علاقة الترابط بين الإنسان والكلاب تعود إلى 40.000 عام

السبت، 23 مايو 2015 08:54 ص
علاقة الترابط بين الإنسان والكلاب تعود إلى 40.000 عام شخص مع كلبه - أرشيفية
(رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسلط معلومات وراثية مستقاة من عظام ذئب عمرها 35 ألف عام عثر عليها أسفل صخرة متجمدة فى سيبيريا الضوء على العلاقة القديمة التى تربط بين الإنسان والكلاب وتبين أن استئناس هذه الحيوانات الوفية ربما يكون قد حدث قبل وقت طويل مما كان يعتقد من قبل.

ويعتقد ان كلاب اليوم تنحدر من نسل ذئاب برية استأنسها الإنسان فى عصور ما قبل التاريخ لكن الجدل لا يزال دائرا عن موعد حدوث ذلك.

قال العلماء الخميس -فى دورية (كارانت بيولوجي)- إنهم قاموا بتجميع الطاقم الوراثى (الجينوم) للذئب الذى كان يعيش بشبه جزيرة تايمير فى روسيا ووجدوا أنه ربما ينتمى لأسلاف مشتركة حديثة بين الكلاب والذئاب.

وبالاستعانة بهذه المعلومات الوراثية أشارت تقديراتهم إلى ان استئناس الكلب حدث منذ 27 إلى 40 ألف عام.

وأشارت أبحاث سابقة -تستند إلى معلومات وراثية من الكلاب والذئاب الحديثة- إلى أن أول مرة تم فيها استئناس الكلاب كانت منذ 11 إلى 16 ألف سنة وذلك بناء على تقدير مدى سرعة حدوث الطفرات عبر الجينوم.

وقال لاف دالين عالم الوراثة بمتحف التاريخ الطبيعى فى السويد إن جينوم ذئب تايمير أوضح أن معدل حدوث الطفرات يقدر بنحو نصف ما كان يفترض من قبل ما يشير إلى أن عملية الاستئناس تمت قبل ذلك.

وقال بونتوس سكوجلوند عالم الوراثة بكلية طب هارفارد "الفرق بين الدراسات الوراثية السابقة ودراساتنا الحالية هو أنه بات بمقدورنا معايرة معدل التغير فى مستوى التطور فى جينوم الكلاب والذئاب بصورة مباشرة ووجدنا إن أول فصل لأسلاف الكلاب يجب ان يكون قد تم فى نطاق زمنى أقدم".

وعثر دالين على بقايا عظام الذئب وهى جزء من قفصه الصدرى على ما يبدو فى المناطق الجليدية الدائمة وأشار إلى أن الذئب ربما كان ينتمى لعشيرة كانت تجوب مناطق الاستبس والتندرا فى أوراسيا خلال العصر الجليدى وأنه كان ينتقى فرائسه من بين حيوانات كبيرة مثل الثور الأمريكى (بيسون) وثور المسك والخيول.

وقال "أتصور أن واحدا من أبسط التفسيرات هو أن الإنسان الذى كان يجمع بين أنشطة الصيد وجمع الثمار ربما وجد صغار هذا الذئب -وهو أمر فى غاية السهولة- واحتفظ بها فى الأسر ليحميها من كائنات مفترسة ضخمة كانت تحوم فى تضاريس المنطقة ابان العصر الجليدى منها الدببة واسود الكهوف وغيرها إلى جانب ثدييات اخرى خطيرة مثل الماموث ووحيد القرن الوبرى وبعض البشر".

وقال سكوجلوند إن كلاب سيبيريا الضخمة والكلاب التى تجر الزحافات فى جزيرة جرينلاند تتشارك فى أعداد كبيرة من الجينات مع ذئب تايمير.

وقال "التفسير المرجح هو أن عشائر الكلب السيبيرى المستأنس تناسلت فيما بينها ومع ذئاب محلية عندما كانت تسير خلف الجماعات البشرية البدائية فى الأصقاع الشمالية".

وأشارت دراسات سابقة أيضا إلى أن البشر جعلوا من الكلاب حيوانات أليفة لأول مرة فى أوروبا خلال حقبة ما قبل التاريخ عندما تعلم الصيادون وقتها كيف يمكن استئناس الذئاب المفترسة فى الفترة بين 19000 عام إلى 32000 ألف عام مضت.

وتتعارض نتائج هذه الدراسات مع نظريات قديمة تقول إن الكلاب تم استئناسها أول مرة فى منطقتى الشرق الأوسط وشرق آسيا.

ويجمع الخبراء على أن تحول الكلاب من الحالة البرية إلى الأليفة بدأ عندما كانت الذئاب السنجابية -التى تمثل آباء الكلاب حسب نظرية تطور الكائنات- تحوم حول التجمعات البشرية على أمل افتراس ما قد تصل إليه مخالبها.

ومع مرور الزمن تقبل البشر الكلاب فى بادئ الأمر على أنها يمكن أن تشارك فى انشطة الحراسة والصيد ودربوها على أن تكون رفيقا أليفا.










مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة