ويختلف هذا العام عن سابقيه، حيث أخذت الفوانيس الصينى فى التلاشى بعد القرار بمنع استيراد المنتجات المصرية التراثية من الصين، ورغبة فى جذب الجمهور عكفت الورش المحلية المتخصصة فى تصميمه وتصنيعه فى تطويره، فعادت بالفانوس المزين بأقمشة الخيامية، والفانوس الخشبى المزخرف بنقوش وخطوط عربية، وأحيانا معشق بالزجاج.
وعن عودته وحجم الإقبال عليه أكد مجدى فهمى أبو العدب أحد أكبر حرفى تصنيع الفوانيس، بشارع "الربع" أن الإقبال عليه كبير جدا، لافتا إلى رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور، اقتنى منه لأول مرة مجموعة من الفوانيس، كان أحدهم يبلع طوله عدة أمتار، وتكلف ما يقرب من الخمسة آلاف جنيه، لافتا إلى أنه مصر منذ سنوات حتى فى وقت الركود، أن يقوم بتشغيل ورشته فى تصنيعها على مدار العام دون توقف، تأكيدا على ثقته فى أنه الأبق والأقوى وسط ما جاء من الصين أو الهند على حد قوله.
وأكد أبو العدب فى حديثه لليوم السابع أن حصل على 35 بوليصة شحن لتصديره للخارج لبعض الدول العربية وغيرها، مؤكدا أن الفانوس بشكله القديم عاد وبقوة، مشيدا بقرار منع استيراد منتجات تراثية، لافتا إلى أن هذا القرار جعل جميع الورش تسعى إلى تطوير خاماته مع الاحتفاظ بالشكل القديم، حتى لا يمل الزبون، وخلق ما يلبى جميع الأذواق.
هانى أبو العدب وهو المسئول عن الورش الخاصة بتصنيع الفانوس، يقبع خلف كواليس المسرح وسط النيران، والصاج والقماش، يقول متر الخيامية القطن "النضيف"، بحسب وصفه، يصل لـ22 جنيها، أما البولستير منه فيصل إلى 12 جنيها، مشيرا إلى أنهم سيبدءون فى التعامل مع الفانوس الخشبى بداية من العام المقبل، حيث إنهم قاموا بشراء المكن الذى يشكل به، إلا أنهم، لم يتمكنوا من الحصول على حرفيين كافيين لصناعتها، كما أن الطلب على الفانوس الصاج أكثر، لافتا إلى أن الفانوس الذى يبلغ طوله 70 سم والمصنوع من الخيامية يصل سعره لـ90 جنيه، أما الصاج يباع بـ70 جنيها.
ضمن أشكال العودة المؤكدة للفانوس التقليدى، قال أبو العدب إن ما من شىء من عصر الفاطميين أو ما تلاها وسبقها من عصور اندثر، قائلا "أنا جد جدى الحاكم بأمر الله، فتحت عنيا، معرفش إلا شغلانة الفوانيس، وابويا قالى دى مش بس صنعة، دا تاريخ"، راويا قصة دخول المعز لدين الله الفاطمى، والذى أدخل معه فكر الفانوس، مؤكدا فى حديثه خلال بيعه دميه على شكل "عروسة" أنها أيضا مصرى، صنعت فى أحد المصانع المصرية للعب الأطفال، لم تكن مصنعة بورشته، "وأقسم أنه لم ولن يبيع أى منتج صينى".
أثر الشكل الجديد للفانوس المطعم بالزجاج والممزوج بأقمشة الخيامية، فى رواج سوقها، فكانت تباع لأغراض ضعيفة جدا، إلا أن الآن يتجاور بائع الفوانيس مع بائع الأقمشة، فخدم كل منهم على الأخر، فى طريق الحفاظ على التراث المصرى.

هانى أبو العدب مسئول ورش تصنيع الفوانيس

أحمد أحد بائع أقمشة الخيامية

الحاج مجدى أبو العدب صاحب ورش الفوانيس بالدرب الأحمر وتحت الربع

محمد العدب يعمل فى ورشة عمه لاكتساب المهنة