20 مايو 1837، هو عيد المولد الرسمى "للبنطلون الجينز" الذى نعرفه اليوم، ولكن حكاية ميلاده هى ما تعود لما قبل هذا التاريخ، وهى الحكاية التى صاحبت مخترعه "ليفى شتراوس" فى رحلته من بافاريا فى ألمانيا لسان فرانسيسكو فى أمريكا عام 1847 ليبحث عن رزقه كبائع متجول يصمم السراويل الخاصة بعمال مناجم الذهب من الخيش، وبعد فترة من العمل مع شريكه "جايكوب دافيز" الذى كان يعمل حائكًا للملابس التى يصممها "ليفى"، اكتشفا نوعًا آخر من القماش القوى المتين الذى استخدم كأقمشة تصلح لأشرعة المراكب نظراً لقوتها، فقاما باستغلالها فى تصميم الملابس لحاجة عمال التنقيب عن الذهب، والبحارة فى ذلك الوقت لأقمشة سميكة للملابس، وهى الأقمشة التى حملت اسم موطنها الأصلى فى مدينة "نيم الفرنسية" التى كان يصنع فيها قماش الجينز، فأطلقوا عليه اسم "الدنيم" الذى انتشر كزى للبحارة وخاصة الإيطاليين من مدينة "جنوا" الإيطالية التى استخدم سكانها هذه النوعية من القماش، وهى سر تحوير الكلمة لـ"جينز" .

أطلق كل من "ليفى" و"جاكوب" شركة "levi’s" للحصول على براءة الاختراع، وبالفعل حصلا عليها بعد إضافة "المسامير النحاسية" فى أطرافه لتثبيت الجيوب، وذلك عام 1837، ثم انطلقت من بعدها أسطورة "البنطلون" الجينز ذو الأزرار النحاسية ليجتاح العالم، وأصبحت هذه الشركة من أشهر شركات صناعة الجينز فى العالم، وكانت أول تصميمات الجينز فى العالم، هو موديل "XX waist overall، وكان عبارة عن بنطال واسع الساقين، مزود بجيب خلفى واحد، وأزرار للحمالات، ومسمار نحاسى فى المنتصف، وحزام عريض، ثم تطورت الموديلات مع مطلع القرن الماضى، وظل الجينز منتشرًا فى أوساط العمال حتى عام 1901، وهو العام الذى شهد صيحة جديدة بإضافة جيبين فى الخلف بدلًا من واحد، ثم أضيفت حلقات الأحزمة عام 1922، أما بداية انتشاره للشباب فكان فى نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات، مع دخول السينما، والأفلام التى ظهر بها رعاة البقر، أما بالنسبة لارتداء النساء للجينز، فلم يكن قبل عام 1981.
منذ ثلاثينيات القرن الماضى وحتى اليوم ظل "الجينز" فى تطور يومى، ولم يتوقف عن الانتشار، حتى تحول للزى الرسمى للعالم بكل طبقاته وثقافاته، فارتداه رؤساء الدول، والفقراء على حد سواء، ودخل فى صيحات الموضة بمختلف أنواعها، وأصبح من الاختراعات التى لم يقض عليها الزمن، ومن الصعب تخيل العالم بدونها.







