أمينة زيدان: رواية "شوق الدرويش" تكشف من أين جاءت "داعش"

الإثنين، 16 مارس 2015 06:03 م
أمينة زيدان: رواية "شوق الدرويش" تكشف من أين جاءت "داعش" شوق الدرويش
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الكاتبة والناقدة أمينة زيدان، أنه إذا أراد القارئ أن يعرف أن فلسطين ليست غزة فعليه أن يقرأ رواية "الطنطورية" للكاتبة الكبيرة الراحلة رضوى عاشور، وأما إذا أراد أن يعرف من أين جاء تنظيم "داعش" الإرهابى فعليه أن يقرأ رواية "شوق الدرويش" للكاتب الشاب حمور زيادة، والتى فازت بجائزة نجيب محفوظ للرواية، ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العالمية فى نسختها العربية.

جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، الاثنين، ضمن فعاليات الدورة السادسة لمؤتمر الرواية العربية، فى المجلس الأعلى للثقافة، وتحدث فيها كل من الكاتب ناصر عرق، والدكتورة أمينة زيدان، والكاتب المغربى بنسالم حميش، وزير الثقافة السابق، والكاتب هيدرا جرجس، وأدار الندوة الكاتب خيرى دومة.

وقالت أمينة زيدان قبل أشهر قليلة من فوز الكاتب السودانى حمور زيادة بجائزة نجيب محفوظ فى الرواية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة كانت رضوى عاشور قد رحلت عن عالمنا. على نيل القاهرة ولدت رضوى عاشور فى عام 1946، وعلى نيل الخرطوم ولد حمور زيادة فى يناير عام 1977، ناضلت رضوى عاشور ضد تدخل الحكومة فى شؤون الجامعة، وكانت من مؤسسى حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات.

ورأت أمينة زيدان أنه يحسب حمور زيادة على المعارضين الناشطين. درست رضوى عاشور الأدب الإنجليزى فى جامعة القاهرة وكتبت القصة والرواية واشتغلت بالنقد الأدبى، كتب حمور زيادة القصة والرواية واشتغل بالصحافة. مضيفة: لست هنا بصدد مقارنة بين كاتبين أو بين نصين، ولكنى أردت بالدرجة الأولى الاحتفاء بكتابين يعدان من الدرر الروائية المهمة.

وأشارت أمينة زيدان إلى أنه فى كتابة البلاغة والسرد يقول الدكتور محمد فكرى الخبراء إن القصة كفعل إبداعى لا يقع على اللغة وحدها كما هو الحال فى الشعر بقدر ما هو – أصلاً – فعل لغوى يقع على العالم. كما يضيف أن "جنس القصة ينفرد دون غيره من الأجناس الأخرى بكونه يبدأ من اللغة فى أداءاتها العادية جدًا باعتبار القصة تقنية لغوية.. فى كتابه "حياة الكلمات" وضع الراحل الدكتور إبراهيم شعلال عنوانًا جانبيًا سماه الحروب وميلاد الكلمات، فنجد كلمة" مخيم ومعسكر"، وقد أخذت من الكلمة الإيطالية التى جاءت فى نهاية القرن الخامس عشر عن طريق العناصر الحربية التى قامت بالحملات الإيطالية.

وقالت أمينة زيدان: الروايتان محل البحث أعادت إحياء أو ولَّدت كلمات مثل حرب المدن، حرب المخيمات، وغيرها من الكلمات التى زخر بها النصان، وهى كلمات تنتمى بشكل واضح إلى التجربتين التاريخيتين الدمويتين اللتين تبنتهما الطنطورية وشوق الدرويش بإبداع سردى وبلغة استطاعت تقديم قضيتين من أحرج القضايا التى ما زالت تؤرق المنطقة العربية. بأسلوب أقرب ما يكون إلى المتلقى وباقتصاد فى التعبير وحياد لا يقدر عليه الكثيرون، فاللغة العربية حسب شفيق صبرى ألفاظها تولد وتحيا وتموت وتغزوها الألفاظ من اللغات الأخرى فتعرب بعضها وتترك بعضها الآخر كما هو. كما أن اللغة العربية تثرى غيرها من اللغات بإعطائها بعض ألفاظها التى أصبحت لها صفة العالمية.

وأضافت أمينة زيدان: بالتالى فإن ثبات اللغة ضرورة منهجية فقط لا تتصل بالواقع، وفى اعتقادى أن اكتساب اللغة لصفات الكائن الحى هو الأقرب إلى الصحة، فهى "اللغة" تمر بما يمر به الكائن الحى من قوة وضعف وأخذ وعطاء وموت وحياة. فهى ليست فقط تقنية ضمن التقنيات السردية.

وأشارت أمينة زيدان إلى أن الناقد الراحل الدكتور حاتم عبد العظيم يعرف الإيقاع بأنه هو نظام ثابت لتتابع الأصوات المتحركة والساكنة، وذلك فى كتابة موسيقى الشعر، وحين قرأت الروايتين محل البحث وجدت بروزًا للإيقاع السردى انتظمت معه البنية ما جعل من الطنطورية وشوق الدرويش أقرب إلى السيرة والملحمة. مضيفة: وقد وجدت أن الالتزام بالإيقاع، والذى تحدثت عنه الراحلة رضوى عاشور وقالت ما يفيد بأنه "الإيقاع" هو ما تراقبه عند الكتابة أو هو الشغف.
كما أضافت أمينة زيدان: وقد وجدت أن هذا الالتزام نحو الإيقاع أدى إلى ما يمكن أن نسميه نقاء الصورة، الجملة المشهد، ذلك أن الإيقاع فى الروايتين قادر على استيعاب السرد الذى يبدو دائريًا ينتهى عند نفس النقطة.

وتابعت أمينة زيدان: فنجد أننا أمام حلقتين تاريخيتين تمثلان أو تعبران عن بقعتين متباينتين من العالم العربى وهى فلسطين المحتلة والسودان الشقيق، وفى الحلقتين انعكاس واضح للواقع. فالإيقاع هنا هو إيقاع آنى لا يخص الماضى أو زمن الروايتين فى شىء. وإنما هو إيقاع اللحظة التاريخية الراهنة.

وقالت أمينة زيدان: من كتاب "حياة الكلمات" يقول الدكتور خليفة: "تحدث شفيق ميرى عن الألفاظ والحياة، وذكر بعض الألفاظ التى شاعت على ألسنة العامة وأصلها فصيح، وفى 76 تحدث عن ميلاد الألفاظ عند حاجة الناس إلى استعمالها وموتهم عند عدم حاجتهم إليها، كما نقل عن الدكتور إبراهيم أنيس.


موضوعات متعلقة..



- اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية ترسل بعثة ألمانية مصرية للحفائر بأسوان










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة