«عندما يتحول الفن إلى سلاح فى وجه الأعداء يحارب الجهل ويضىء شوارع مصر بنور الحرية» تصف هذه الكلمات ما حدث قبل وأثناء ثورة 30 يونيو التى اتسمت ببعض المظاهر المتحضرة التى ميزتها عن غيرها من الأحداث السياسية المتلاحقة التى مرت على مصر فى الفترة الأخيرة.
فبعد صعود جماعة الإخوان الإرهابية لعرش حكم مصر وتغلغل نفوذهم فى شتى مناحى الحياة العملية والاقتصادية وحتى الثقافية والفنية فى مصر، أصدرت بعض سلطاتهم المزيفة مجموعة من القرارات القابلة للنقاش فى ساحة مجلس الشعب، وكانت من بين هذه القرارات حذف الميزانية المخصصة لمجموعة من فنون دار الأوبرا المصرية، وكانت على رأسها ميزانية فريق الباليه والفرق الراقصة بالأوبرا وإيقاف النشاطات بهذه المجالات.
ومن هنا اشتعلت الشرارة الأولى لثورة 30 يونيو، بداية من الأوبرا وأمام وزارة الثقافة بالزمالك، فاعترض راقصو الأوبرا على هذه القرارات بطريقتهم الخاصة من خلال النزول الشوارع والرقص بها خارج أسوار الأوبرا والمسارح الفنية على نغمات الأغنية اليونانية المعروفة بـ«رقصة الحرية والحياة» متخذين من الرقص أرقى السبل للإعلان عن الاحتجاج والاعتراض على غلق منافذ الحرية وتقييد الفن وتكبيل حرية الإبداع وكان ذلك بمشاركة الجمهور بالشارع المصرى.
ومنذ هذا الوقت استطاع أن يتحسس المصريون طريقهم نحو الرقص بالشارع للتعبير عن فرحتهم وانتصاراتهم بل واحتجاجاتهم ومطالبهم، ليحققوا الجملة الشهيرة الواردة بأغنية الفنان محمد منير «هرقص غصب عنكوا هرقص على أرض الواقع المصرى».
مشاهد الرقص من ذلك الحين أصبحت متكررة فى الشارع المصرى بداية من الاحتفالات بالانتصار على سلطة الإخوان فى ثورة 30 يونيو ونزول السيدات والرجال بل والأطفال فى ميادين «الاتحادية، التحرير» وأمام وزارة الثقافة وفى كل الشوارع ليرقصوا رقصة الانتصار ويتمايلوا على نغمات أغنية «تسلم الأيادى» التى تحولت مع الوقت لماركة مسجلة للرقص وأصبحت مادة فنية صالحة لكل المناسبات حتى البعيدة عن الاحتفالات الوطنية، فالأفراح وأعياد الميلاد والسهرات العائلية فى هذه الفترة كانت لا تخلو من الرقص على تسلم الأيادى.
ومع الوقت أصبح الرقص ثقافة شعب وأصبح وسيلة من أهم الوسائل التى اعتمد عليها المصريون من كل الشرائح والطبقات المجتمعية ومن كل الأجناس والأديان للتعبير ونقل مشاعرهم دون خوف من نظرة المجتمع بعد أن تحول الرقص فى الشارع إلى أمر طبيعى يحدث مع أى حدث سياسى جديد يحقق فيه المصريون انتصارات جديدة.
لذلك نزل المصريون إلى الشوارع وأمام اللجان الانتخابية فى معظم المحافظات والمناطق والأحياء سواء كانت الراقية أو الشعبية وجاء دور أغنية «بشرة خير» لتتصدر المشهد هذه المرة، ويبدأ المصريون مرة أخرى فى الرقص على نغمات «حسين الجسمى» وتتراقص معهم أعلام مصر فى كل مكان لتتحول الانتخابات إلى عرس ديمقراطى وينادى الصعيدى على ابن عمه البورسعيدى ليحتشدوا فى الشوارع المصرية ويرقصوا بها بعد أن أصبح الرقص ثقافة شعب عشق الانتصار.
الإخوان منعوا الرقص.. فرد المصريون: هنرقص غصب عنكوا هنرقص
الثلاثاء، 30 يونيو 2015 04:18 م
ثورة 30 يونيو - أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
ياسلام