حكاية الفراعنة و"الاشتغالات" .. المومياء تحتوى "ريش طيور وقشر بيض"

الجمعة، 15 مايو 2015 04:00 م
حكاية الفراعنة و"الاشتغالات" .. المومياء تحتوى "ريش طيور وقشر بيض" جدارية فرعونية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المصريون يملكون حسا من السخرية وقدرة كبيرة على التعامل مع الظروف المحيطة بهم والتى تصل لمرحلة العالم كما حدث مع " هيرودوت" الذى يطلق عليه أبو التاريخ، والذى أكد أن الكهنة المصريين أبلغوه بأنه كانت هناك قارة غارقة وأنهم جاءوا منها، ولكن ليس من الحكمة أن يطلعوا الشعب على كل تلك الأمور حتى لا يفسد وجدانه وعقله.

كما "هيرودوت " الذى جاء بعد بناء هرم خوفو بـ200 سنة ، خدعه المصريون وأوهموه بحكاية أن أحد الأهرامات بني بالدعارة، حيث إن ابنة خوفو طلب منها والدها ممارسة البغاء ليعطيها الرجال الحجارة لاستكمال بناء الهرم.

ولكن أغرب الاشتغالات التى قام بها المصريون كانت مع أنفسهم وذلك بعد أن أعلن خبراء بريطانيون أنهم اكتشفوا ما وصفوه بالفضيحة فى صناعة مومياوات الحيوانات فى مصر القديمة، حيث كشف مشروع للمسح الضوئى فى متحف مانشستر وجامعة مانشستر بأن نحو ثلث لفافات الأقمشة التى كان من المفترض أن تحوى المومياوات كانت فارغة من الداخل.

والظاهر أن المصريين استغلوا حاجة بعضهم الملحة لتقديم قرابين عبارة عن حيوانات للآلة وكان المفروض على الكهنة أن يحنطونها ويرسلونها للآلة لكن الكهنة كان لهم تفكير مغاير فكانو يأخذون الحيوانات ويضعون بدلا منها خرقا فارغة، ويعتقد الباحثون أنه ربما كانت هناك رغبة شديدة للحصول على هذه المومياوات كقرابين دينية، وربما تجاوز الطلب على هذه المومياوات الكميات المتوفرة منها، فلجأ المحنطون لهذه الحيلة.
وجرى تحليل أكثر من 800 من المومياوات لحيوانات تضم قططا وطيورا وتماسيح باستخدام الأشعة السينية والأشعة المقطعية بالكمبيوتر، وأظهرت الدراسة أن نحو ثلث اللفافات التى جرى فحصها تحتوى على حيوانات كاملة وكانت محفوظة جيدا بصورة لافتة، وهناك ثلث آخر يحتوى على بقايا لمومياوات حيوانات ليست كاملة، لكن باقى اللفافات كانت فارغة، وأوضحت أن الأقمشة فى المقابل كانت مبطنة بأشياء أخرى، حيث كانت توجد هناك بشكل أساسى مواد عضوية مثل الطين والعصى والقصب، والتى كانت متناثرة فى ورش عمل المحنطين، وأيضا أشياء مثل قشر البيض والريش المرتبطة بالحيوانات، لكنها ليست الحيوانات نفسها".

وأوضح كامبل برايس، أمين قسم الآثار المصرية والسودانية فى متحف مانشستر، والذى سيقيم معرضا لمومياوات الحيوانات فى أكتوبر:"نعلم أن المصريين كانوا يعبدون الآلهة فى صورة حيوانات، والمومياء الحيوانية كانت تمنح الشخص (المصرى القديم) نوع من العلاقة مع عالم الآلهة."

وأضاف: "كان يمكنك (فى مصر القديمة) أن تذهب إلى مكان خاص وتشترى مومياء حيوان وتستخدم نوع من المقايضة، ثم تمنحها (المومياء) إلى أحد الكهنة الذى يجمع مجموعة من المومياوات الحيوانية ويدفنها."

وجرى اكتشاف حوالى 30 سردابا كبيرا للموتى فى مصر ممتلئة عن آخرها من الأرض حتى السقف بملايين المومياوات. وكانت كل مقبرة مخصصة لنوع واحد من المخلوقات، مثل الكلاب والقطط والتماسيح وأبو منجل والقردة، ويعتقد العلماء أن المصريين القدماء حنطوا ما يصل إلى 70 مليون حيوان.


موضوعات متعلقة..


تعرف على رموز وعناصر الحضارة الفرعونية فى بيت السنارى





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة