خريطة البنتاجون
وتحدث الكاتب فى مقاله اليوم بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية عن الخريطة الصادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية، لإثبات أن داعش خسر حوالى 25% من الأراضى منذ تقدمه الكبير العام الماضى، وقال إنها تعبر عن تفكير التمنى الغربى بشأن تراجع التنظيم الإرهابى.
وأشار الكاتب إلى أن الصحفيين الأمريكيين ثاقبى البصر لاحظوا - لسوء حظ البنتاجون- شيئا غريبا إزاء الخريطة التى تحدد مناطق قوة وضعف داعش. فبينما تظهر المدن والقرى التى خسر مقاتلو داعش السيطرة عليها حول بغداد، فإنها تغفل ببساطة التقدم الذى أحرزه التنظيم فى دمشق وحولها.
ورغم أن الخريطة سببت بعض الحرج للبنتاجون، إلا أنها نجحت إلى حد كبير فى إقناع الناس بأن داعش يتراجع. فأعادت العديد من وسائل الإعلام حول العالم نشر الخريطة كدليل على نجاح الضربات الجوية التى تشنها الولايات المتحدة وحلفائها دعما للجيش العراقى والقوات الكردية فى العراق وسوريا. واعتبر أن الاستيلاء على تكريت بعد حصار استمر شهرا مؤشر آخر على أن الدولة العراقية التى يعاد تنشيطها مرة أخرى تفوز، ويوما ما فى المستقبل غير البعيد للغاية ستكون قادرة على استعادة الموصل فى الشمال والأنبار فى الجنوب.
مقياس القوة
لكن عن مدى صحة تلك الأخبار المريحة، قال كوكبرون إن خسارة الأراضى أو الاحتفاظ بها ليس مقياسا جيدا للقوة مع استخدام داعش لأساليب حرب العصابات. فالأنباء الجيدة من وجهة نظر بغداد هى أن القوات استعادت أخيرا مدينة تكريت الصغيرة، على الرغم من أن من قام بهذا الأمر 20 ألف من الميليشيات الشيعية، وليس الجيش العراقى الذى كان مشاركا فى القتال بثلاثة آلاف فقط من الجنود. ولم يكن قتالا حتى النهاية، وقال الجنرال مارتن ديمبسى، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة إن داعش أوكلت لمئات قليلة من المقاتلين الاحتفاظ بالمدينة.
داعش لا يزال قادرا على شن هجمات على مساحات واسعة
ويرى كوكبرون أن أحدث جولات القتال تشير إلى أن داعش لا يزال يحتفظ بقدرة على شن هجمات على مساحات واسعة، وأن الجيش العراقى يعتمد بقدر كبير على الدفع بعدد صغير من الوحدات القتالية النخبوية للتعامل مع الأزمات المتعاقبة. ونقل الكاتب عن أحد المصادر ببغداد قوله "إن عدد الجنود الصالحين لهذه الأهداف خمسة ألوية أو نحو 15 ألف جندى".
وخلص الكاتب فى النهاية إلى القول بأن خريطة البنتاجون المضللة تدل على الدرجة التى يهيمن بها التفاؤل الكاذب على أفكار وتصرفات القوى الخارجية فى سوريا والعراق وباقى الشرق الأوسط. وهو ما يذكره بالوضع العام الماضى عندما شبه أوباما، بناء على معلومات استخباراتية أمريكية، داعش بفريق كرة سلة صغير لم يكن ما يقوم به ذى أهمية.
موضوعات متعلقة..
- مقتل 19 من تنظيم "داعش" بنيران عراقية وقصف طيران التحالف بالأنبار
- قوات بشار الأسد تدمر أوكارًا لتنظيمى داعش وجبهة النصرة فى ريفى حمص-
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة