واستند رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور فى دعواه ضد الألتراس بتحقيقات النيابة العامة التى اتهمت مجموعات من روابط الألتراس بمحاولة الاعتداء على وزير الرياضة السابق العامرى فاروق وكذلك الاعتداء على رئيس نادى الزمالك وحرق نادى الشرطة ومقر اتحاد الكرة وغيرها من أعمال العنف التى تورطت فيها روابط الألتراس.
أصل الحكاية
العديد من التساؤلات فرضها الحكم القضائى حول مصير الألتراس فى مصر، منذ ظهورها عام 2007 على يد جماهير الأهلى "ألتراس أهلاوى" حيث مرت ظاهرة الألتراس بالعديد من التحولات كانت نقطة التحول فيها دائما الصدام مع رجال الأمن الذى تعتبر أغنية جروب ألتراس أهلاوى الشهيرة "يا غراب ومعشش"، هى العلامة الأبرز فى تاريخ علاقة الألتراس، فتحدى وزارة داخلية اللواء حبيب العادلى لم يكن بالأمر الهين، فى ظل جبروت نظام مبارك الذى كان يمحى كل من يقف أمامهم إلا أن هؤلاء الشباب لم يخضعوا وشاركوا بقوة فى ثورة 25 يناير وساهموا فى إسقاط نظام مبارك لتنقلهم نقلة أخرى فى أعين المجتمع المصرى من شباب لا يهتم فى حياتهم سوى بكرة القدم إلى أبطال استطاعوا تحرير الشعب المصرى من الظلم والاستعباد لكن حالة الانسجام ما بين الألتراس وطوائف الشعب المصرى لم تدم طويلا بعدما شعرت مجموعات الألتراس أنها دفعت ثمن وقوفها ضد نظام مبارك بفقدان 72 فردا من أعضائها فى استاد بورسعيد فيما سمى بـ"مذبحة بورسعيد" لتنتقل الألتراس من مجموعة محبة لكرة القدم التى هى رمز للمتعة إلى جماعة ثأرية كل ما يشغل بالها "القصاص".
سعى الألتراس وراء القصاص دفعهم للدخول إلى وكر السياسة لتنهال الاتهامات عليهم سواء بالانتماء إلى غير المعلن إلى جماعة الإخوان المسلمين، وآخرون يرون أنهم أداة فى يد الجماعات السلفية،
وآخرون يرون فى وجودهم مؤامرة على الوطن، ورغم هذا لم تتوقف روابط الألتراس على التواجد داخل المدرجات لتصطدم بكارثة جديدة ويدفع 22 من مشجعى الزمالك حياتهم داخل استاد الدفاع الجوى بعد مرور ثلاث سنوات على مذبحة بورسعيد ليتجدد الجرح القديم.
الصمت قبل العاصفة
حالة من السكون غير المتوقع سيطرت على روابط الألتراس بعد الحكم القضائى، فجميع ردود الفعل، اقتصرت على انتقادات عدد من أفرادها للحكم عبر مواقع التواصل الاجتماعى لكن الرد الفعلى على أرض الواقع مثلما هو معتاد لشباب الألتراس اختفى على غير المعتاد!.
ووصف الدكتور خالد صبرى العطار، استشارى الصحة النفسية، حالة سكون الألتراس الشديد بعد الحكم بأنه "سكون يسبق العاصفة"، موضحًا أن مجموعات مشجعى الأندية على مختلف انتماءاتهم ينتظرون الوقت المناسب من أجل الرد على حكم حظرهم لذا يجب التروى قبل اتخاذ قرار بإعادة الجماهير للمدرجات لأنها ستكون أفضل فرصة بالنسبة للألتراس للرد على حظرهم قضائيا.
ولفت استشارى الصحة النفسية إلى الألتراس فى اعتقاده هى أداة للرد على أمور محددة، موضحًا أن الألتراس جماعة منظمة للغاية، مؤكدًا المدقق فى كل أفعال الألتراس يرى تنظيم يحتاج إلى عدة مواصفات منها حسن القيادة وتحمل المسئولية واتخاذ القرارات، مضيفًا أن معظم شباب الألتراس صغير السن وليس لديهم ثقافة واسعة لذا يجعلهم فريسة سهلة لعدد من الأفكار الهدامة.
جرين إيجلز يكسر حاجز السكوت
الاستثناء فى حالة السكون السابق الإشارة إليها كانت مجموعة مشجعى المصرى "جرين إيجلز" التى رفضت الحكم القضائى بحظر روابط الأندية فى بيان كان أبرز ما جاء فيه:" رأيتمونا إرهابا فهذا ليس ذنبا وجُرما علينا ولكن هو ذنب وجرم عليكم أنتم وضعتم الشباب فى خانة الإرهاب الإجبارية، وذلك القرار لا يعنينا فى شىء، لأنها ليست قضية مجموعة ألتراس، ولكن هى قضية مدينة فقدت 53 شهيدا كانوا يهتفون للحق وينادون ببراءة أبناء المدينة، وعند كل مسيرة يتلاحم فيها أبناء المدينة بجميع الطوائف".
دعوات جرين إيجلز للخروج لمسيرات رغم قرار الحظر القضائى يدفع الجميع لمحاولة توقع شكل الصدام المنتظر بين الألتراس وقوات الأمن بعدما انتقلت من مكافحة الشغب فى ملاعب الكرة إلى مكافحة الإرهاب، فى قضايا تُهدد الأمن القومى.
أعباء أمنية وقنابل موقوتة
ونعود مرة أخرى لبيان جرين إيجلز بعد الحكم فالمدقق فى كلماتهم ربما يجد ناقوس خطر لمستقبل هؤلاء الشباب بعد اعتبارهم جماعة إرهابية خاصة فى ظل تنامى أعمال العنف بالبلاد من قبل جماعة الإخوان المسلمين.
العميد محمود قطرى، الخبير الأمنى أكد أنه يرى فى ضم الألتراس إلى خانة الجماعات الإرهابية عبء على قوات الأمن المصرية من ناحية المواجهة بالإضافة إلى أنه فتح بابا لعدد من الانتهاكات الفردية ربما تؤدى إلى تحويل هؤلاء الشباب إلى قنابل موقوتة لاسيما أنهم شباب صغير السن ليس لديهم أفكار سياسية أو دينية يسيرون وراءها.
تعريف الألتراس
وأوضح الخبير الأمنى، أن شباب الألتراس ليس مكتوبا على وجوهم "ألتراس" ليتم القبض عليهم، لذا فإن المواجهة الأمنية ستكون صعبة للغاية على رجال الأمن، مؤكدًا أنه كان يتمنى أن إضافة جماعة الإخوان المسلمين فقط فى خانة الجماعات الإرهابية وعدم التوسع أكثر فى إضافة مجموعات جديدة لوصف الإرهاب.
وأشار قطرى إلى أنه يجب على رجال الأمن اللجوء إلى الحكمة فى مواجهة شباب صغير السن أكثرهم ليس لديهم ثقافة، فمعظم تصرفاتهم نابعة من حبهم لفريق كرة قدم أو مجرد انقياد وراء فكرة ربما تزول مع التقدم فى السن وتزايد فى الخبرة، فلا يمكن مقارنتهم بأى حال من الأحوال على أنهم مثل أفراد جماعة الإخوان المسلمين الذين يعتبرون الوقوف أمام الدولة جهاد فى سبيل الله وأن الموت هو شهادة تنال كل مجتهد فيهم.
ولفت الخبير الأمنى إلى أنه فى حال عودة الجماهير للمدرجات ستكون الأمور صعبة للغاية على رجال الأمن فى حال قرار شباب الألتراس الحضور والرد على قرار حظرهم.
مشجعون مع إيقاف التنفيذ
وعلى ما يبدو أن الألتراس "هاجس" يُطارد الكرة المصرية منذ ظهورها كانت محظورة أو مُرحب بها ربما تُصبح تلك المجموعات سببا فى أن تظل المدرجات خاوية، ويظل المصريون مشجعين مع إيقاف التنفيذ فرغم محاولات مسئولى الكرة المصرية المكثفة لإعادة الجماهير للمدرجات ولو بشكل جزئى إلا أن قوات الأمن واجهت الطلب برفض شديد وقاطع.
ولعل إخطار قيادات وزارة الداخلية، اتحاد الكرة برفض حضور الجماهير مباراة المنتخب الوطنى الأول أمام تنزانيا يوم 14 يونيو المقبل فى تصفيات أمم أفريقيا 2017 خير دليل على أن نية عودة الجماهير غير موجودة بالمرة فى الفترة المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة