"طارق" اشتغل عامل قمامة واخترع أول سلة تحول المخلفات لإنترنت مجانى

لم يكن طارق محمد عبد العزيز، الطالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، يعلم أن عمله فى مهنة "الزبالة" أو جامع قمامة، لمدة 7 أشهر ستتيح له الفرصة لكى يفهم أكثر هذا العالم الغامض، الذى يدر مليارات الجنيهات سنوياً، ويصل لاختراع أول سلة قمامة تحول المخلفات إلى واى فاى أو شبكة إنترنت مجانية يمكن أن تستخدمها فى منزلك أو فى أى مكان تذهب إليه.

سلة القمامة، التى ابتكرها طارق، لاقت ترحيباً كبيراً ودعماً من الدولة، بعد أن قام رئيس الوزراء إبراهيم محلب بتكريمه مع المخترعين الشباب في مؤتمر "اشتغل"، الذى نظمته وزارة الشباب الشهر الماضى، والتقى وزير التعليم العالى الذى كلفه ببدء تطبيق مشروعه لتدوير المخلفات داخل جامعة القاهرة العام المقبل.

ويقول طارق عبد العزيز، لـ"اليوم السابع": سلة القمامة تقوم بتحويل المخلفات لميجا بايتس، وتكون متصلة بشبكة إلكترونية تتيح خدمة الإنترنت المجانى للمستخدم، ويكون لكل مستخدم اسم ورقم سرى عندما يدخل إلى هذه الشبكة، وكلما تزايدت كمية القمامة كلما تزايدت الميجا بايتس المتاحة له لاستخدامها.

ويوضح أنه "إذا كنت لا تريد استخدام الميجا بايتس يمكنك أن تحولها إلى نقاط تحصل من خلالها على خصومات من مواقع البيع على الإنترنت، أو خصومات من المتاجر الكبرى والسوبر ماركت الشهيرة".

ويتابع: "الاختراع له العديد من الفوائد بخلاف الإنترنت المجانى منها: عدم إلقاء المخلفات فى الشارع، لأن الاحتفاظ بهذه المخلفات سيدر ربحاً على صاحبها، وهو ما سيحل مشكلة القمامة فى شوارعنا، مضيفاً أنها تفرز القمامة وتفرق بين المخلفات الصلبة والعضوية وتكبس المخلفات البلاستيكية، مضيفاً أنه بعد الانتهاء من استخدام المخلفات يتم أخذها من المنازل وبيعها فى مصانع إعادة التدوير، وهو ما سيوفر ربحا مضاعفا لصاحبها أيضاً".

"طارق" استغرق أكثر من 114 تجربة فاشلة على مدار عام ونصف العام، حتى توصل لاختراعه، وكان مصراً على النجاح وكان لديه إصرار أكثر من "توماس إديسون" الذى اخترع المصباح الكهربائى بعد 99 تجربة فاشلة.

ويقول طارق: تعاونت على تنفيذ الفكرة مع مجموعة من الأصدقاء والطلبة والخريجين من كليات الهندسة والتجارة، حتى توصلت للصورة النهائية له.

وعن عمله كجامع قمامة، قال إنه عمل فى هذه المهنة لمدة 7 أشهر وتعلم الكثير منها، وكان على صلة بها من قبل مع نزوله الشارع مع مجموعات شبابية وفرق كانت تقوم بتجميع المخلفات من الشوارع.

"كان نفسى أتعلم إزاى الزبال بيواجه الحياة".. بهذه الكلمات برر "طارق" عمله فى مجال قمع القمامة، موضحاً أنه وجد أن الناس تعامله على أنه أقل قدراً منهم رغم أنه يعمل فى مهنة شريفة ويكسب، وقد يكون دخله شهرياً أكثر من 3 آلاف جنيه.

طارق، الذى رفض عروض شراء اختراعه من إيطاليا ودبى وأصرّ على أن يبقى اختراعه مصريا 100%، أكد أن مشروعه لن يلغى عمل كجامع القمامة، لأنه سيكون مساعداً له، وبدلاً من تصدير مخلفاتنا للصين نبيعها لمصانع إعادة التدوير داخل مصر.