جاء ذلك خلال الاجتماع التنسيقى لكبار المسئولين فى وزارات الخارجية للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية اليوم، الاثنين، بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فى إطار التحضير للقمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية المقرر عقدها بالرياض فى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 2015.
السعودية رئيس الاجتماع بصفتها الدولة المضيفة للقمة المقبلة
وأضاف السفير قطان، رئيس الاجتماع بصفته الدولة المضيفة للقمة الرابعة المقبلة: "إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات النظر تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية"، مشيدًا بالمواقف الإيجابية من قبل دول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ووقوفها إلى جانب الحق والعدل وتتويج ذلك باعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967.ولفت إلى أن هذا الموقف سيكون له بالغ الأثر فى تمكين الشعب الفلسطينى من نيل حقوقه المشروعة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء هذه المشكلة التى تقف عائقًا أمام الأمن والسلم الدوليين.
وقال السفير قطان: "إنه على الرغم من تأييدنا عبر الجامعة العربية وفى كافة المحافل الدولية للمبادرات والجهود الرامية إلى تحقيق السلام والعادل الشامل، وعلى الرغم من تقدمنا منذ عام 2002 بمبادرة السلام العربية الشاملة التى تكفل حق جميع دول المنطقة بالعيش بسلام إلا أن اسرائيل قابلت كل ذلك بالمراوغة والمماطلة والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطينى"، مشددًا فى الوقت ذاته على أن الحق يعلو وأن رغبة العالم فى السلام العادل والمحافظة على الاستقرار تتجلى بتأييد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.
وأضاف: "إننا نسعى اليوم لإكمال ذلك من خلال الاتفاق على إعلان الرياض وذلك بتنسيق المواقف تجاه مختلف القضايا المطروحة على الساحة الدولية من ضرورة مكافحة الإرهاب والتطرف ونشر ثقافة السلام والحوار فيما بين الثقافات والشعوب، وتوفير أرضية صلبة ومتينة ننطلق من خلاله لتحقيق المزيد من التفاهم والتنسيق والتعاون المشترك فى كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية" .
وشدد السفير قطان على "إننا نسعى إلى أن تساهم قمة الرياض مساهمة فاعلة وملموسة فى استثمار تلك الامكانات لتحقيق تطلعاتنا وتطلعات شعوبنا وبما يعود بالفائدة على الجميع"، معربًا عن أمله فى أن تحقق نتائج هذا الاجتماع التنسيقى المزيد من التقارب والتقدم على صعيد التفاهم والتنسيق حول الرؤى والمواقف تجاه القضايا والمسائل التى تهمنا على المستويين الإقليمى والدولى.
مصر تشيد بالتعاون العربى- الجنوبى أمريكى وتراه محفلاً دوليًا
كما أشادت جمهورية مصر العربية، الرئيس الحالى للقمة العربية، بالتعاون العربى- الأمريكى الجنوبى، ووصفته بالفعال مؤكدة تطلعها لتطوير هذا التعاون أكثر وأكثر بما يحقق مصالح شعوب الجانبين .
ووصف السفير محمد فريد منيب، مساعد وزير الخارجية لشئون الأمريكتين، التجمع العربى- الجنوب أمريكى بأنه تجمع فريد نظرًا لما يجمع الجانبين من قضايا سياسية واقتصادية واجتماعية رغم التباعد الجغرافى بينهما، مشيرًا إلى ما يجمع شعوب الإقليمين أيضًا من تطلعات وآمال فى غد أفضل يمهد الطريق لآفاق رحبة للتعاون المشترك وفى أكثر من مجال بما يعزز التعاون العربى الأمريكى الجنوبى ويستجيب لطموحات ما يقرب من 800 مليون نسمة فى الجانبين .
وأكد السفير منيب فى كلمته التى ألقاها باعتبار مصر رئيسة القمة العربية على الدور المحورى للمنتدى كإطار فعال للحوار والبناء وكونه محفلا هاما لتبادل وجهات النظر والأفكار والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية .
وأكد أن نجاح الملتقى يمثل نجاحًا لمبدأ التعاون وهو ما يستوجب دعمه واستكمال السير بخطى تكاملية بغية تحقيق مصالح ورفاهية الشعوب العربية والأمريكية الجنوبية من خلال التنسيق الوثيق واستكمال السعى والاجتهاد للتوصل إلى مشروعات تنموية بينية ذات عائد اقتصادى واجتماعى ملموس .
واستعرض السفير منيب زيادة التعاون الاقتصادى والتجارى بين الجانبين حيث وصل حجم التبادل التجارى بينهما الآن إلى نحو 33 مليار دولار بعد أن كانت 6 مليارات دولار فقط عام 2004 .
وأعرب عن أمله فى استمرار التعاون بين الجانبين فى جميع المجالات وقال إننا نأمل فى التعاون على مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار وتوفير بيئة للعدل والمساواة.
كما أشاد بالقوة العربية المشتركة التى قررت القمة العربية الأخيرة فى شرم الشيخ إنشاءها، وعول على مساندة أمريكا الجنوبية للقضايا العربية وخاصة قضية فلسطين وجميع القضايا الأخرى فى كافة المحافل الدولية .
الجامعة العربية تشيد بدور دول أمريكا الجنوبية فى دعم القضايا العربية
وأعرب السفير فاضل جواد، الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون السياسية، عن تقدير الجامعة العربية للدور الذى تقوم به دول أمريكا الجنوبية فى دعم القضايا العربية، معربًا عن تطلعه إلى انخراط أكبر لأمريكا الجنوبية فى قضايا المنطقة ودعم الجهود العربية من أجل تحقيق السلام والاستقرار والتنمية، مشددًا على أنه لا سلام بدون تنمية.
وقال جواد: "إننا نثمن ما تحقق من تقدم خلال الفترة الماضية فى تعزيز العلاقات إلا أننا نطمح فى مواصلة هذا الزخم، واتخاذ خطوات عملية لتنفيذ ما تبقى من فعاليات وأنشطة وفق البرنامج التنفيذى للمنتدى، وكذلك الإعداد الجيد للاجتماع الوزارى القادم فى سبتمبر المقبل بنيويورك وللقمة المقبلة التى ستنعقد فى السعودية فى عام 2015".
وأضاف: "إننا ننظر إلى مستقبل هذا التعاون برؤية استراتيجية لما فيه تحقيق مصالحنا ودعم قضايانا والسير به نحو بناء شراكة حقيقية ذات مردود عملى على شعوبنا" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة