المعروف أن الرياضة بمعزل عن الساسية، وغير مستحب للرياضيين أن يفصحوا عن هويتهم السياسية، أو عن دعمهم لحزب معين، وإلا كان نتيجة الكشف عن انتماءاتهم السياسية أن يضعوا أنفسهم أمام فوهة مدافع النقد التى ستصوب إليهم، خاصة من المخالفين لهم فى التوجه السياسى.
طبيعة الرياضى تجبره على الفصل بين كونه رياضيًا يمارس نشاطًا معينًا، وبين كونه مواطنًا يكشف عن انتماءاته السياسية، لاسيما أن ميثاق شرف اللجنة الأولمبية الدولية، والاتحاد الدولى لكرة القدم وغيرهما من الاتحادات والمنظمات الدولية التى ترعى الرياضة تشجب وتستنكر من يستخدم أو يستغل الرياضة لنشر أفكار سياسية.
العديد من الرياضيين فتحوا صدورهم لسهام النقد بعدما أعلنوا بشكل ضمنى أو صريح عن انتماءاتهم السياسية وميولهم الإخوانية، وزاد الطين بلة، بعد رحيل الرئيس المعزول محمد مرسى، وصدور حكم قضائى بإقرار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، ومنع أعضائها من المشاركة فى أى أعمال سياسية، بخلاف منع تصرفهم فى أموالهم، وتجميد كل أرصدتهم بعد تشكيل لجنة لحصر أموال الإخوان.
ملف تجميد أموال محمد أبوتريكة، نجم الأهلى المعتزل، الخاصة بشركته السياحية "أصحاب تورز"، أثار التساؤلات عن موقف اللاعبين الذى أفصحوا عن انتماءاتهم السياسية وميولهم الإخوانية، لاسيما أن هناك العديد من الرياضيين من تضامنوا مع قضية الإخوان ضمنيًا عن طريق دعم الجماعة فى الاستحقاقات السياسية، ومنهم من شارك فى الاعتصامات التى نظمها الإخوان فى سبيل دعم قضيتهم، ومحاولة الحفاظ على بقائهم فى سدة الحكم بعد إنهاء حكمهم فى الثالث من يوليو 2013.
كثير من نجوم الرياضة من تحوم حولهم شبهة الانتماء إلى الجماعة بسبب مواقفهم المختلفة، مثل محمد أبو تريكة وهادى خشبة مدير قطاع الكرة السابق بالأهلى وهانى العقبى نجم الأهلى الأسبق وسمير صبرى لاعب إنبى السابق وحمدى شعبان وناصر صادق الحكم الدولى السابق وعلى فرج حارس مرمى الاتحاد السكندرى وعبد الله رجب لاعب التليفونات السابق وأحمد عبد الظاهر مهاجم الأهلى الحالى ومحمد يوسف بطل الكونغ فو وهبد الرحمن الطرابيلى بطل المصارعة.
محمد أبو تريكة
أثار محمد أبو تريكة علامات لغط كثيرة، ودفع العديد إلى مهاجمته بعد إعلانه فى فيديو مسجل دعمه لحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين وللمرشح الرئاسى محمد مرسى قبيل الانتخابات الرئاسية.
وقال تريكة فى الفيديو الذى دعم فيه مرشح جماعة الإخوان المسلمين، والذى لا تتعدى مدته 30 ثانية: "لم أجد سوى مشروع النهضة، ومصر محتاجة لمؤسسة كبيرة مثل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين، ومنتشرة فى ربوع مصر، وده حرصًا منى، وحاسس إنهم بيعملوا بحب وإخلاص، وأرى أن نكون داعمين لمحمد مرسى ليكون رئيسًا للجمهورية".
وقال تريكة فى فيديو آخر: "حرصًا منى على إبداء الرأى والرأى الآخر، ويبقى فيه حرية من نتاج ثورة 25 يناير، شايف إن البلد محتاجة للإسلام وتمشى بالشريعة الإسلامية، وفى ظل المعطيات والمرشحين الموجودين لم أجد غير مشروع النهضة، وهو الجسر اللى يحمل مصر إلى قيادة العالم، سببين مباشرين خلونى مقتنع اللى بتعمله الجماعة فى سبيل رفعة الوطن، الأول حينما استبدل الشاطر لم يُبدِ غضبًا بل رحب بسعة صدر، وده يدل على إنكار الذات، ومصر بحاجة إلى جماعة كبيرة بحجم الحرية والعدالة، وده اللى خلى الواحد يقبل ويقول رأيه فى القضية بصدق وشفافية، وحبًا لمصر أرى أن نكون داعمين لمحمد مرسى ليكون رئيسًا للجمهورية".
واتجه تريكة إلى مجال التجارة بعد اعتزال كرة القدم، وحصل على نسبة كبيرة من شركة "أصحاب تورز السياحية"، ويشاركه فيها أحد رموز الجماعة والمتورط فى قضايا جنائية، وهو ما دفع لجنة حصر الأموال إلى تجميد أموال الشركة بما فيهم أموال نجم الأهلى السابق.
هادى خشبة
كشف هادى خشبة، مدير قطاع الكرة السابق بالأهلى، عن انتمائه إلى جماعة الإخوان بسبب موقفه من دعم الرئيس المعزول محمد مرسى هو الآخر، وشارك خشبة فى العديد من الندوات.
وقال فى فيديو يدعم مرشح الجماعة: "طاعة لله وحرصًا على مصلحة الوطن نؤيد محمد مرسى رئيسًا للجمهورية، طاعة لله لتطبيق شرع الله، وحرصًا على الوطن لتطبيق مشروع النهضة، ليس فقط لأنه قامة علمية، وليس فقط لأنه مناضل سياسى عبر تاريخه، وليس فقط لأنه أفضل برلمانى فى 2005، ولكن نظرًا لأن هذا الرجل يحمل مشروعًا وفق منظومة متكاملة لها 84 سنة تضحى من أجل الله".
سيد عبد الحفيظ
ظهر سيد عبد الحفيظ، مدير الكرة السابق بالأهلى، فى مظاهرات رابعة العدوية المؤيدة لجماعة الإخوان بعد التقاطه صورة تذكارية مع أعوان الرئيس المعزول محمد مرسى، ما أسفر وقتها عن غضب مسؤولى القلعة الحمراء من تصرفاته، إضافة إلى استياء اللاعبين منه بعد منعهم من المشاركة فى ثورة 30 يونيو التى أطاحت بنظام الإخوان.
وعلق عبد الحفيظ على صورته المنتشرة مع مؤيدين للرئيس المعزول، قائلاً: "أنا كنت بصلى الجمعة فى شارع الطيران، ولم أركز على البوستر الذى تواجد مع الشخصين، ولو رأيته لن أمنعهم، لأنهم أحرار فى انتمائهم للإخوان".
هانى العقبى
كشف هانى العقبى، المدير الفنى الحالى لتليفونات بنى سويف، ولاعب الأهلى الأسبق، عن انتمائه إلى جماعة الإخوان من خلال تصريحاته المتواصلة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، منذ عزل محمد مرسى عن الحكم بعد ثورة 30 يونيو، ولم يستطع الفصل بين الكرة والسياسة.
قال هانى العقبى فى تعبيره عن دعم القضية الإخوانية فى تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "الناس اللى زعلانة وبتتريق على مؤيدى الدكتور مرسى علشان بيقولوا إنه راجع وفاتت سنة ومرجعش هما مش شايفين الزمالك بقاله عشر سنين بيقول راجع ولسه مرجعش لغاية دلوقتى والزملكاوية هما القدوة فى سنظل أوفياء".
ولم يكتف العقبى بذلك فعندما قررت المحكمة إخلاء سبيل القيادى الإخوانى حلمى الجزار على خلفية أحداث النهضة، أعرب لاعب الأهلى السابق عن سعادته الكبيرة بالخبر مبديا اعتراضه على الكفالة التى قدرت بـ100 ألف جنيه.
محمد رمضان
كشف محمد رمضان، لاعب الأهلى الأسبق، عن انتمائه لجماعة الإخوان فى مؤتمر لتأييد الرئيس المعزول محمد مرسى خلال الدعاية الانتخابية قبيل حكم الإخوان، بقوله: "لماذا الدكتور مرسى؟ أريد حاكمًا بشرع الله ولا ينتمى لأمريكا وإسرائيل".
وقال محمد رمضان فى مؤتمر الدعاية لمرسى إنه يريد رئيسًا لا ينهب أموال المصريين كما كان يحدث فى الماضى، مطالبًا بحكم الشريعة فى مصر من خلال مرسى، ليُردد أنصار المعزول هتافات التأييد.
سمير صبرى
لاعب إنبى السابق عبر بشكل صريح عن تضامنه مع جماعة الإخوان، وشارك فى الاعتصامات والمظاهرات التى نظمتها الجماعة من أجل التنديد بعزل الرئيس السابق، وانضم إلى اعتصام ميدان النهضة، ودائمًا ما كان يحث الناس على تبنى قضية الإخوان، والمطالبة بعودة مرسى لسدة الحكم، وظهر كثيرًا فى الوقفات والمسيرات التى دعا إليها حزب الحرية والعدالة.
أحمد عبد الظاهر
يُعد أحمد عبد الظاهر، مهاجم الأهلى، من أبرز لاعبى الكرة الذين أعلنوا مناصرتهم لجماعة الإخوان المسلمين، خاصة بعدما احتفل مهاجم الأحمر بهدفه فى مرمى أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقى فى إياب نهائى بطولة إفريقيا 2013، برفع إشارة "رابعة".
وأحدث تصرف مهاجم الأهلى صدى واسعًا دفع مجلس إدارة النادى الأهلى وقتها لإصدار قرار بعرض اللاعب للبيع، فضلًا على حرمانه من مكافأة الفوز بالبطولة الإفريقية، ولم يكن اتحاد الكرة بعيدًا عن عقاب اللاعب، فأصدرت الجبلاية قرارًا بإيقاف اللاعب سنة عن التمثيل الدولى للمنتخب الوطنى.
محمد حمص
أفصح محمد حمص، نجم الإسماعيلى السابق، لاعب وادى دجلة الحالى، عن انتمائه للجماعة خلال حضوره مؤتمرًا لتأييد الرئيس المعزول محمد مرسى، وقال حمص: سعيد جدًا أن أكون موجودا وسط أهلى وأحبابى، جاى من الإسماعيلية لتأييد الدكتور مرسى، وتأييدى له لثلاثة أسباب، الأول أنه عالم جليل ومناضل سياسى وإنسان متواضع، والثانى الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح أيدت الدكتور مرسى، والثالث وهو الأهم مشروع النهضة، مشروع نهضة إسلامية، ووراءه كيان ومؤسسة تدعمه.
حمزة الجمل
كما أفصح حمزة الجمل، نجم الإسماعيلى الأسبق، عن تأييده لمحمد مرسى بعدما شارك فى حملته الانتخابية، بأنه قوى أمين ويجب دعمه لولاية مصر، قائلاً خلال أحد مؤتمرات دعم مرشح الجماعة: "مطلوب مرشح ينصر الدين.. أسأل الله عز وجل أن يفتح له جميع قلوب المصريين".
عبد الله رجب
لاعب وسط إنبى السابق وتليفونات بنى سويف السابق، تضامن مع القضية الإخوانية، وشارك فى اعتصام النهضة مع مؤيدى الرئيس المعزول، وقال فى فيديو سابق على يوتيوب: "جايين نقف مع إخواتنا فى ميدان النهضة، وإحنا سلميين وناس كويسين ونقدم رسالة".
حمدى شعبان
الحكم الدولى السابق حمدى شعبان، كشف عن ميوله السياسية بعدما شارك فى العديد من الوقفات والمسيرات المؤيدة للرئيس المعزول، وشارك فى اعتصام النهضة، وقال الحكم الدولى فى فيديو مذاع على موقع يوتيوب: "بنشارك بعد أفراحنا، ونشارك بعد أحزانا، وبنوجه رسالة للعالم إن إحنا سلميين والرياضة أكتر شىء بتحرص على السلم والسلامة والروح الرياضية".
ناصر صادق
عُرف ناصر صادق الحكم الدولى السابق، بميوله وتأييده لجماعة الإخوان المسلمين ومرشحهم الرئاسى محمد مرسى، وشارك فى العديد من الأحداث الداعمة للرئيس المعزول.
كما شن صادق هجوما عنيفا على مسئولى النادى الأهلى، بسبب موقف النادى من أحمد عبد الظاهر لاعب الفريق الأحمر بعد رفعه لإشارة رابعة، قائلا: "أبو تريكة وعبد الظاهر أدخلوا الفرحة فى قلوب المصريين"، فى إشارة منه لانتمائهم للجماعة الاسلامية.
أضاف ناصر صادق فى هجومه على الدولة المصرية أن هناك كبتا للحريات طبقاً للانتماء السياسى، فى إثارة منه لجماهير النادى ضد إدارته والدولة بقوله: "إننا نعود للخلف والقرار قنبلة نووية"، بعد قرار استبعاد عبد الظاهر من المشاركة فى كأس العالم للأندية بالمغرب.
على فرج
الأمر نفسه ينطبق على على فرج، حارس مرمى الاتحاد السكندرى، الذى عبر عن تأييده لجماعة الإخوان ومرشحها السابق محمد مرسى، وقال فى فيديو سابق على موقع يوتيوب: "بندعم الرياضيين ضد الانقلاب، وهنا أكثر أمانا".
بطل الكونغو فو "محبوس"
يُعتبر محمد يوسف، بطل العالم فى لعبة الكونغو فو من أبرز الرياضيين الذين جهروا برأيهم بشأن مساندة جماعة الإخوان المسلمين، فعندما توّج بالميدالية الذهبية فى دورة الألعاب القتالية التى أقيمت بمدينة سان بطرسبرج الروسية فى أكتوبر 2013 لم يتوان فى رفع علامة العدوية بعد الفوز، ثم ارتدى تى شيرت مطبوع عليه علامة رابعة، تأكيدًا منه على تضامنه مع القتلى الذين سقطوا فى رابعة، أثناء مراسم تسلم الميداليات.
قصة بطل الكونغو لم تنته عند المجاهرة بمناصر علامة الرابعة أو ما تبعها من ردود أفعال واسعة منها شطب اللاعب من سجلات اتحاد الكونغو فو بعد طلب وزير الرياضة آنذاك طاهر أبو زيد، قبل أن تتم سحب الميدالية ومكافأة التتويج باللقب العالمى.
تخيل الجميع أن محمد يوسف اسم تم حذفه من سجلات الرياضة، لكن بعد مرور عام على الواقعة فوجئ الجميع بنبأ القبض على بطل الكونغو فو بتهمة حماية تظاهرات جماعة الإخوان المسلمين.
مناصرة الإخوان تُكلف المُصارع حياته
وفى واقعة أخرى تزيد مأساوية فى نهايتها عن واقعة بطل الكونغو فو، لقى عبد الرحمن الطرابيلى، بطل مصر فى المصارعة الرومانية، مصرعه، إثر تعرضه لطلق نارى أمام قسم العرب ببورسعيد، خلال إحدى المسيرات التى نظمها أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسى اعتراضًا على فض اعتصامات مؤيدى مرسى فى عام 2013.