العالم يحتفل باليوم العالمى للمسرح.. وفى مصر المسارح مجانا للجمهور

الجمعة، 27 مارس 2015 01:16 م
العالم يحتفل باليوم العالمى للمسرح.. وفى مصر المسارح مجانا للجمهور المخرج البولدنى كريستوف ورليكوفسكى
كتب جمال عبد الناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحتفل اليوم العالم كله والمهتمون بالمسرح باليوم العالمى للمسرح 27 مارس وتحتفل كل دولة بطريقتها ولكن الأساس عند الجميع هو نشر رسالة وكلمة معدة سابقا يكتبها أحد رموز المسرح فى العالم والتى كتبها هذا العام المخرج البولندى كريستوف ورليكوفسكى، وترجمتها إلى العربية الدكتورة نهاد صليحة رئيس المركز المصرى للمعهد الدولى للمسرح.

بدأ الاحتفال بهذا اليوم إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفلندى للمسرح الناقد والشاعر والمخرج أرفى كيفيما إلى منظمة اليونسكو فى يونيو عام 1961 وجرى الاحتفال الأول فى السابع والعشرين من مارس عام 1962، فى باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم.

ومن يومها تم الاتفاق على تقليد سنوى يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة فى العالم بتكليف من المعهد الدولى للمسرح رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من 20 لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم، حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة فى هذه المناسبة، وتنشر فى وسائل الإعلام المسموعة والمرئية.

ــ الكاتب الفرنسى الشهير جان كوكتو أول شخصية ألقت كلمة اليوم العالمى للمسرح


وكان الكاتب الفرنسى جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض فى احتفال العام الأول بباريس وتوالى على كتابتها، منذ ذلك العام ثلاثة وأربعون شخصية مسرحية من مختلف دول العالم، منها: أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا، موريس بيجارت، يوجين يونسكو، أدوارد ألبى، ميشيل ترمبلى، جان لوى بارو، فاتسلاف هافل، سعد الله ونوس، فيديس فنبوجاتير، فتحية العسال، أريان منوشكين.

ــ المخرج الكبير جلال الشرقاوى يلقى الكلمة بعد ترجمتها فى مصر


وسيلقى كلمة اليوم العالمى للمسرح فى مصر اليوم المخرج الكبير جلال الشرقاوى وستفتح اليوم جميع مسارح القاهرة والمحافظات مجانا للجمهور وقد حصل اليوم السابع على كلمة اليوم العالمى للمسرح التى كتبها المخرج البولندى كريستوف ورليكوفسكى:

"إن العثور على الأساتذة الحقيقيين لفن المسرح أمر سهل للغاية بشرط أن نبحث عنهم بعيدا عن خشبته، فهم غير معنيين بالمسرح كآلة لاستنساخ التقاليد أو إعادة إنتاج القوالب أو الصيغ الجامدة المبتذلة، بل يبحثون عن منابعه النابضة وتياراته الحية التى غالبا ما تتجاوز قاعات التمثيل، وحشود البشر المنكبين على استنساخ واحدة أو أخرى من صور العالم، فنحن نستنسخ صورا للعالم بدلا من إبداع عوالم ترتكز على الجدل مع المتفرجين أو تستند إليه، كما تركز على الانفعالات التى تموج تحت السطح، والحق أنه لاشىء يضاهى المسرح فى قدرته على الكشف عن العواطف الخفية.

كثيرا ما ألجأ إلى النثر عله يرشدنى إلى الحقيقة، ففى كل يوم أجدنى أفكر فى هؤلاء الكتاب الذين تنبئوا على استحياء منذ ما يقرب من مائة عام باضمحلال الآلهة الأوروبية، وبذلك الأفول الذى غيب حضارتنا فى ظلام لم نبدده بعد، وأنا أعنى كتابا مثل فرانز كافكا وتوماس مان ومارسل بروست. ويمكننى اليوم أن أضيف إلى قائمة هؤلاء المتنبئين جون ماكسويل كوتزى.

لقد أدركوا جميعا بفطرتهم السليمة أن نهاية العالم قادمة لا محالة، ولا أقصد هنا نهاية كوكب الأرض، بل نهاية النموذج السائد فى العلاقات بين البشر، ونهاية النظام الاجتماعى والانتفاضات الثورية ضده، وما أدركوه بحسهم المشترك هو ما نعانيه الآن بصورة شديدة الحدة، فنحن من عاصرنا نهاية العالم ومازلنا على قيد الحياة، من نحيا وجها لوجه مع الجرائم والصراعات التى تندلع يوميا فى أماكن جديدة بأسرع مما يمكن أن تنقله لنا وسائل الإعلام المنتشرة فى كل مكان ثم لا تلبث هذه الحرائق أن تغدو مملة وتختفى من الأخبار إلى غير عودة، نحن نشعر بالعجز والرعب والحصار.

لم نعد قادرين على تشييد الأبراج، والجدران التى نثابر على تشييدها بعناد لم تعد قادرة على حمايتنا من أى شيء، بل إنها على العكس تطلب من الحماية والرعاية مما يستهلك جزءا هائلا من طاقتنا الحياتية. لم تعد لدينا القوة على محاولة استراق النظر إلى ما يجرى خلف البوابات… خلف الأسوار. ولهذا السبب تحديدا يجب أن يوجد المسرح وأن يستمد قوته من مغالبته، أى من استراق النظر داخل كل المناطق المحرمة.

"تسعى الأسطورة إلى شرح ما لا يمكن شرحه، ولما كانت الأسطورة قائمة على الحقيقة، فلابد أن تنتهى إلى ما يستعصى على التفسير." هكذا وصف كافكا تحول بروميثيوس فى الأسطورة المعروفة، ولدى إحساس قوى بأن المسرح يجب أن يوصف بنفس هذه الكلمات، فهذا النوع من المسرح القائم على الحقيقة، والذى يجد غايته فيما يستعصى على الشرح والتفسير، هو ما أصبو إليه وأتمناه لكل العاملين بالمسرح… سواء كانوا على خشبته أو بين جمهوره … أتمناه من كل قلبى".
* كريستوف ورليكوفسكى








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة