سعيد الشحات

طه حسين والإخوان

السبت، 27 يونيو 2015 06:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«ابحثوا عن عميد ينفذ أوامر رئيس الحكومة»، لم يتردد الدكتور طه حسين، عميد الأدب العربى، لحظة واحدة فى قول هذه العبارة للدكتور محمد حسين هيكل، وزير المعارف عام 1938، أثناء شغله موقع عميد كلية الآداب فى جامعة فؤاد الأول التى أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة، والقصة فى كتاب «ما بعد الأيام» للدكتور محمد حسن الزيات، وزير خارجية مصر، خلال حرب أكتوبر 1973، وزوج ابنة طه حسين الذى كتبت عنه أمس.

تصرف طه حسين سيدفعك حتمًا إلى تأمل حال الجامعات المصرية حاليًا، وما يحدث فيها، واللافت أنه إذا كان تدهور التعليم الجامعى فى مصر الآن تتشابك أسباب عديدة فيه، أبرزها عدم استقلالية البحث العملى وحريته، بالإضافة إلى تسلل الفكر الوهابى داخل الجامعات، وكان لجماعة الإخوان دور بارز فى ذلك، والقصة تبدأ من حيث قيام طلاب الجماعة فى كلية الآداب بالاحتجاج على تدريس كتابى «جان دارك» للكاتب البريطانى «برنارد شو»، و«أحاديث خيالية» لـ«لاندرو»، فى قسم اللغة الإنجليزية بالكلية لأنهما يمسان العقيدة.

ونعرف دور الإخوان فى هذه القضية من خلال كتاب «ذكرياتى» لمحمد عبدالحميد أحمد، وهو من رواد جماعة الإخوان، حيث يقول إنه تقدم باسم طلاب الإخوان وقسم اللغة الإنجليزية باحتجاج إلى الدكتور طه حسين، ويقول: «لم يكن معنا فى الواقع إلا شباب الإخوان فقط من جميع الأقسام»، ويضيف: «نشرت الصحف المصرية وعلى رأسها المصرى والأهرام أنباء هذه الثورة، وامتدت إلى المعاهد والجامعات، وقامت كلية أصول الدين بمظاهرة كبيرة تحتج على تدريس الروايتين، وكذلك بقية المعاهد الأزهرية، وبعض المدارس الثانوية، ومن بينها المدرسة الفاروقية بالزقازيق، تهتف بسقوط الاستعمار الفكرى، وتردد: نحن للإسلام قمنا/ نبتغى رفع اللواء/ فليعد للدين مجده/ أو ترق فيه الدماء».

وفى الوقت نفسه، يتحدث محمد عبدالحميد أحمد عن جانب من إنجازات طلاب الإخوان فى كلية الآداب، ومنها تجهيزهم لمصلى فى المبنى، وشراء بعض القباقيب للوضوء والمناشف والشماعات لتعليق الجاكتات، ويقول إن هذا حدث فى الكلية التى فيها قسم اللغة الإنجليزية، وفيه طلاب أبرزهم لويس عوض، صرعى الغرب وعملاؤه، على نهج سلامة موسى، وطه حسين.

كيف واجه طه حسين هذه الأزمة التى فجرتها جماعة الإخوان، وتعتبرها طبقًا لمذكرات محمد عبدالحميد أحمد من معاركها العظيمة داخل الجامعة؟.. الإجابة تأتى من كتاب «ما بعد الأيام».. يتبع





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة