اتحاد الدول العربية بارقة أمل لوقف تقسيم المنطقة على أسس عرقية.. عملية "عاصفة الحزم" تدحر الأطماع الإيرانية بالمنطقة.. والحكومة العراقية لـ"اليوم السابع": نسعى إلى تجاوز الخلافات المذهبية

الأحد، 17 مايو 2015 10:07 م
اتحاد الدول العربية بارقة أمل لوقف تقسيم المنطقة على أسس عرقية.. عملية "عاصفة الحزم" تدحر الأطماع الإيرانية بالمنطقة.. والحكومة العراقية لـ"اليوم السابع": نسعى إلى تجاوز الخلافات المذهبية عملية عاصفة الحزم
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن عملية "عاصفة الحزم" التى أطلقتها المملكة العربية السعودية بمساعدة 10 دول عربية كان لها دور مهم فى وقف المخططات التى تحاك لدول الشرق الأوسط وعلى رأسها الدول العربية، فتوحد الدول العربية حول مشروع وهدف واحد وقف بمثابة حائط صد ضد التمدد الشيعى ومنع التمزيق الطائفى لقلب الوطن العربى الذى تقوم به إيران مدعومة بتحركات دولية وإقليمية وهو ما سيؤدى إلى طريق ملىء بالأشواك والحمم الطائفية التى يمكن أن تحرق أوطاننا العربية .

فكرة تقسيم الوطن العربى على أساس طائفى لم تكن وليدة اللحظة ولكن تم طهيها على نار هادئة من قبل أنظمة غربية ودفعت دولة إيران دمية لتنفيذ مخططها الطائفى التقسيمى للوطن العربى الموحد، حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، سبتمبر الماضى عن المخطط الشيطانى، فقد أكدت أن الصراعات الطائفية والعرقية فى الشرق الأوسط يمكن أن تعيد تقسيم المنطقة مرة أخرى، ونشرت الصحيفة الأمريكية خريطة مغلوطة تضم ليبيا وسوريا والعراق واليمن والسعودية، لافتة إلى هذه البلاد من الممكن أن تصبح 14 دويلة بسبب هذه الصراعات.

فما حدث فى اليمن مؤخرا من صراع بين أنصار الله "الحوثيين" المدعومين من إيران والرئيس السابق على عبد الله صالح من طرف، والرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، بمثابة ناقوس خطر يدق أبواب دول الشرق الأوسط، إيذانا بمحاولة جديدة لتقسيم المنطقة على أسس عرقية وطائفية وهو ما يهدد الأمن القومى العربى والإقليمى، فتطورات الأحداث فى العراق من ظهور تنظيمات متطرفة خطابها الكراهية والطائفية والحث على العنف دفع عشائر تنتمى لطوائف أخرى للدخول معها فى صراع مسلح مما حول الأمر إلى حرب ضد الإرهاب فى جوهرها لكن باطنها حرب طائفية عقائدية بحتة .

سقوط العراق 2003


فمنذ غزو الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين حدث نوع من الإقصاء للطائفة السنية (بموافقة واشنطن) وتزكية الولايات المتحدة للطائفة الشيعية فى البلاد وتعزيز تواجدها فى المؤسسات الحاكمة والتحكم فى مفاصلها، وهو ما خلق نوعًا من الفتنة والوقيعة بين الشيعة والسنة بالبلاد حتى تطور الأمر لظهور تيار فتنة يهدف للوقيعة بين السنة والشيعة وهو ما كشفت عنه العديد من التقارير الإخبارية، وتتخوف الدول العربية من تقسيم العراق جغرافيًا على أساس طائفى نتيجة الصراع السنى الشيعى، مع العلم أن إقليم كردستان شمال العراق يشكل الضلع الثالث لمثلث الطائفية المذهبية بالعراق .

خريطة تقسيم الشرق الأوسط التى نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" توضح أن الخصومات الطائفية والعرقية التى ضربت دول المنطقة يمكنها تقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات، تضم الأولى العلويين، وهى الأقلية التى تسيطر على الحكم فى البلاد منذ عقود وتتركز فى الممر الساحلى، والأكراد الذين يرغبون فى الاستقلال بالإقليم الشمالى والاندماج مع أكراد العراق، والسنة الذين يشكلون حركات التمرد وهم الذين ربما يسعون لانفصالهم ليشكلوا بالاتحاد مع محافظات فى العراق ما أسمته بدولة «سنيتان» التى تمتد من وسط سوريا إلى وسط العراق، عقب اتحاد أكراد العراق وسوريا لتشكيل دولتهم فى شمال البلدين، واتحاد السنة فى الوسط، فإن جنوب العراق سيتحول إلى دولة «شيعستان» التى ستكون للشيعة العراقيين، وفقا لتوقعات الصحيفة.

ظهور داعش بالعراق وسوريا


ويعد ظهور تنظيم داعش الإرهابى بدولتى سوريا والعراق بغرض إحياء دولة الخلافة الإسلامية وتكوين دولة طائفية بحتة ترفض الآخر وتلفظه، مؤشرًا خطيرًا جدًا لما وصلت إليه الأمور فى أمتنا العربية وفى منطقة الشرق الأوسط بأكملها، مما أدى لسعى التيارات المستهدفة من قبل داعش لتشكيل ميليشات وتشكيلات مسلحة على أساس طائفى وهو ما ينذر بكارثة عقائدية فى المنطقة العربية، تنذر بدخول المنطقة المرحلة الثانية لتقسيم سايكس- بيكو، لكن هذه المرة سيكون التقسيم جغرافيًا على أساس طائفى وهو ما يدفع بالأمور لضرب الأمن القومى للدول العربية فى مقتل.

ووفقًا للخريطة التى نشرتها نيويورك تايمز، فقد تم تقسيم سوريا التى تعانى حربا أهلية مدمرة تسببت بمقتل ما لا يقل عن 300 ألف سورى، فضلا عن 3 ملايين نازح توزعوا بين دول الجوار (العراق، الأردن، لبنان، تركيا) إلى ثلاث دويلات، الأولى علوية، والثانية كردستانية، والثالثة سنية، فيما تظهر الخارطة تقسيم السعودية إلى خمس دويلات، هى السعودية الشمالية، والشرقية، والغربية، والجنوبية، فضلا عن الدولة الوهابية.

أما اليمن، فقد تم تقسيمه إلى دولتين، وليبيا إلى ثلاث دويلات، وذلك بسبب النزاعات القبلية، واللافت للنظر أن الخارطة لم تشر إلى لبنان والسودان وهى دول تتصدر قائمة الدول المتنازعة على أسس طائفية وعرقية ودينية وسياسية وقبلية .

الخارطة التى نشرتها نيويورك تايمز تعيد للأذهان الخارطة التى نشرتها مجلة كيفونيم الإسرائيلية والتى أصدرتها المنظمة الصهيونية العالمية عام 1982، ملحقة بوثيقة بعنوان "استراتيجية إسرائيلية للثمانينات" وتنص على تقسيم كل من العراق ومصر ولبنان وسوريا والسودان والجزائر بل وتركيا وإيران وباكستان أيضا .

وما يحدث فى منطقة الشرق الأوسط هو تنفيذ المشروع الصهيونى الذى عكف على إعداده برنارد لويس فى ثمانينات القرن الماضى، والمتابع للوضع فى منطقة الشرق الأوسط يكتشف أن الظروف فى المنطقة العربية وتشرذم واضح، واقتتال وتناحر داخلى، وتأجيج النزعة الطائفية، فرصة سانحة لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط قائمة على أسس عرقية وطائفية وبداية حقيقية تمهد لمشروع "سايكس بيكو" جديد يحرق المنطقة بأكملها.

وكشف صاحب مشروع الشرق الأوسط الجديد فى أحد تصريحاته النقاب عن نواياه الخبيثة حيث زعم أن الحل السليم للتعامل مع منطقة الشرق الأوسط هو "إعادة احتلال دول المنطقة واستعمارها، وإعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية."

الحكومة العراقية تجمع كافة الأطياف السياسية


من جانبه، قال الدكتور سعد الحديثى، المتحدث الرسمى باسم الحكومة العراقية، إن بلاده تطمح لمواجهة ما يحاك من مؤامرات وما يواجهها من تحديات، مؤكدًا أن هناك تلاحمًا وطنيًا غير مسبوق بين أبناء الشعب العراقى، موضحًا أنه خلال الأشهر القليلة الماضية ولأول مرة تجتمع كافة الأطياف السياسية المشاركة فى الحكومة على مواقف ثابتة ونقاط رئيسية، إضافة لتلاحم على المستوى المجتمعى بين كل طوائف المجتمع لمحاربة الإرهاب ومواجهة الطائفية.

وأوضح أن أية دول أو قوى لها مشاريع أخرى بالعراق فهذا لا يهم الحكومة التى تعول على الشعب العراقى وعلى وعى القيادات السياسية لتجاوز الخلافات، لافتا النظر إلى أن المنطقة تعانى من مشكلات عديدة والإقليم يعانى من صراعات متعددة من سياسيات استقطاب وتمحور على مستوى دول المنطقة، مؤكدًا أن العراق يريد أن ينأى بنفسه عن ذلك، ويعمل على إقامة علاقات طيبة مع كافة الدول قائمة على أساس المصلحة المشتركة والتنسيق مع تلك الدول لمواجهة الأخطار التى تواجه تلك الدول، مؤكدًا أن إرادة العراقيين قادرة على كل المشاريع التى تحاول أن تقسم العراق وتفتته وهنالك تقدم فى هذا المسار والمرحلة المقبلة ستكون أفضل.

وأكد الحديثى فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من العراق، أن رؤية الحكومة تعول على اللحمة الوطنية العراقية بصفتها السلاح الأقوى الذى بين أيدى العراقيين لمواجهة الأخطار والتحديات التى تواجه العراقيين وعلى رأسها الطائفية والإرهابيين، الحكومة العراقية وضعت فى برنامجها تعزيز المصالحة الوطنية إصلاح سياسى جذرى فى مؤسسات الدول المختلفة ومحاربة الفساد وتحقيق الوفاق السياسى وتحقيق شراكة وطنية، الحكومة ترى أن هذا المنهج هو السبيل الوحيد والرئيسى لعبور العراق المرحلة الحالية.

وأكد أن الحكومة اتخذت خطوات جادة أشاد بها المجتمع الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة، فتلك الخطوة تأتى فى ظل حالة الانفتاح الإقليمى مع الدول وعلى رأسها الدول العربية، فالحكومة تسعى إلى تجاوز الخلافات الطائفية والمذهبية وبناء دولة المؤسسات.

تقسيم المنطقة على أسس مذهبية


بدوره، قال صلاح تقى الدين، المحلل السياسى اللبنانى، إن المنطقة العربية تعانى من وضع مذهبى شديد الخطورة، مؤكدًا أن الواقع التقسيم الطائفى تقف وراءه إسرائيل التى تتبنى فكرة تمزيق وإنشاء دويلات طائفية فى محيط الدول التى تجاورها لإضعاف تلك الدول وإدخالها فى حالة اقتتال وصراع داخلى.

وأكد "تقى الدين" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من بيروت، أن اللعب على وتيرة السنة والشيعة لإثارة النعرات الطائفية فى المنطقة أصبحت وسيلة لتمزيق تلك الدول، مشيرا إلى أن التطورات الأخيرة التى تعصف بالوطن العربى بداية لاعتماد خريطة جديدة للمنطقة مقسمة جغرافيا على أسس طائفية وعقائدية.

وأوضح أن لبنان مر بمخاض الحرب الطائفية مدة زمنية طويلة استغرقت 15 عامًا، مشيرًا إلى أن تنظيم حزب الله أصبح دمية إيران فى المنطقة لتنفيذ مشروع طهران لنشر فكرها الطائفى بالدول العربية، وتحقيق حلمها التاريخى فى إقامة إمبراطورية لها بالمنطقة، مؤكدا أن عملية "عاصفة الحزم" نبهت الدول العربية والإسلامية للدور الخطير الذى تلعبه إيران فى المنطقة، مشيرا إلى رعب طهران وحزب الله من ردة فعل العرب على عبث إيران بالأمن القومى العربى.

النعرات الطائفية بالمنطقة
بدوره قال عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد السياسى اليمنى، إن تحريك ملف الطائفية وتقسيم المنطقة تقف ورائه جهات وأطراف خارجية، مؤكدا أن هناك دولا تريد التدخل فى اليمن عن طريق الأقليات وإثارة النعرات الطائفية لتحقيق مصالح وأغراض على حساب تلك الدول، مشيرا إلى أن إيران تستخدم أداة النزعة الطائفية للتدخل فى شئون الدول، مؤكدا أن هناك توجهًا جديدًا لتقسيم المنطقة تقف ورائه الولايات المتحدة الأمريكية التى تستخدم إيران أداة لتحقيق ذلك.

وأكد عبد السلام، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من اليمن، أن المنطقة يعد لها مشروع سايكس- بيكو جديد قائم على أساس عرقى طائفى يسعى لتقسيم العراق إلى سنة وشيعة وأكراد، وتقسيم اليمن إلى طائفتين، مؤكدا أن التوجه الجديد الرامى لتقسيم المنطقة يدعمه الغرب بقوة، مؤكدا أن تلاقى المصالح الإيرانية مع الغرب يدفعهم للعبث بأمن المنطقة العربية، مشيرا إلى أن الغرب لا يرغب فى أن تظل الدول العربية متماسكة ومتحالفة، متمنيا أن تستمر المملكة العربية السعودية ودول التحالف العربى على إعادة التحالفات والتماسك والتكتل العربى المشترك وضم تحالفات جديدة كتركيا وباكستان لإنقاذ المنطقة من السقوط فى مستنقع الطائفية.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

يحيا العرب

يحيا العرب

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة