زيت الخروع يساعد على مكافحة الفقر فى مدغشقر

فى وسط "أمبورى"، وهى قرية تتكون من عدة أكواخ مصنوعة من الخشب والسيزال والأوراق، فى منطقة "أندروى"، فى الطرف الجنوبى من مدغشقر، تجمع الرجال فى ظل عدد قليل من الأشجار، وتجمعت النساء والأطفال حول حصيرة استعدادا لفرز البذور.

وبحسب ما جاء فى الجارديان البريطانية بينما يقف "بانهايا 40 عاما" وهو زعيم القرية، وهو يشير إلى حقل الذرة الذى فقده من فرط حرارة الجو والجفاف، حيث كان من المفترض أن يتم حصاده فى أكتوبر الماضى، ولكن لم يتحصل على ما يكفى من المياه، لرى الحقل، مشيرا إلى أن هذا الأمر هدد ما يقرب من 8 ملايين شخص، وأندروى المنطقة الأكثر تضررا فى بمدغشقر، أى ما يقرب من 83% من سكان الإقليم وقع عليهم الضرر، مشيرا إلى أن متوسط دخل صغار المزارعين بالمنطقة لا يتعدى الـ235 دولارا سنويا.

ولهذا اضطر عدد من صغار المزارعين بدعم من وكالة التعاون الدولى الألمانى (GIZ)، البدء فى التوجه لزراعة زيت الخروع الذى يتم استخدامه فى الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، وغيرها من المنتجات، حيث كانت مدغشقر من أهم الدول المصدرة لزيت الخروع فى العالم خلال الحقبة الاستعمارية، أى قبل سبعين عاما.

وتقول رئيس المشروع GIZ كلوديا ماير، منظمتها تحاول تشجيع الأنشطة القابلة للاستمرار لمكافحة انعدام الأمن الغذائى، مؤكدة أن زيت الخروع يمكنه التعامل مع جفاف التربة ذات المحتوى المعدنى الفقير، ويتم حصاد البذور فى شهرى أكتوبر ونوفمبر، كما يمكن للزراع توفير مصدر للدخل، وبفضل الدخل الذى يحققه المزارعين من بذور زيت الخروع، فى منطقة أمبورى يمكنهم شراء المواد الغذائية الأساسية كالأرز والفاصوليا، وحتى الدجاج والديك الرومى والماعز.

ومن المتوقع أنه خلال العام الأول لتنفيذ هذه الخطة إنقاذ 6000 أسرة فى أندورى أى ما يقرب من 30 ألف شخص، وتقول مدير شركة "GIZ" "نحن نهدف إلى خلق مصدر موثوق للدخل بالنسبة للمزارعين، لذلك نحن نركز على بناء سلاسل القيمة، لهذا تعمل GIZ مع اثنين من الشركات المحلية التى تسوق زيت الخروع فى فرنسا الذى يستخدم فى مواد التشحيم الصناعية وأحد عناصر فى الطلاء.