شيماء الشاعر تكتب: طفولتنا أم طفولتكم

الأربعاء، 25 مارس 2015 04:09 ص
شيماء الشاعر تكتب: طفولتنا أم طفولتكم شيماء الشاعر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يشكو الكثير من الأطفال من الملل رغم امتلاء يومهم بالدراسة وبالبرامج والأنشطة الرياضية والفنية، ورغم امتلاء غرفهم بالألعاب، وهو ما يؤدى إلى شعور الأمهات والآباء بالذنب، ويدفعهم إلى البحث عن ألعاب جديدة أو زيادة الأنشطة، فى المقابل ليس الهدف من اللعب هو شراء لعبة غالية الثمن أو أخذ الطفل لمكان راقٍ، بل الهدف الحقيقى منا للعب هو تنمية المهارات الحركية عند الأطفال وتفريغ الشحنة الانفعالية عندهم حتى يشعروا بالتسلية والمتعة الحقيقية.

أذكر أننا عشنا طفولة سعيدة على الرغم من أن وسائل الترفيه الحالية كانت غير موجودة، وفى هذا التساؤل والجدلْ رحت أقارن الذى كان بالذى تبدّل، وقد انتابنى شعور وسؤال أيضًا هل أطفالنا يعيشون ويتمتعون بطفولتهم أم نحن عشنا طفولة أكثر سعادة منهم؟ وماذا ينقص أطفالنا اليوم وعلى من يقع التقصير فى التربية واللوم؟

اسمحوا لى بدايةً أن أرجع بالذاكرة كى أنقل لكم صورًا لا تزال فى ذهنى حاضرة فكثير منا لعب فى الشارع، لكن ضمن أوقات محددة وضوابطْ لا يستطيع أحد خرقها، لأن ذلك يعنى تعرضه للعقابْ على عكس وقتنا هذا، لم تتعوّد نفوسنا البريئة على التلفظ بأية كلمات بذيئة وإذا تصرف أحدنا بتصرف غير لائق فكان نصيبه من الآخرين أقسى كلمات اللوم والعتاب ومعاقبته فوراً فجميعنا تربينا على ذلك، وكنا ندعو الأصدقاء لبيوتنا كى تعمّ الألفة بيننا والحبْ ويتعرّف عليهم آباؤنا عن قرب، وإذا تسببنا بإزعاج لأحد الجيرانْ كوقوع خطأ ليس بالحسبان، كنا نشعر بالخجل ونبادر بالاعتذار منه دون طلب ذلك.

وجيلنا والأجيال السابقة أيام الطفولة كان يجد مظاهر الاحتفال بعيد الطفولة فتربينا على الأغانى والبرامج والمسلسلات التى كانت تعلمنا الأخلاق والسلوكيات الحميدة والابتكار والإبداع مثل أغانى الفنانة صفاء أبو السعود ولبلبة والفنان محمد ثروت، ومن برامج الأطفال سينما الأطفال، وحدوتة ماما فضيلة، وماما نجوى، ومن مسلسلات الأطفال من ضمنهم مسلسل زهور التى كان يعلمنا كل حلقة زرع زهرة التى تحمل صفة من الأخلاق الحميدة مثل الصدق والأمانة والوفاء، ومسلسل يوميات ونيس. فماذا الآن يتعلم أطفالنا وأخص بالذكر أفلام السبكى وأغانى الشعبية؟ ولا يوجد الآن برامج ومسلسلات وأغانى أطفال هادفة بل على العكس انتشار الألفاظ البذيئة وتبجح وعدم احترام الكبار والبرود واللامبالاة.

أما حال أطفالنا اليوم فكثيرين الملل والاكتئاب ويجب أن نعترف بذلك ونقر، وكيف لهذا الجيل أن يكون عماد المستقبلْ وهو يهزأ من نصائح الكبار ولا يقبلها لما يتعلمه من هذه الأفلام والكلمات التى تحملها هذه الأغانى، وذلك كله يعود لوجود بعض التقصير والخلل فى أسلوب الحياة والتنشئة الاجتماعية والثقافية بالمجتمع التى أصيبت الآن بالخلل، فأصبحت تنشئة الأبناء ومتابعتهم وتصحيح بعض المفاهيم واتباع السلوك السليم الذى يتميز بالرقى والأخلاق الحميدة صعبة جدًا هذه الأيام نظرًا لوجود تغيير واضح فى الثقافة لدينا بهذا العصر التى بدأت تتحكم به أكثر والمواد والسلوكيات والكلمات المنبعثة من تلك هذه الأفلام ومسلسلات وأغانى التى صدرت لنا بعض الألفاظ البذيئة والأفعال المشينة التى يكون طابعها الغالب هو البلطجة على حد سواء، فيشكو ونصرخ من تدنى وانتشار الجرائم التى لم تكن منتشرة بالشكل الكبير مثل هذه الأيام، لذا يجب على وزارة الثقافة والإعلام التصدى لمثل هذه الأفلام والأغانى، وتصدير وانبعاث ثقافة متحضرة وأكثر وعيًا وارتقاءً للنهوض بهذا الجيل لكى نصنع منه آباء وأمهات مصر الجديدة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة