وعلى مدار التاريخ تعددت طرق وأساليب إيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور، هذا ما يؤكده كتاب "معجم رمضان" للكاتب فؤاد مرسى، ففى عهد الرسول كان الناس يعرفون السحور بأذان بلال بن رباح، ويعرفون الإمساك بأذان ابن أم مكتوم، فقد قال الرسول "إن بلالًا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم".
ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأ المسلمون يتفننون فى أساليب التسحير، وظهرت وظيفة المسحراتى فى الدولة الإسلامية، أما أول من صاح بالتسحير فى مصر، فيقال إنه الوالى "عنبسة بن إسحاق"، وكان ذلك عام 23 هجرية، بعد أن لاحظ أن الناس لا ينتبهون إلى وقت السحور، فتطوع بنفسه لهذه المهمة.
وفى العصر الفاطمى أمر الخليفة الحاكم بأمر الله الناس أن يناموا مبكرين بعد صلاة التراويح، وكان الجنود يمرون على المنازل ويدقون أبوابها ليوقظوا الشعب للسحور، وبعد ذلك عُين رجلًا مخصوصًا للقيام بمهمة المسحراتى، كانت مهمته المناداة "ياأهل الله قوموا تسحروا" وكان يدق أبواب المنازل بعصا يحملها، تحولت مع مرور الأيام لطبلة يدق عليها دقات منتظمة بدلا من استخدام العصا، ثم تطورت المهنة فاستعان المسحراتى بالطبلة الكبيرة ليدق عليها أثناء تجوله بالأحياء وهو يشدو بأشعار شعبية وزجل خاص بهذه المناسبة.
وفى العصر المملوكى كادت مهنة المسحراتى أن تختفى تمامًا، لولا أن الظاهر بيبرس أعادها وعين أناسًا مخصوصين من العامة وصغار علماء الدين للقيام بها، ليتحول المسحراتى إلى موكب محبب، خاصة للأطفال الذين تجذبهم أغانى المسحراتى، ويسعدون بصوته وطريقة أدائه على الطبلة.
موضوعات متعلقة..
وزير الثقافة يؤكد ضرورة وضع جدول لإنهاء مشروعات "الفن التشكيلى" المعطلة
عدد الردود 0
بواسطة:
Aa
كلام ليس لة دليل