محمد محمد السعيد عيسى يكتب: تحطيم السلم الوظيفى

الجمعة، 08 مايو 2015 12:03 ص
محمد محمد السعيد عيسى يكتب: تحطيم السلم الوظيفى ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأقدمية هذه هى الكلمة التى أضاعت مستقبل هذه الأمة وجعلتها تذهب فى غياهب الجهل والتخلف. إن سلم الترقى الوظيفى هو سر من أسرار صناعة النهضة وهو السبيل لرفع مستوى الخدمات التى تقدمها مؤسسات الدولة، وكلما كان الإبداع فى تطوير وتحديث مفهوم الترقى الوظيفى كلما كانت الدولة مبدعة ومتقدمة.

إن من أهم أسباب انخفاض مستوى التعليم فى مصرنا الحبيبة هو الاعتماد على الأقدمية فى اختيار الكوادر والقيادات التربوية، فالموظف الروتينى الذى يذهب كل صباح ليوقع فى دفتر الحضور والانصراف ويجلس فى مكتبه حتى يكسو شعره البياض هو المؤهل لكى يصبح مشرفا أو موجها أو وكيلا أو مديرا، أما الموظف المجتهد الذى يرفع من مستواه المهنى ويحصل على الماجستير والدكتوراه والدورات المتخصصة يظل فى مكانه ولا يحصل على فرصته فى الترقى لأنه أصغر فى السن ولأنه غير تقليدى.

تخيل معى عزيزى القارئ أن يكون رئيس العمل من حملة البكالوريوس بتقدير مقبول ويكون المرؤوس من حملة الدكتوراه بتقدير امتياز، فكيف تستقيم الأمور؟ هل يمكن أن تستفيد البلاد من حملة الدكتوراه وقد تحكم فيهم من هو أقل منهم علما وفكرا وقدرة على الإبداع؟ هل يمكن أن يحدث تطويرا فى المؤسسات التى يديرها رؤساء يحقدون على مرؤوسيهم لأنهم أعلى منهم فى المكانة العلمية وفى الإسهام الفكرى؟

تخيل معى عزيزى القارئ حجم المعاناة عندما يقوم موظف روتينى لم يحقق أى إنجاز علمى أو عملى فى حياته العملية كلها بتوجيه وتقويم موظف حاصل على الماجستير أو الدكتوراه وله مؤلفات فى تخصصه، بل ويفرض رأيه عليه، وإذا اعترض الدكتور ورفض الجهالات التى يريد المشرف الروتينى تطبيقها يتم توقيع عقوبات عليه حسب النظام واللوائح. فهل هذا السلم الوظيفى سيؤدى إلى نجاح البلاد والعباد؟ لا والله بل إلى الفشل ثم الفشل ثم الفشل.

لقد أوضح الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأمور وبينها لنا جلية فى حديثه الشريف عن حال أمته فى آخر الزمان فقد ورد فى الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة قال كيف إضاعتها يا رسول الله قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة، صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا ما نحن فيه اليوم معاناة فى كافة المؤسسات والقطاعات الوظيفية التى يدير أقسامها من هم أقل كفاءة وأقل قدرة على الإبداع والابتكار والتفكير بشكل علمى واقعى قادر على النهوض بالمستوى الخدمى لتلك المؤسسة.

إن تعديل القوانين الخاصة بسلم الترقى الوظيفى واجب وطنى سيسهم بلا شك فى علاج مشكلات الحاضر وبناء المستقبل المشرق الذى ينهض بالبلاد ويضعها فى صفوف الدول المتقدمة، عاشت مصر الحبيبة، عاشت الأمة العربية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة