يطل علينا الشهر الكريم فى هذه الأيام وليالى الشهر تمتلئ بالفضائل والخيرات والرحمة والغفران ومن فضائل الشهر أنه شهر السلام ،
إنه شهر السلام على أهل الإسلام، يأتى الشهر فيلقى عليك السلام تماما مثلما تلقى السلام على الأهل والجيران والأقارب، فالسلام كلمة لها سحر خاص عميقة التأثير على النفوس، تذيب الأحقاد وتلتئم بها جراح القلوب.
تختلف عاداتك وتواصل فيها ذكر الله ليل نهار من تراويح وتسابيح وصيام عن الطعام والشراب وصيام الجوارح عن المعاصى، شهر تهذيب النفوس وتدريب النفس على الطاعة حتى تتعود عليها بعد انقضاء الشهر المبارك فتسمو الطباع وتختفى القسوة من القلوب.
شهر السلام يشع بنوره على المجتمع، يسلم الناس من بعضهم بعضا، فترى من اعتاد السخرية من الناس وإطلاق لسانه ليؤذى الآخرين ستجده فى رمضان وحتى لو لم يقصد سيبتعد عن هذه العادات السيئة فالصيام سيغير من سلوكه للأفضل.
نستطيع القول عن شهر رمضان إنه المبعوث الحقيقى للسلام فنحن نسمع عن مبعوث السلام من الاتحاد الأوروبى مثلا وعلى العكس تجد هذا المبعوث لا يستطيع أن يصل لأى حل لأى دولة لأن مصالح الدول العظمى فوق أى مصالحات، إنها لعبة الأنانية الدولية.
تعانى بعض الشعوب العربية الشقيقة من انقسامات واضطرابات وحروب أهلية تحت ويلات وضجيج الطائرات والمدافع ومعاناة هذه الشعوب من التحالفات والأطماع ووسط هذا الصخب يتمنى الصائمون أن ينعموا بالسلام فى شهر السلام.
إنها فرصة لا تفرط فيها ولا تترك المسلسلات وبرامج المقالب الهزلية تجعلك أداة فى يدها وتستسلم لها فتأكد أنه المقلب السنوى الذى اعتدنا عليه وهو الخروج من الشهر كأن لم يكن، فلو أنك استسلمت للجلوس الدائم أمام الشاشة ستجد نفسك الخاسر الأكبر، فصيامك لو لم يغير حياتك ويترك فيها البصمة الرمضانية كالمسافر الذى فقد طريقه وعاد كما كان ولم ينل سوى مشقة السفر والعودة بلا فائدة تذكر.
أخى المسلم صيامك عبادة من أسمى وأرقى العبادات لا تسخر منها ولا تجعلها مادة للسخرية وإثارة الضحك بصور مستفزة على مواقع التواصل الاجتماعى، فهذا يعتبر إهانة للصيام دون أن ندرى وكيف نسخر من عبادة اختصها الله تعالى له كما فى الحديث القدسى (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِى وَأَنَا أَجْزِى بِهِ).
شهر رمضان
