سلاف فواخرجى: أتعامل مع التمثيل كهاوية.. والفنان بلا رأى وطنى جسد بلا روح

نجحت النجمة السورية سلاف فواخرجى فى أن تحجز لنفسها مكانا فى قلوب الجمهور المصرى والعربى بشكل عام، وذلك من خلال تقديمها لعدة أعمال مصرية بعد مشوار طويل مع السينما والدراما السورية، حيث قدمت فى مصر بطولة مسلسلى «أسمهان» و«كليوباترا»، فضلا عن مشاركتها فى بطولة فيلمى «حليم» و«ليلة البيبى دول».

سلاف تميزت بأدائها المختلف، فضلا عن ملامحها الجذابة، ولم تخش تأثر شعبيتها بآرائها الموالية للنظام السورى.

النجمة السورية عادت إلى مصر فى زيارة سريعة بعد فترة غياب 3 سنوات.
عن سر هذا الغياب وآرائها فى الأزمة السورية وأعمالها الفنية الجديدة، كان لنا معها هذا الحوار.

ما سبب غيابك المفاجئ عن مصر 3 سنوات بعدما أصبح لكِ جمهور فيها ينتظر أعمالك؟

- غيابى لم يكن مقصودا، ولكن رغم أنفى، لأننى أعشق مصر وجمهورها الطيب، حيث كنت مشغولة بأوضاع سوريا التى يسيل دماء أبنائها كل يوم، إضافة إلى انشغالى فى تقديم عدة أعمال بسوريا، ما بين السينما والدراما، ومؤخرا كنت أصور مسلسل «حرائر»، مع المخرج باسل الخطيب، وقبلها كنت أقدم مسلسلا بعنوان «حارة المشرقة»، وأنتظر عرضه حاليا، فضلا عن تقديمى لمسلسل آخر مع المخرج سمير حسين، كذلك قدمت أعمالا للسينما السورية تناقش الأزمة منها فيلم «مريم»، وفيلم «بانتظار الخريف»، الذى أود القول من خلاله إننا ننتظر الخريف والمطر والخير والأمل بعد الربيع الأسود، كذلك أخرجت فيلما بعنوان «رسائل الكرز»، وهو عمل يتحدث عن أرض الجولان المحتلة فى إطار قصة رومانسية، وأنا الآن أواصل قراءة عدة أعمال مصرية للسينما والدراما، لأقدم بعضها خلال الفترة المقبلة، خاصة بعد أن توقف أكثر من عمل لى مصرى بسبب الأزمة الاقتصادية التى مرت بها السينما المصرية والعربية بشكل عام، وأعد جمهورى المصرى المحبب لقلبى أننى سأعود بأعمال مصرية متميزة قريبا.

وما المعايير التى تقبلين من خلالها الدور سواء كان مصريا أم سوريا؟

- منذ أن عملت بالوسط الفنى، وأنا أتعامل مع الفن بروح الهاوية، ولا أهتم بالكم بقدر الكيف، فلا يهمنى أن أتواجد بأعمال كل عام، بقدر أن أقدم شيئا جديدا يقدمنى بشكل جيد كفنانة، ويكون هذا العمل حاملا لرسالة أو هدف، وهو ما حرصت عليه أكثر خلال السنوات الأخيرة، فقد خصصت جهدى لتقديم أعمال تتناول الأزمة السورية.

جسدت السيرة الذاتية لـ«أسمهان»، وكذلك الشخصية التاريخية «كليوباترا»، فما الشخصية التى تحلمين بتقديمها؟

- لا توجد شخصية بعينها، فالدور الجيد والسيناريو المناسب أقدمه، سواء كان سيرة ذاتية، لشخصية تاريخية أم فنية أو غير ذلك، فالسيناريو الذى يحرك حياتى وخيالاتى لا أتردد فى تقديمه، وأتمنى تقديم شخصيات مختلفة ومتعددة تستمر مع الجمهور.
عُرف عنكِ ولاؤك الشديد للرئيس السورى بشار الأسد منذ بداية الثورة، فهل تأثرت شعبيتك من

المعارضين له، بسبب آرائك السياسية؟

- أنا لا أقول آراء سياسية، ولكن أقول آراء وطنية، فوطنى يبكى وينزف، ولابد أن أقول كلمة حق ببساطة، وحرصت على التواجد طوال هذه الفترة بسوريا، لأننى أرفض أن أترك بلدى فى ظل هذه الظروف، فالموت فى سوريا من أجل الوطن شرف، ولا يجوز أيضا أن أمتنع عن الحديث عن بلد اخترقه متاجرون بالإسلام والدين، وكيف أُحرم من رأيى السياسى، لمجرد أننى فنانة، فلا يجوز هذا، وإن كانت شعبيتى قد تأثرت بسبب آرائى الوطنية، فلن يشغلنى هذا، ولو كسبت الفن والدنيا كلها وخسرت وطنى، فسأصبح إنسانة بلا روح، والفن بلا وطن لا معنى ولا قيمة له.

إذن ما تعليقك على أن الرئيس بشار قتل الكثير بسبب هذه الثورة؟

- أرفض هذا بشكل قاطع، فالرئيس بشار يحافظ على وطن تم اختراقه، وقبل الثورة كانت سوريا تعيش انفتاحا على كل الأصعدة وفى مختلف مجالات الحياة، كما أن الشعب السورى هو من يتمسك بالرئيس حتى الآن، وهذا سبب بقائه فى الحكم، إذن فكيف يعقل هذا الكلام؟، ولولا إرادة الشعب السورى، ما كانت سوريا صمدت ضد كل هذه الأحداث خلال الـ4 سنوات.

وما الرسالة التى توجهينها للرئيس بشار الآن؟

- أقول له ربنا يحفظك ويحميك، إحنا معاك كشعب سورى، ومؤمنين بهدفك النبيل وبحكمتك وبتضحياتك وحبك للشعب السورى، وأوجه رسالة للرئيس السيسى أيضا وأقول له «ثبتك الله على الحق»، وأتمنى أن تعود مصر وسوريا إيد واحدة، فالبلدان هكذا منذ قديم الأزل، ومنذ نشأة الأرض.
وكيف ترين الفنانين السوريين الذين رفضوا التعبير عن آرائهم خشية أن تنتقص شعبيتهم وجمهورهم؟
- لا أريد الحديث عنهم، لأننى أنشغل بالأهم، وهو عودة الأمن والاستقرار لوطنى سوريا، والشعب السورى هو الأجدر بهذا الحكم، وأتمنى أن تنتهى كل الأحداث الدامية بسوريا فى أقرب وقت ممكن، ورغما عن أنف كل من يسعى لاستمرار الخراب فيها.

ما رؤيتك للمشهد السورى الحالى.. وكيف ترين الثورات بمختلف الدول العربية؟

- أنا لا أعترف بثورات الربيع العربى، لأنها سفكت دماء وقتلت شعوب، وراح ضحيتها أبرياء ودمرت دولا كاملة، وأرفض هذا المسمى، لأنها أتت بخراب عربى، وفيما يتعلق بالوضع الحالى فى سوريا فأنا متفائلة بالقادم، وبمشيئة الله ستزول كل هذه الأزمات المحيطة بنا، وسيحفظها الله، ولن تسقط فى يد القتلة.