موائد الرحمن على قدم وساق استعدادا للصائمين

هنا تُسخن الحلل وفى جانب آخر تُفرش الكراسى وفى ركن ثالث هناك من يراجع قائمة الطعام.. أنه الحال فى كل مائدة رمضانية الآن، حيث تجرى الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال صائمى شهر رمضان الكريم مع اقتراب موعد الأذان بلهفة وحب شديدين، طمعاً فى ثواب إفطارهم، ومحبة فى عدم بقاء أى شخص فى مصر وهو جوعان بهذا الشهر الكريم.

فمن الأمس ولمدة 30 يوما تعيش مصر ودول العالم العربى فى حالة جميلة من التراحم والمودة بين الناس، فلا يبقى صائم إلا وقد أفطر من خيرات الله، بفضل صدقات أهل الخير ممن لا يطمعون فى أكثر من دعوة حلوة مستجابة من شخص صائم تحت شعار «كل وأشكر».

وبالرغم من التكاليف الكبيرة التى يتحملها المسؤولون عن الموائد الرمضانية والارتفاع الجنونى فى أسعار السلع والأغذية هذا العام، تجد موائد الرحمن وقد انتشرت فى كل شارع بمصر، وتستوعب كلا منها من 500 إلى 750 صائما خاصة تلك الموجودة فى شوارع وميادين كبرى.

وقال المسؤولون عن مائدة الرحمن الرمضانية أمام الحديقة الدولية بمنطقة مدينة نصر، والذين رفضوا ذكر أسمائهم تماماً حفاظاً على الثواب، أن الشباب المصرى مازال الخير فيه، فحتى لو لم يقدر بعضهم على المساعدة بشكل مادى، يعرض كلا منهم المساعدة البدنية من خلال التطوع فى تجهيز المائدة وتقديم الإفطار إلى أهل الله والفقراء فى المنطقة.

كما تساهم ربات البيوت بكل بما تقدر عليه من خلال تقديم بعض العصائر والحلويات وإرسالها للمائدة، حتى الأطفال سيساعدون فى توزيع المياه والبلح على الصائمين وقت الأذان فى حالة جميلة من وحدة الشعب المصرى كله تتكرر بهذا الشكل البديع مرة واحدة فقط كل عام فى شهر رمضان الكريم.