محمد الدسوقى رشدى

منير والبرادعى وزمن آلهة العجوة!

الخميس، 19 مارس 2015 10:03 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم أحب تفاصيل المشهد الكامل لمحمد منير فى شرم الشيخ، لا فى تلك اللقطة التى احتضن فيها محلب داخل الاستديو، ولا اللقطة الأخرى التى تغزل فيها بأحمد موسى وأبوالعنين، ولا باقى اللقطات الخاصة بأدائه على المسرح الخاص بالحفلة، وهذه مشاعر خاصة لا علاقة لها بتقييم سياسى أو معركة «مين طلع مع مين».

فى المشهد كله روائح غير مستصاغة بداية من الريح التى أطلقها منير بتصرفاته أو بتلك الروائح التى أطلقها مزايدون خلطوا ما بين المحاكمة السياسية والفنية، وقرروا فجأة أن يضعوا محمد منير فى القفص ويحاكمون تاريخه كاملا، وفقا لآخر 3 ساعات فى أجندته، مثلما فعلوا من قبل وتسرعوا وهتفوا بضرورة وضع مبارك فى القفص سريعا ثم فوجئوا أن الرجل الذى خرب بلادهم لمدة 30 عاما تحاكمه منصة القضاء على أخطاء الأشهر الثلاثة الأخيرة من حكمه.

انتهى تقييمى الشخصى لمشهد منير فى شرم الشيخ وبقيت الكارثة..

والكارثة لا تقع فى عقر دار محمد منير المطرب، بل فى أرض هؤلاء الذين اعتادوا طوال سنوات مصر الماضية أن يرسلوا صورا أسطورية لشخصيات يضعونها فى خانة الأبطال والمناضلين، بينما الشخصيات نفسها لم تتطوع فى مرة لتقديم نفسها فى صورة البطل أو تدعى يوما ما أنها قائدة فيالق العمل السياسى، الفراغ وحده والرغبة فى الإحساس أن لفكرتك من يقودها من المشاهير والكبار يدفعك لأن تضع فوق كاهل بعضهم ما لا طاقة لهم بحمله، حدث هذا مع منير ورسمت مجموعة سياسية وثقافية على يسار السلطة صورة غير التى رسمها محمد منير لنفسه.. مطرب وبتاع مزيكا.

منير لم يكن حالة فردية، عدد من الشخصيات العامة ولد شباب جيلنا وهم يحفظون عنهم تصورات لم يضعوها لأنفسهم، بل رسمها بالإنابة عنهم فئات تهوى العيش دوما فى كنف البطل، حدث هذا مع الدكتور محمد البردعى ورسم له الجميع صورة الفارس القادم على حصان أبيض لخوض معركة تحرير مصر، ثم انفض الأغلب من حوله حينما اكتشفوا أنهم حملوا الرجل فوق طاقته، وأن البرادعى نفسه حينما ينظر فى المرآة لا يرى فى شخصه القدرة على تقدم المشهد وتحمل تبعات نتائجه، من قبلها كانت حدوتة شخصيات مثل الدكتور محمد سليم العوا الذى صنعت من أجله خصيصا أسطورة المفكر الوسطى المستنير، وصدم الناس بأدائه المتعصب وغير المتزن بعد وصول الإخوان للسلطة.

نفس القصة تكررت فى أبشع صورها بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، لهفة الشباب والمؤيدين للثورة دفعتهم لوضع كل فنان أراد زيارة الميدان للتصوير فى خانة البطل المناضل، وكل سياسى أراد الظهور فى الصورة بكلمات مديح فى الثورة وشبابها، تم تصويره وتقديمه للناس وكأنه الثائر الحق مثلما حدث مع حازم عبد العظيم ومحمد أبوحامد، وكل مذيع أراد أن يقفز من مركب مبارك بمغازلة الثورة وشبابها تحول إلى مهنى وموضوعى بقدرة قادر بعد سنوات من عكه فى مستنقع الإعلام.

ثم وصل الأمر إلى ذروته، حينما أراد الشباب أن يصنعوا آلهة من عجوة لبعض منهم المشهور بكلماته اللاذعة على تويتر أو فيس بوك، ثم اكتشفوا مع أول اختبار عملى أنهم صنعوا الآلهة الخطأ، وأكبر دليل على ذلك نظرة واحدة إلى الحركات والائتلافات التى ظهرت على الساحة بعد الثورة وعشرات الشخصيات التى اشتهرت على مواقع التواصل الاجتماعى، تكشف لك كم الشخصيات التى نزلوا بها إلى سابع أرض بعد أن صعدوا بهم دون سبب حقيقى إلى سابع سماء.








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

غير مفهوم مغزى المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

صالح

مش فاهمك

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

عاده فينا .. الطبول لسابع سما والسكاكين لسابع ارض المهم وعى المواطن وادراكه للعك والفهلوه والنفاق

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفنان عادة ليس له مواقف سياسيه واضحه والكل عنده جمهور يستمع ويدفع ويسلطن ويمجد

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصر

د.حازم

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم

الموضوعيه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الى 2 - ما اكثر المضللون للحقائق وما اكثر الطبول الزائفه يا صالح - الاقتناع بالعواطف وحدها ضلال

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد سعيد

الغرض مرض

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مصطفي

فلسفة المقال

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد

لابد من صنع قادة حقيقين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة