فى مؤتمر الأمراض التنفسية بتركيا.. الأطباء يؤكدون: ملايين البشر يعانون من الربو والانسداد الرئوى المزمن والتليف الرئوى مجهول السبب فى الوطن العربى.. وأزمات التشخيص والعلاج الخاطئ تؤدى إلى الوفاة

السبت، 11 أبريل 2015 09:12 م
فى مؤتمر الأمراض التنفسية بتركيا.. الأطباء يؤكدون: ملايين البشر يعانون من الربو والانسداد الرئوى المزمن والتليف الرئوى مجهول السبب فى الوطن العربى.. وأزمات التشخيص والعلاج الخاطئ تؤدى إلى الوفاة مؤتمر الأمراض التنفسية بتركيا
كتبت فاطمة ياسر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عقد اليوم مؤتمر طبي بعنوان "الأمراض التنفسية" تحت رعاية إحدى الشركات العالمية، وضم المؤتمر الذى انعقد بدولة تركيا نخبة من الخبراء الدوليين والإقليميين بغرض تسليط الضوء على الاحتياجات التى لم يتم تلبيتها حتى الآن فيما يتعلق بهذه الأمراض، باعتبارها تحديًا رئيسيًا يحول دون توفير العلاج الفعال لمرضى الجهاز التنفسى.

وفى هذا السياق، أشار دكتور محمد مشرف، المدير الطبى لشركة بوهنجر انجلهايم لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، إلى أن التغييرات المناخية والبيئية، بالإضافة إلى ضعف السيطرة على المرض، من الأسباب الرئيسية المؤدية إلى زيادة معدل انتشار الربو فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهذا المرض "مرض الانسداد الرئوى المزمن (COPD)" يصنف رابع الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يصبح ثالث تلك الأسباب بحلول عام 2030، ويُقدر متوسط معدل انتشار مرض الانسداد الرئوى المزمن بنسبة 3.6% فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتزداد نسبة الانتشار على مستوى البلاد العربية، ففى الإمارات العربية المتحدة 1.9%، وفى المملكة العربية السعودية 2.4%، وفى مصر 3.5%، وفى لبنان 5.3%، وفى الجزائر 3.7%، وفى المغرب 2.2%، وفى تونس 3.7%.

وأضاف أن مرض التليف الرئوى مجهول السبب (IPF) يتراوح بين 14 إلى 43 شخصا من كل 100,000 شخص فى أنحاء العالم، وقد برزت مشكلة قلة توافر البيانات المتعلقة بمعدلات الانتشار فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، باعتبارها أحد التحديات الرئيسية.

وأكد أن هدف المؤتمر تسليط الضوء على الاحتياجات التى لم يتم تلبيتها حتى الآن فيما يتعلق بالتعامل مع الأمراض التنفسية المزمنة مثل الربو، والانسداد الرئوى المزمن، والتليف الرئوى مجهول السبب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتصيب هذه الأمراض التنفسية ملايين البشر فى المنطقة، ولكن يمكن السيطرة على المضاعفات ومعاناة المرضى من خلال المعالجة الفعالة.

كما سلط المؤتمر الضوء على مشكلتى التشخيص المتأخر والتشخيص الخاطئ، باعتبارهما من التحديات الرئيسية أمام السيطرة على انتشار المرض، ومن أجل تشجيع التوعية الدقيقة والصحيحة بكل حالة بهدف إجراء التشخيص الدقيق وتحسين النتائج لدى المرضى من خلال المعالجة الفعالة.

وفى سياق آخر، تحدث الدكتور مدحت عبد الخالق أستاذ الأمراض الصدرية والعناية الحرجة ورئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم الرئوى بجامعة القاهرة، قائلا: "عادة ما نصادف حالات للانسداد الرئوى المزمن تم تشخيصها سابقًا بطريق الخطأ على أنها ربو، ما يؤدى إلى وصف علاج غير مناسب ونتائج دون المستوى المثالى للمريض، وغالبًا ما يرجع سبب الخطأ فى التشخيص إلى الخلط التشخيصى بين الانسداد الرئوى المزمن والربو فى مرضى العناية، مؤكدا الحاجة إلى زيادة الوعى بالفروق بين الحالتين من أجل تعزيز التعامل والمعالجة المثالية للمرضى".

ويشير أستاذ الأمراض الصدرية إلى أن مرض الانسداد الرئوى المزمن يعتبر من الأمراض الرئوية الشائعة، والتى يحدث فيها ضيق تدريجى فى المسالك التنفسية، مما يؤدى إلى صعوبات فى التنفس، وهذا المرض هو رابع الأسباب الرئيسية للوفاة على مستوى العالم، ومن المتوقع زيادة معدلات انتشاره ووفياته فى العقود القادمة ليصبح ثالث أسباب الوفاة فى العالم بحلول عام 2030.

وأضاف د.مدحت أن السيطرة على الأعراض فى حالة مرض الربو ليست على المستوى المثالى بكثير فى منطقة الخليج والشرق الأدنى فى ظل ارتفاع معدلات زيارة المرضى بأقسام الطوارئ، ويرجع سبب ضعف السيطرة على المرض إلى الخطأ فى التشخيص، والعلاج غير الصحيح، والتدخين، والتهاب الأنف المصاحب، وعدم الالتزام المتعمد أو غير المتعمد بالعلاج، مؤكدا أنه تمّ تحديد عوامل الخطر الأساسية لمرض الربو، والانسداد الرئوى المزمن والتليف الرئوى مجهول السبب فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أنها تلوث الهواء، والغازات السامة، والمواد الكيمياوية، والتدخين (السجائر، النارجيلة، الشيشة) والعواصف الرملية.

ويقول الدكتور حبيب غديرة، رئيس قسم الأمراض الصدرية فى مستشفى عبد الرحمن مامى فى تونس، إنه "فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تزال الحاجات الملحة التى لم يتم تلبيتها فى التعامل مع مرض الربو تتفاقم، ما يؤدى إلى استمرار الأعراض، وتفاقم المرض، ودخول المستشفيات، والانقطاع عن العمل وأخيرًا الوفاة، ورغم حصول المرضى على علاجات مداومة فإن نسبة 40% على الأقل من المرضى لا تزال تعانى من الأعراض، ولا بدّ الآن من إيجاد علاج ترميمى جديد لكى نتمكن من مساعدة المرضى للوصول إلى نتائج مثالية".

ويضيف أنه يبقى حوالى 49.5% من إجمالى الأشخاص المصابين بالانسداد الرئوى المزمن بدون علاج، ويتعرض 47.5% منهم لأزمات رئوية، ويتفاقم المرض عندما تزداد الأعراض سوءًا بسرعة، ومن الملاحظ زيادة العبء الاقتصادى والاجتماعى لمرض الانسداد الرئوى المزمن والربو من جراء التشخيص المتأخر، وفى دولة الإمارات العربية المتحدة تمّ تقدير التكلفة المباشرة الإجمالية لعلاج 139,092 مريضا من مرضى الربو بحوالى 105 ملايين درهم (29 مليون دولار أمريكى) فى أبوظبى، بالمقارنة بمبلغ 88 مليون درهم (24 مليون دولار أمريكى) فى دبى.

أما التليف الرئوى مجهول السبب فهو مرض رئوى نادر، لكنه موهن للصحة ومميت بمعدلات وفاة مرتفعة، وهو يصيب المرضى فوق سن الخمسين ويصيب الرجال أكثر من النساء، ويحدث ندبات مستديمة فى الرئتين، وصعوبة فى التنفس، كما يقلل من مقدار الأكسجين الذى تزود به الرئتان الأعضاء الرئيسية للجسم، ويموت نصف المرضى تقريبًا فى غضون سنتين إلى ثلاث سنوات من تشخيص إصابتهم بالمرض.

أما الدكتور لوقا ريكيلدى، أستاذ طب الأمراض التنفسية، رئيس وحدة مرض الرئة الخلالى فى جامعة ساوث هامبتون، بالمملكة المتحدة فقال: "التليف الرئوى مجهول السبب مرض نادر، وعادة ما نصادف مرضى لم يسمعوا بهذا المرض، ويمكن أن يتسم تشخيص مرض التليف الرئوى مجهول السبب بالصعوبة، لأنه يتطلب اختبارات تشخيصية معينة مثل تصوير الرئة باستخدام أشعة مقطعية عالية الدقة، ويتراوح متوسط الوقت فيما بين الأعراض الأولية والتشخيص ما بين سنة وسنتين، ويعتبر التشخيص المتأخر أحد التحديات الرئيسية لأن التفاقمات الحادة لمرض التليف الرئوى مجهول السبب تقلل بدرجة كبيرة من فرص المريض فى البقاء على قيد الحياة، ومن هنا تأتى أهمية التشخيص المبكر والدقيق لمرض التليف الرئوى مجهول السبب، من أجل التعامل مع الحالة وتحسين نوعية الحياة".


جانب من المؤتمر -اليوم السابع -4 -2015
جانب من المؤتمر


دكتور حبيب غديرة رئيس قسم الأمراض الصدرية فى مستشفى عبد الرحمن مامى فى تونس -اليوم السابع -4 -2015
دكتور حبيب غديرة رئيس قسم الأمراض الصدرية فى مستشفى عبد الرحمن مامى فى تونس


دكتور لوقا ريكيلدى أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس وحدة أمراض التليف الرئوى فى جامعة ساوث هامبتون فى المملكة المتحدة -اليوم السابع -4 -2015
دكتور لوقا ريكيلدى أستاذ الأمراض الصدرية ورئيس وحدة أمراض التليف الرئوى فى جامعة ساوث هامبتون فى المملكة المتحدة


دكتور مدحت عبد الخالق أستاذ الأمراض الصدرية والعناية الحرجة ورئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم الرئوى فى جامعة القاهرة  -اليوم السابع -4 -2015
دكتور مدحت عبد الخالق أستاذ الأمراض الصدرية والعناية الحرجة ورئيس وحدة ارتفاع ضغط الدم الرئوى فى جامعة القاهرة


دكتور محمد مشرف المدير الطبى فى شركة بوهنجر انجلهايم لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا -اليوم السابع -4 -2015
دكتور محمد مشرف المدير الطبى فى شركة بوهنجر انجلهايم لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة