أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

التفكير المشلول حول سوريا

الأربعاء، 03 يونيو 2015 07:23 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدأ الكوارث من حيث افتقادنا لأى خطط للمستقبل، ومن حيث ترك تحديد مصيرنا لغيرنا، ومن حيث تصميمنا على أن انتصارات الحاضر بهزيمة غيرنا هى كل المنى، وبالتالى لا نهتم بما يفعله هذا «الغير المهزوم»، كى يرد الضربة فيحول هزيمته إلى انتصار.

الكثير من هزائمنا ولدت من كل هذا، ولدت لأننا لا نقرأ بعين الاستفادة تاريخ الأمم المتقدمة التى كتبت من هزائمها روشتة للانتصار فى المستقبل، نتجاهل أن هذه الأمم شغلت نفسها بعد كل انتصار لها بسؤال: «وماذا بعد؟»، لهذا دخلت المستقبل بعين مفتوحة على النجاح، المثل القريب على ما أقول هو ثورة 25 يناير التى تصورنا أننا فزنا بها كاملة بمجرد تنحى مبارك، ولم نعِ أن مبارك مجرد رمز لنظام يعشش فى كل مكان.

فى السيناريوهات الخاصة بمنطقتنا العربية تتسابق نخبها الحاكمة فى الجرى وراء ما يضعه غيرنا لها، وما يحدث فى العراق وسوريا نموذج لذلك، ويوم الأحد الماضى تحدث وزير الخارجية السعودى عادل الجبير فى المؤتمر الصحفى الذى عقده مع وزير الخارجية المصرى سامح شكرى عن الأزمة السورية، قال «الجبير»، إن الاتصالات المصرية مع روسيا تتطابق مع الاتصالات السعودية وهى لإقناع روسيا بالتخلى عن بشار الأسد، أو تفرض ضغوطا أو تستخدم نفوذها مع الأسد لإقناعه بالتخلى عن السلطة فى أقرب وقت ممكن.

الأمر على هذا النحو يقودنا إلى ما طرحته فى بداية مقالى وهو، إذا كان الضغط سيتم على روسيا بكل همة للتخلى عن بشار، فهل هناك انشغال بنفس الحماس بمرحلة «ما بعد بشار؟»، هل تم التفكير فيما ستفعله القوى التكفيرية فى سوريا؟، هل تشغل هذه الأطراف نفسها بماذا ستفعل «داعش» و«النصرة» وغيرهما بعد سقوط بشار؟، ألم يفكروا مثلا فى أن كل قوى من هذه القوى من المحتمل أن تعلن عن نفسها كإمارة على الأرض التى تسيطر عليها؟، وبذلك يتم تحقيق تقسيم سوريا وفقا للمخططات الصهيونية والأمريكية التى تريد تحويل المنطقة إلى «كانتونات» طائفية تتقاتل فيما بينها، وذلك للإبقاء على تفوق إسرائيل؟، ألم يفكر هؤلاء أن الأوضاع فى سوريا على هذا النحو هو قمة طموح جماعة الإخوان والتيارات التكفيرية ومعهم تركيا أردوغان بوجهها العدائى السافر لنا عدم وجود إجابة على هذه الأسئلة، يحيلنا إلى أن الرغبة فى إسقاط بشار تبدو كهدف فى حد ذاته.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة