وقال محللون على علاقة بالعائلة السعودية المالكة، إن اللقاء يعكس إصرار الملك سلمان على حشد أكبر قدر من العالم العربى ضد إيران، التى تشكل منافسا رئيسيا للمملكة، فى وقت تخشى السعودية أن تتقوى إيران باتفاقها مع القوى الغربية الكبرى والذى ينص على رفع العقوبات الاقتصادية فى مقابل فرض القيود على برنامجها النووى.
حماس جزء من الإخوان وعميل لإيران
الاجتماع، الذى عقد فى مكة، شمل خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحماس الذى يعيش فى قطر، وتقول الصحيفة الأمريكية إن هذه الخطوة تغير مذهل فى نهج الملك الراحل، عبدالله، الذى قاد حملة لدحر أو القضاء على جماعة الإخوان المسلمين والجماعات التابعة لها فى انحاء المنطقة، مشيرة إلى أن حركة حماس، التى تسيطر على قطاع غزة من 2007، تمثل فرعا لجماعة الإخوان المسلمين وعميلا لإيران. لكن الملك سلمان أبدى استعدادا للعمل، حتى مع الإسلاميين ممن هم على طراز الإخوان المسلمين، فى جهودة لمواجهة إيران، وألمح محللون إلى أن العاهل السعودى قد يحاول إبعاد حماس عن طهران.
استراتيجية شاملة فى مواجهة إيران
وقال مصطفى العانى، المحلل فى مركز الخليج للأبحاث، المقرب من مسئولين سعوديين: "آخر شىء كنا نتوقعه أن يلتقى الملك سلمان مع خالد مشعل.. لكن الآن فإن البيئة الإقليمية برمتها آخذة فى التغير"، لافتاً إلى أن هناك حاجة للتعامل المباشر مع حلفاء إيران فى المنطقة، ووصف العانى اللقاء بأنه "استراتيجية شاملة" لمواجهة النفوذ الإيرانى.
وتقول تايمز إن حماس ونظام الحكم السعودى كلاهما يتبعون الإسلام السنى، فى حين الحكومة الإيرانية شيعية، وقد توترت العلاقات بين حماس وإيران منذ عام 2011، عندما عارضت الحركة الإسلامية فى غزة دعم طهران للرئيس السورى بشار الأسد، وقد أصدرت حركة حماس، مؤخرا، بيان تدعم فيه الحرب السعودية ضد الحوثيين فى اليمن.
وبحسب العانى، فإن السعوديين يرفضون فكرة أن تخلى القوى العربية، أجبر حماس على اللجوء لإيران لتصبح عميل لها فى المنطقة، كما أن أى تبرير لذلك غير مقبول، مشيراً إلى أن اللقاء الذى جمع الملك مع مشعل تم بترتيب من قطر التى حافظت على علاقات طيبة مع مختلف الأطراف، مما تسبب فى خلافات بينها وجيرانها فى الخليج، لكن الملك سلمان سعى لإصلاح ذلك الخلل لتحسين المعارضة ضد إيران.
حماس تحاول كسر العزلة المفروضة منذ 2013
وقال حمزة أبو شنب، المحلل السياسى فى غزة والمقرب من حماس، إن قادة الحركة لم يجروا أى لقاءات فى السعودية منذ عام 2010، عندما سعت حماس لتهدئة مخاوف القادة السعوديين بشأن نقل الحركة أسلحة للحوثيين فى اليمن، المدعومين من إيران، وأضاف "أن حماس تحاول كسر العزلة المفروضة عليها منذ 2013"، العام الذى سقط فيه حكم الإخوان المسلمين فى مصر"، لافتاً إلى أن الرياض لا تدعم المقاومة المسلحة، إلا أنهم يجلسون الآن ويتحدثون مع حماس وهذا يؤكد إمكانية عودة الحركة لوجودها القوى فى المنطقة.
ومغ ذلك، تقول نيويورك تايمز، فإن الملك قد يكون لديه أجندة أكثر تعقيدا، تعكس صعود تنظيم داعش كتهديد إقليمى آخر، موضحة أن ذلك التنظيم الإرهابى، الذى يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا، يحظى بنفوذ متزايد داخل غزة، مما يهدد بتقويض حكومة حماس، ويرى بعض منظرى داعش إن حماس عميلة بسبب عقدها إتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
لا مؤشر على احتمال انفصال حماس عن إيران
وترى الصحيفة الأمريكية أنه فيما يشكل داعش خطرا أكبر وأكثر مباشرة على المملكة العربية السعودية من حماس، فإن قادة الرياض ربما يسعون لدعم حماس ضد غيرها من المتشددين الإسلاميين، كما أن إسرائيل، أيضا، قد تفضل تحقيق الاستقرار فى غزة لردع المتشددين الأكثر خطورة من توسيع نفوذهم، لكن دورى جولد، المسئول البارز بوزارة الخارجية الإسرائيلية، قال إنه لم يتأثر بأنباء لقاء مكة، لافتاً إلى أنه ليس أقل عداء لحماس من متطرفى داعش. وتابع: "ليس لدى أى مؤشر على احتمال انفصال حماس عن إيران"، متسائلا عما إذا كانت حركة حماس شريك دبلوماسى محتمل أم ببساطة جزء من عالم متطرف مثل داعش.
وأصر المسئول الإسرائيلى أن حماس ليست بديلا لداعش، ولكنها تعاونت مع الجماعات التابعة للتنظيم الإرهابى، فى سيناء، للحصول على الإمدادات العسكرية والتدريب. وخلص "حماس لا تزال الإشكالية كما كان فى الماضى".

موضوعات متعلقة..
- بوادر انفراجة بين حماس والرياض.. بيان للحركة: مشعل التقى الملك سلمان وولى عهده وأدى العمرة وصلى العيد فى المسجد الحرام.. أنباء عن إفراج السعودية عن معتقلى حماس.. وهنية: الزيارة ناجحة.. وإسرائيل تترقب