فى حديثه اليومى على الفضائية المصرية..

شيخ الأزهر: الصحابة بشر لا عصمة لهم.. وإذا أخطأوا يتداركهم الله بالعفو

الثلاثاء، 30 يونيو 2015 11:36 ص
شيخ الأزهر: الصحابة بشر لا عصمة لهم.. وإذا أخطأوا يتداركهم الله بالعفو الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن النبى- صلى الله عليه وسلم- أكد عدالة الصحابة من خلال أحاديث صحيحة، ففى الحديث الصحيح عَنْ أَبِى سَعِيدٍ الخدرى، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ـ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِى فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ"، فكأن النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم - حين كرر قوله: لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِى، يستشرف الغيب، ويعلم أن أقواما سيجيئون ويتطاولون على أصحابه- رضوان الله عليهم، ثم يقسم -صلَّى الله عليه وسلَّم- معللا لهذا النهى بقوله: فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ"، يعنى لو أن إنسانا يمتلك جبلا من ذهب مثل جبل أحد وأنفقه فى سبيل الله، فإنه لا يساوى مد صحابى تصدق بتمر أو بغَلَّةٍ ولا نصف هذا، حتى لو كان المتصدق من التابعين، وذلك لأن الصحابى تشرف بصحبة النبى - صلَّى الله عليه وسلَّم- وفي الحديث دليل على أن عمل غير الصحابى مهما بلغ لن يكون أفضل من عمل الصحابى.

وأضاف فى حديثه اليومى، الذى يذاع اليوم على الفضائية المصرية قبيل الإفطار: أن الصحابة بشر لا عصمة لهم، قد يخطئوا ولكن إذا أخطأوا يتداركهم الله بالعفو والمغفرة والتوبة، ففى غزوة تبوك تخلف ثلاثة رجالٍ هم كعب بن مالكٍ ومرارة بن ربيعٍ وهلال ابن أبى أميةٍ عن الغزو مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- من غير عذر شرعى ولا نفاقٍ، ولكن رغم عظم الذنب تجاوز الله عنهم وغفر لهم صنيعهم؛ لأنهم كانوا صادقين مع أنفسهم ومع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يخادعوه ولم يأتوا بأعذارٍ كاذبةٍ، بل صدقوا واعترفوا بتخلفهم، ولجأوا إلى الله تائبين مستغفرين فتاب الله عليهم، قال تعالى: "وَعَلَى الثَّلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا" فكان من المتوقع أن يقال: تابوا ليتوبوا فتاب الله عليهم، ولكن قال تعالى: ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا، كأنه هو الذى يهيئ لهم أسباب التوبة فكأن الفضل الإلهى وراءهم يقف معهم دائما، فإذا ما تعثروا أقالهم المولى سبحانه من هذه العثرة، وإذا وقعوا فى الذنب فإن رحمة الله تتداركهم، ولذا نقول: إن الصحابى قد يقع فى المعصية لكن لا يستمر عليها بل يتداركه لطف الله -عز وجل- فتغفر له.

وأوضح الإمام الأكبر، أن الأنبياء تتداركهم العصمة الإلهية فتمنعهم من الوقوع أصلا فى الذنب، وأما الصحابة فليسوا معصومين من الوقوع فيه، لكن حين كان يقع أحدهم فى الذنب يذهب بنفسه إلى النبى –صلى الله عليه وسلم- ويطلب منه أن يطهره من الذنب بإقامة الحد عليه، وهو يعلم أنه قد يدفع حياته ثمنا لهذا التطهير، ولا تجد فى غير عصر الصحابة أناس يذهبون إلى الأمراء أو الحكام ويعترفون بذنوبهم ويطلبون منهم أن يقيم عليهم الحد، فهذا لم يُعرف إلا لهؤلاء الناس الذين لا يقيمون على ذنب.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة