لو أنت أكّيل.. "فَسحة سمية" تساع من الحبايب ألف

لن تحتاج للسؤال عن مكانها بين شوارع وممرات وسط البلد، فعلى الرغم من المساحة الصغيرة التى حولتها «سمية» إلى «فسحة تسع من الحبايب ألف»، إلا أن مكانها واسمها وضحكتها وأكلاتها التى احتفظت بالخلطة السرية معروفة للجميع فى وسط البلد.

المكان شارع ضيق متفرع من «هدى شعراوى»، ولكى تحظى بتذوق إبداعات «سمية» فى أطباق مليئة بالحب والطاقة وطعم الأكل البيتى عليك الالتزام بقواعدها الصارمة، وهى ببساطة «حب اللى جنبك، افتح قلبك للطبق، كل بحب، وما ترميش حاجة، والأهم حب الفسحة تحبك».

الحكاية كما ترويها «سمية» أصبحت معروفة للجميع، بعد أن سردت تفاصيل الملل من عملها القديم الذى دفعها لافتتاح مشروع «على القد» تستغل فيه طاقتها الإبداعية فى حب «الطبيخ»، أو «الطبيخ بحب»، أما تفاصيل «الأكيلة» فهى التى ترويها «سمية» لـ«اليوم السابع» بابتسامة.

الطبيخ طاقة، هكذا تبدأ سمية حديثها عن سر الصنعة، قائلة: «أنا بحب أطبخ، ولو مزاجى حلو بطلع أحلى أكل، إنما لو مزاجى وحش، ولله لو إيه الأكل مش هيتاكل»، بهذا المبدأ تتعامل «سمية» مع حياتها بنفس البساطة، وحتى مع المشروع الذى نجح نجاحًا ساحقًا، لكنها على الرغم من ذلك ما زالت متمسكة بالفسحة ذات الطاولات الثلاث، والمطبخ الصغير.

«أهم حاجة تفاجئ الزبون، وإنت جاى عند سمية إنت مش فى مطعم عادى، إنت فى البيت».. هكذا تتحدث «سمية» عن أجواء مطعمها الصغير التى انتقلت لعشاقها، فمن النادر أن يدخل المكان من لا تعرفهم «سمية» بالاسم، يلقون عليها التحية، وهى منهمكة فى الانتهاء من تجهيز القائمة.
عند «سمية» يوم الاثنين هو يوم «المحشى، الملوخية، الخضار، والفراخ»، أما الخميس فهو يوم «السمين»، وباقى الأيام متنوعة بين وصفات مختلفة، مكرونة بالبشاميل، مسقعة، كبدة بدبس الرمان، وغيرها.

وتقول «سمية»: «ما بحبش الزباين اللى تيجى وما تمشيش على القواعد، يعنى علشان المكان ضيق، لازم الناس تقعد جنب بعض، وعشان الأكل هنا «حتى نفاذ الكمية» ما ينفعش حد ياكل ويرمى باقى طبقه، يا يطلب على القد، يا يخلص اللى قدامه، واللى ما بحبوش ما أحبش أشوفه فى الفسحة، وعشان تحس إنك بتاكل عند سمية تعلالى وأنا مزاجى حلو، هتدوق من إيديا الطبق اللى بيزغرد»، وهو المصطلح الذى تصف به سمية «الأكل اللى معمول بمزاج».