أكرم القصاص - علا الشافعي

غيضان السيد على يكتب: مكانة المرأة فى مصر القديمة والحضارات الأخرى

الثلاثاء، 24 مارس 2015 12:06 ص
غيضان السيد على يكتب: مكانة المرأة فى مصر القديمة والحضارات الأخرى سيدة مصرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا شك أن وضع المرأة اختلف من حضارة لأخرى، ومع ذلك بقيت المرأة فى الحضارة المصرية الفرعونية متربعة على العرش لا ينازعها فى ذلك منازع، فقد احتلت المرأة مكانة فريدة عند أجدادنا القدماء حتى أنهم أطلقوا على الآلهة فى النظام الأمومى أسماء مؤنثة وجعلوها على شكل أنثى فكانت "أى ست" أعظم الآلهة وكانت مرتبطة بالتخصيب الجنسى والزراعى ومصدر الخير والنماء .

كما جاءت البرديات المختلفة التى تؤكد على مكانة المرأة الفريدة، ومدى تقدير الزوج لها، فقد كان من أهم بنود عقد الزواج فى مصر القديمة أن يقسم الرجل على طاعة زوجته والخضوع لها! كما كان يتعهد بالتنازل لها عن كل أملاكه ومكاسبه المستقبلية.

كما كانت الأملاك الزراعية تنتقل بعد موت الأمهات إلى الإناث وليس الذكور، فقد جاء فى بردية "نب ست" الشهيرة والتى توصى فيها بأملاكها الزراعية لأبنائها الذكور بدلا من أن تنتقل إلى الإناث حسب العرف السائد.

كما كانت المرأة هى التى تبدأ بخطبة الرجل وعرض الزواج عليه؛ فقد جاء فى إحدى الرسائل الغرامية التى وصلت إلينا رسالة أرسلتها فتاة إلى حبيبها تقول فيها "أى صديقى الجميل إنى أرغب فى أن أكون بوصفى زوجتك صاحبة كل أملاكك". ومن ثم يمكننا فهم وصية الحكيم بتاح حوتب لابنه قائلا "املأ بطنها، وأكس ظهرها، وأدخل السرور على قلبها، ولا تعارضها فإن فى معارضتها هلاكك" !

وفى حين كانت المرأة فى بلاد اليونان القديمة معزولات عن الحياة العامة وممارسة السياسة؛ بل كانوا يعتبرونهن ضعيفات، متسرعات، ناقصات عقل، يملن مع الهوى، ولا يعتمد عليهن. كانت المرأة فى مصر تنسج الكتان فى المنازل وتشترى الحاجيات من السوق وتعمل فى الحقل وتشارك فى الإبداع العقلى والاجتماعى وتتبوأ أعلى المناصب السياسية . فكان من الطبيعى أن يصرخ "هيرودت" عند زيارته لمصر قائلا "إن مصر تحوى العجائب".

وتتضح هذه المكانة الرائعة للمرأة فى مصر القديمة خاصة إذا ما قارناها بغيرها من الأمم الأخرى وكيف كانت تنظر إلى المرأة، فلم يكن وضع المرأة فى الهند أفضل منه فى بلاد اليونان بل كان أسوأ مئات المرات فقد كانت المرأة تحرق مع زوجها حين يموت وكأنها ثيابه البالية ! وكانت فى الصين مجرد خادمة تسكن الحجرات الأقل تهوية والأسوأ إضاءة .

أما فى الديانات المختلفة فلم يقترب من مكانة المرأة فى مصر القديمة سوى وضعها فى الدين الإسلامى، فقد كانت المرأة فى اليهودية خطر يفوق شرها شر الثعابين السامة، وكان من الممكن أن يمنعها الأب من الزواج لخدمة الأخوة الذكور، كما يمكنه أيضا أن يبيعها مع الإماء والجوارى إذا شاء ذلك! ومن الدعاء المأثور فى صلاة اليهودى "أشكرك يا إلهى أن خلقتنى رجلا ولم تخلقن امرأة" فى حين تقول المرأة "أشكرك يا إلهى على أنك خلقتنى كما تريد".. بل جاء فى الوصايا العشر ضم المرأة مع الفرس والعبد والثور والحمار فلا يشته اليهودى امرأة قريبه ولا زوجته ولا ثوره ولا حماره أو هكذا ينبغى أن يكون .
فى حين تحررت المرأة كثيرا فى المسيحية إلا أنها لم تنل حقوقها كاملة أى لم تقترب من مكانة المرأة وما كانت عليه فى مصر القديمة . فى حين كفل الدين الإسلامى للمرأة حقوقا أكثر؛ فجعل لها حرية التملك على قدم المساواة مع الرجل، وجعل لهن مثل الذى عليهن بالمعروف، وأعطاها الحق فى الزواج ممن تريد، كما كفل لها حقها فى الطلاق، وأمر الرجل أن يحسن معاشرة زوجته وأن يلاطفها ويحسن إليها، كما كفل لها الكثير من حقوقها السياسية والاجتماعية، وحث على ضرورة مشاركتها للرجل فى كل أمور الحياة ...على عكس ما يزعم بعض الحمقى من المتطرفين هنا أو هناك .

ومع هذه المكانة العظيمة للمرأة فى الإسلام تظل مكانة المرأة فى مصر القديمة هى حلم كل امرأة متحررة على وجه البسيطة؛ فقد نالت ما لم تنله المرأة فى أى حضارة أخرى .












مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة