمر سليمان لا يمكنه أن يعادل نفوذ زوجة مبارك «سوزان»، ولا ولده «جمال» الذى كان يعده ليخلفه فى الحكم.

سوزان كما وصفها مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين الأسبق، فهى شخصية محبوبة خلال الخمس عشرة سنة الأولى من حكمها لاهتمامها بالثقافة، وتركيزها على إنشاء مكتبات فى أنحاء الجمهورية المختلفة، لافتًا إلى أنه بعد ذلك تغولت الأسرة وكانت سوزان مبارك تتصرف كملكة.

وأضاف نقيب الصحفيين الأسبق أن الوزراء فى عهد الرئيس الأسبق كان اختيارهم مقسما بين الرئيس الأسبق ونجله وحرمه، فالوزارات السيادية تحت امرة مبارك، والوزارات الثقافية والتعليمية يختار وزراءها حرمه، أما الوزارات الاقتصادية والصناعية فكانت من اختصاص جمال مبارك.

يقول عادل حمودة فى برنامجه «كل رجال الرئيس»: «كان مبارك بالولايات المتحدة ومعه سوزان ونجله جمال وأقيمت حفلة بمكتبة الكونجرس وجرى استقبال سوزان من مجموعة مصرية فتعاملت بالتعالى وتصرفت كأنها الملكة الأم، وهذه كانت طريقها دوما فى التعامل مع الشعب المصرى».

ويصف عادل حمودة مشهد تعلق جمال مبارك بوالدته قائلا: كان يسير وراءها مثل الكتكوت وراء «الفرخة» والبطة وراء أمها، وانطبق عليه المثل الشعبى «ابن أمه»، ويقول الكاتب الصحفى عبدالله السناوى، إن مشكلة سوزان اعتقادها أنها أكبر من حرم الرئيس، ولعبت دورا أكبر منذ عام 2000 دورها فى اتخاذ القرارات المصيرية فى الدولة.

فى علاقتها بالسياسة تقول سوزان فى مذكرات منسوبة لها، إن عددا من رموز النظام من بينهم فتحى سرور كانوا بين الأوائل الذين تخلوا عن النظام وتنكر له، وأنها غضبت بشدة من موقف حسام بدراوى ومصطفى الفقى، حيث طالبا مبارك بالتنحى بعد ساعات من الثورة، وأكدت أنها اعتبرت ذلك التصرف منهما خيانة لمبارك، وطلبت من حبيب العادلى اعتقال الاثنين، غير أنه طلب مهلة كى يقضى على المظاهرات مع وعده لها بأنه سيعتقلهما بنفسه مع قائمة أخرى من الشخصيات متنوعة الوظائف أعدتها مع طاقم السكرتارية الذى صاحبها مؤكدة أن القائمة كان عليها أكثر من ألفى شخصية مصرية بينهم مثقفون وكتاب وفنانون ورموز صحفية كبيرة، بتهمة تكدير السلم والأمن العام.

ويظل يوم التنحى علامة فارقة فى إنهاء آخر التدخلات للسيدة الأولى فى شؤون مصر، حسبما ذكر الكاتب الصحفى مصطفى بكرى فى كتابه «الجيش والإخوان»، فقد كان القصر الرئاسى يشهد حركة غير مسبوقة ويتقاطر عليه كبار المسؤولين وفى مقدمتهم نائب الرئيس عمر سليمان ورئيس الحكومة أحمد شفيق، ووزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوى، بينما كان النجل الأصغر جمال مبارك يجلس فى مكتبه وينتقل إليه أنس الفقى وزير الإعلام، وفى إحدى الحجرات المجاورة لمكتب مبارك فى القصر الرئاسي، كان رموز الدولة جالسون للتباحث للخروج من الأزمة، فالشارع يغلى وهناك إصرار على تنحى مبارك، وما لبث أن دخل زكريا عزمى ورفع صوته، وبنبرة حادة قال كلاما موجها للقائد العام للقوات المسلحة: ما تمسكوا البلد يا سيادة المشير!

تذكر عدة تقارير إعلامية أن بيان التفويض الكامل من الرئيس إلى نائبه لإدارة شؤون البلاد بكامل الصلاحيات تضمن عدم الترشح مرة ثانية وتحديد مواعيد لإجراء الانتخابات الرئاسية، وأن يبتعد مبارك عن الحياة السياسية نهائيا، لكن سوزان ونجلها رفضا البيان وأصرا على استمرار الرئيس فى منصبه، وصاغا بيانا مختلفا بعيدا عن الجميع وأقنعا الرئيس السابق بأن هناك من لا يريد له البقاء فى الحكم من المقربين منه، وغضب حينها المشير حسين طنطاوى وتحدث بشكل عنيف عن التأثير الذى تعرض له قائده الأعلى فى ذلك الوقت، ولم يكن المشير راضيا عن البيان الذى ألهب مشاعر الملايين ودفعهم للحديث عن الاقتحام للقصر الجمهورى فى اليوم التالى.

كانت المعلومات ترد للمشير طنطاوى تؤكد رفض سوزان مبارك التنحى، وتأثيرهم على مبارك ولكن المجلس العسكرى حسم الأمر بالانصياع للإرادة الشعبية، وخرج بيان التنحى الشهير على لسان الراحل عمر سليمان.

وكان طلب مبارك الأخير من عمر سليمان ألا يذيع هذا البيان إلا بعد مغادرة سوزان مبارك ونجله جمال المقر الرئاسى إلى شرم الشيخ حتى لا يتعرضا للإيذاء، لتختفى بعدها سوزان مبارك عن الحياة العامة إلا فى صور وتسريبات تظهر من حين لآخر.

وكانت أهم وآخر هذه التسريبات مع الكاتبة الكويتية فجر السعيد، التى نقلت عبر صفحتها الشخصية عبر «تويتر»، أن قرينة الرئيس الأسبق أكدت فى حوارها لها، أنها تعانى بشدة، وجرحها عميق بسبب سجن زوجها وولديها جمال وعلاء، وأنها لم تستطع فعل شىء لمساعدتهم إلا أنها تدعو لهم بأن يفرج كربهم ويعود شمل الأسرة من جديد، واستطردت سوزان مبارك قائلة إنها عانت كثيرًا فى علاقاتها بالآخرين، لكنها تعرضت لـ«ظلم بيّن» عندما أنكر الجميع إنجازاتها فى الأعمال الخيرية التى قدمت فيها الكثير بعيدًا عن زوجها وكرسى الرئاسة لمساعدة الكثيرين.

«كيد النسا» و«الاستغلال».. هكذا تعاملت «الهانم» مع المشاهير.. استغلت شهرة عمر الشريف الفنية فى باريس لجمع التبرعات لأعمالها.. ورغبتها فى تصدر منصب السيدة الأولى قطع علاقتها بجيهان السادات.. وأحبت صفاء أبوالسعود فأوكلت إليها كل حفلات أعياد الطفولة.. وغيرتها من إيمان الطوخى أطاحت بها من التمثيل التليفزيونى.. وأوقفت وردة عن إحياء الحفلات الرسمية



كتبت - آية نبيل


الغيرة والاستغلال.. أبرز الصفات التى انطبعت على علاقة سوزان مبارك بالمشاهير وقت حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والتى تسرب عدد من أسرارها وقت حكمها وانكشف الكثير منها بعد خروجها من القصر الرئاسى عقب ثورة 25 يناير، حيث باتت علاقات أسرة سوزان مثار اهتمام كبير للرأى العام، وسؤال رئيسى يوجه إلى كل من كان على علاقة بها.

الأسماء التى ارتبطت علاقتها بسوزان مبارك تنوعت ما بين الفن والإعلام والسياسة وأصحاب المال، إلا أن الواضح للجميع أن دائرة سوزان لم تبدأ فى الاتساع سوى فى أواخر التسعينيات وأوائل القرن الحادى والعشرين، حيث زادت فيها تطلعات «الهانم» كما كان يطلق عليها المحيطون بها فى الظهور ولعب دور أكبر فى الحياة العامة، وبالنظر إلى أغلب علاقاتها تجد أنها خضعت إما للاستغلال من أجل المصلحة سواء من جانبها أو من جانب الذين سعوا للارتباط بها، وهو الأمر الذى استفاد منه الكثير ممن تقلدوا مناصب فى العهد السابق فى السنوات الأخيرة، أو خضعت للغيرة والتى ارتبطت بزوجات رؤساء الدول العربية والإعلاميات والفنانات وغالبا ما كانت تنتهى بالإطاحة بهن.

أبرز المشاهير الذين توطدت علاقتهم بسوزان كان النجم الراحل عمر الشريف، والذى وصف علاقته بها فى أحد الأحاديث التليفزيونية بأنها كانت «استغلالا»، ففى أحد حواراته عام 2011 قال الشريف إن سوزان كانت تحرص على زيارته كلما سافرت إلى باريس، وأنها كانت تتناول الغذاء معه وتحرص على الظهور معه فى الحفلات الفنية، لكنه أضاف أنه شعر بالندم حينما اكتشف بعد ذلك أنها كانت تتقرب منه لاستغلال شهرته الفنية فى جمع التبرعات من أجل الأعمال الخيرية التى كانت تتبناها فى ذلك الوقت وتحاول أن تحصل على دعم المجتمع المحلى والدولى من خلالها.

أما جيهان السادات، زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، فبدأت علاقتها بسوزان منذ تعيين مبارك نائبا للسادات، وهى العلاقة التى تدهورت عقب مقتله ورئاسة مبارك لمصر، حيث بدت على علاقتهما التوتر، والذى فسرها محمد عيدراوس فى كتابه «كل حريم الهانم» بغيرة سوزان من جيهان ورغبتها فى تصدر مركز السيدة الأولى، والتى كانت ترأسه جيهان من قبل.

وكشفت جيهان السادات فى حواراتها الإعلامية عددا من الوقائع التى تشير إلى تعمد سوزان تهميشها عن حضور المحافل والمناسبات الرسمية، واصفة علاقتهما بأنها لم تكن وطيدة.

ورغم ما ظهر على سوزان من علاقتها بالعديد من الفنانات خلال فترة حكم مبارك، فإن ما تم كشفه من وقائع يشير إلى أن ما خفى كان أعظم، وأن الود الذى كان يظهر بينهم فى العلن يقبع خلفه العديد من المكايد التى أطاحت بكثير منهن، مثل وردة والتى كانت تأتى لتحيى الحفلات الرسمية، فقد كشف محمد عشوب، ماكيير الرئيس الأسبق حسنى مبارك فى لقاء تليفزيونى، أن سوزان كانت السبب فى منع وردة من الغناء فى أى حفلات رسمية ومنع عرض أغنياتها فى التليفزيون، بسبب مخاطبة مبارك بمرح فى حفل رسمى، وهو ما اعتبرته سوزان إساءة لمبارك ولها شخصيا. الحارس الشخصى للرئيس الأسبق مبارك، العميد رأفت محمد الحجيرى، أوضح أن سوزان كانت تعشق من المطربين عمرو دياب، وفى 2005 تداولت عدد من الصحف أن جمال مبارك تزوج من طليقة عمرو دياب سرا وأن سوزان هى التى أنهت العلاقة وطالبته بالزواج الرسمى استعدادا لتأهيله لكرسى الرئاسة بعد والده.

من أكثر الفنانات اللاتى اشتهرن بعلاقتها القوية بسوزان مبارك أيضا كانت صفاء أبوالسعود والتى دفعتها سوزان لإحياء أعياد الطفولة وتقديم أوبريتاتها الغنائية والمشاركة فى الأعياد والاحتفالات التى تشرف عليها سوزان، وتسوق من خلالها لمشروع رعاية الطفل والأسرة، على عكس علاقتها بالإعلامية هالة سرحان، والتى صرحت بأن علاقتها توترت بسوزان مثلها مثل أغلب الشخصيات النسائية المشهورة، مبررة ذلك بأن سوزان كانت تريد دوما الظهور بأفضل صورة بينهن، وأنها كانت بتغير، على حد قولها، من أى شخص يرتدى ملابس أفضل مما ترتديه، وكانت معروفة بذلك وسط كل أصدقائها سواء فى داخل مصر أو خارجها.


اليوم السابع -7 -2015


ودللت سرحان فى حوارها مع الإعلامى مجدى الجلاد فى برنامجه «أنت وضميرك» أن فى إحدى الحفلات، اكتشفت سوزان أنها ترتدى تايير يشبه ما ترتديه هالة والتى كانت ستغادر الحفل، لولا رفض الشيخة حصة ذلك والتى قدمت لها جاكت أسود لكى يلغى هذا التشابه ولا تلحظه سوزان.

ويرتبط اسم سوزان بعدد من الأقاويل المنتشرة، منها إبعاد جمال مبارك عن الفنانة شيريهان والتى أحبها لفترة قبل الحادث الذى تعرضت له، كما ارتبط اسمها بتوقف إيمان الطوخى عن التمثيل بعد مسلسل رأفت الهجان، وذلك لإعجاب مبارك بها، ورغم صلة القرابة بين ليلى علوى وسوزان مبارك عبر خديجة الجمال، كانت سوزان وخديجة يتضايقان من ليلى لأنها كانت بعيدة تماما عنهما ولا تحب الظهور معهما فى أى مناسبة، حيث إن سوزان ذات مرة قالت: ليلى علوى متكبرة ولا تحب العائلة التى تحكم مصر.

الفنانة سهير رمزى، كشفت فى تصريحات لها أن سوزان هى التى تسببت فى عدم عرض مسلسل حبيب الروح على القنوات الأرضية، مشيرة إلى أنها طلبت منها أن تشاهد المسلسل قبل عرضه لتعرف ماذا تقدم بعد غياب 12 سنة وبعد أن شاهدت حلقتين من المسلسل أمرت بعدم عرضه خوفًا من انتشار الحجاب، خاصة وأن هذا الوضع استمر حوالى 3 سنوات. وقالت أميمة زوجة أسامة الباز، المستشار السياسى السابق لمبارك، إن هناك عددا من الشخصيات النسائية بدأت فى التقرب من سوزان مع وضوح تطلعاتها للحصول على دور أكبر فى الحكم، من خلال الإطراء على اختيار ملابسها، ومجاملتها، وتسريحة شعرها.

وكانت سوزان تحب الهدايا، وتنفق كثيراً على نفسها خاصة فى الملابس، وأوضحت أميمة فى تصريحاتها عقب ثورة يناير أن هؤلاء السيدات حصلن على مناصب، وهذا يرجع لنوع الشخصية وطبيعتها وطريقة التقرب لسيدة مصر الأولى وقتها.

أما مفيد فوزى فكان داعما لسوزان، وكان السبب فى تطوير مكتبة الإسكندرية وقضايا وحقوق المرأة فى مصر، كما ظهر بعد الثورة بدء العلاقة بين الكاتبة الكويتية فجر السعيد وسوزان، فكانت أول من أجرى معها حوارا فى 2015 منذ ثرة يناير، وعلقت عليه بعدها أن سوزان مظلومة ولم يكن لها علاقة بالأمور السياسية.

ونالت زوجات رؤساء وملوك، أيضا نصيبا من الكتب التى نشرت حول علاقة سوزان بالمشاهير، فيقول كتاب «كل حريم الهانم»، إن سوزان تربعت على عرش سيدات العرب على مدار حكم مبارك، ولم تكن تفكر سيدة من سيدات القصور العربية فى منافستها أو حتى التفكير فى خصومتها والعداء معها، حتى جاءت الشيخة موزة، زوجة أمير قطر، والتى لها نفس التطلعات التى كانت لدى سوزان، مما أدى إلى المنافسة بينهما.

ويذكر الكتاب واقعة قيام موزة بدفع مليار دولار لمنع بيوت الأزياء الفرنسية من التعامل مع سوزان، والتى كانت سوزان مبارك قد طلبت منهم موافاتها بأحدث التصميمات، فقررت سوزان أن تبحث عن بدائل، فطلبت من وزير الثقافة فاروق حسنى البحث عن بيوت أزياء فى إيطاليا، ونجح الوزير فى توقيع العقد مع الشركة الإيطالية بتكلفة إجمالية بلغت 3 ملايين دولار بخلاف الإكسسوارات الخاصة.




اليوم السابع -7 -2015

اليوم السابع -7 -2015

اليوم السابع -7 -2015

اليوم السابع -7 -2015









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

ما الهدف من هذا الكلام؟

عدد الردود 0

بواسطة:

Mony

كفاية

عدد الردود 0

بواسطة:

الفشل

سوزان مبارك كما لم تعرفها من قبل.. قصة المرأة التى هزت عرش مبارك ودمرت م

عدد الردود 0

بواسطة:

المصري

ما هو الفرق

عدد الردود 0

بواسطة:

بدران العربى

لمن الملك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد المانيا

عادي

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال سيف

سؤال من فضلك

عدد الردود 0

بواسطة:

العمدة

محاكمة الحاجة سوزي !!!!!

لا بد من محاكمتها لإفساد الحياة السياسية!!!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صقر

زمانها انتهى

معدناش عايزين نسمع سيرتها ولا عايزيين نشوفها

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيي محمد حسنين

المؤامرة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة