"نتيجة الثانوية" من الراديو وحتى الإنترنت.. الانتظار البطل الأوحد

الثلاثاء، 14 يوليو 2015 08:05 م
"نتيجة الثانوية" من الراديو وحتى الإنترنت.. الانتظار البطل الأوحد طلاب ينتظرون نتيجة الثانوية - أرشيفية
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أسرة كاملة تلتف حول الراديو، بأعصاب مشدودة وأذن منصتة، وكأنهم يمثلون مشهدًا صامتًا فى فيلم ما، بطله الوحيد هو الصوت الجاف الذى يخرج من الراديو بحيادٍ تام، يعلن نتائج الثانوية العامة حسب ترتيب أرقام الجلوس، يعلن نتيجة الرقم تلو الآخر بثبات لا يتأثر بطبيعة النتيجة ولا أثرها على صاحب الرقم ومن بعدها أسرته. يتفجر الصوت فى كل بيت تلو الآخر كقنبلة، مرة يشعل فيها الفرح والزغاريد وأخرى الصراخ والحزن على مستقبل الولد الذى فقد.

أحلام كثيرة وطموحات وخطط تمتد أعمارًا تتوقف على هذه اللحظة التى يعلن فيها الراديو الرقم المنتظر الذى تحفظه الأسرة كلها عن ظهر قلب، وربما يحفظه كذلك الجيران.

"الانتظار" هو بطل اللعبة، منذ كانت نتيجة الثانوية العامة لا تعلن إلا من خلال الراديو أو الجرائد الرسمية للدولة، حيث يسرع الأب أو الابن إلى الشارع ما أن تشرق الشمس ليشترى الجريدة، يبحث بلهفة بين الأرقام المتراصة عن الرقم الذى يخصهم، حتى تأتى لحظة الفرح المرتقب أو الحزن المدوى.

يتغير الزمن بسرعة وتتطور وسائل الاتصال، تعرف بعض البيوت الإنترنت تنتشر التحذيرات "ماحدش يتصل بينا عشان بنحاول نجيب النتيجة" "ماحدش يشغل التليفون"، وتنتشر التوصيات "تاخد والنبى رقم محمد ابنى تشوف نتيجته؟" "عندكوا نت؟" يقطع الأب أو الابن الرحلة نفسها، ولكن هذه المرة فى منتصف الليل إلى أقرب مقهى إنترنت حاملاً الرقم المشهود، وأحيانًا يضاف إليه بعض أرقام الأقارب والجيران، يحاول الوصول إلى النتيجة، بينما الانتظار ينهش قلوب باقى الأسرة.

تغير الزمن مرة أخرى، وأصبح الإنترنت فى كل بيت، وكل "موبايل" وأصبح بالإمكان الوصول للنتيجة فى غمضة عين ولكن الانتظار لا يزال صعبًا وشاقًا على القلوب، يتجولون من موقع لآخر، يعيدون تحميل الصفحات، يختبرون كل الحيل من أجل التحايل على الانتظار حتى يصلوا للنتيجة الحاسمة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة