خالد النبوى

مؤتمر مارس الاقتصادى مؤتمرنا جميعاً

الخميس، 05 فبراير 2015 11:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«إننا مدفوعون بقوه اعتقادية وهى أن السينما صرح عصرى للتعليم لا غنى لمصر عن استخدامه فى إرشاد سواد الناس».. هذه هى كلمات طلعت حرب، مؤسس الاقتصاد المصرى فى العصر الحديث، وهى تعبر عن رؤيته عندما قرر تأسيس شركة مصر للسينما عام 1925، ثم تحولت بعد ذلك إلى استوديو مصر.

هكذا كان يفكر الرجل الذى ساهم فى تأسيس النادى الأهلى عام 1907، وفى تأسيس بنك مصر، وفى تأسيس كل الشركات الوطنية التى أسهمت فى نقل الاقتصاد المصرى إلى الزمن الحديث، هكذا كان يرى أن السينما صرح تعليمى للناس كافة.

«أين كنا»
السينما هى الفن الذى نقل لغة المصريين لإخوانهم فى العالم العربى، وجعلها لغتهم العالمية الأولى فى القرن العشرين.

السينما هى الفن الذى أقام الحب والانتماء لمصر فى قلوب العرب، واشتهرت النكتة المصرية والبسمة المصرية، وحتى الفهلوة المصرية.

فى عام 1957 أنشأت مصر مؤسسة دعم السينما، وتحولت إلى المؤسسة العامة للسينما عام 1958، وكان فى مصر 244 دار عرض عام 1949، وكان عدد سكان مصر 20 مليونًا، و354 دار عرض عام 1954 وكان عدد السكان 21 مليونًا تقريبًا.

وفى الخمسينيات والستينيات من القرن العشرين كانت السينما تمثل الدخل القومى الثالث، وأحيانًا الثانى بعد القطن المصرى.. الآن عدد السكان 90 مليونًا، وعدد دور العرض أقل من 400، هل يعقل؟!

«السينما فرصة عمل»
الفيلم ليس هو عدد الممثلين الذين يظهرون على الشاشة، السينما هى العمال، عمال الإضاءة والكاميرا والديكور والملابس، السينما هى السائقون والنجارون والحدادون والبناءون، السينما هى عمال البوفيه، السينما هى كل شاب تخرج فى معاهد السينما والمسرح والموسيقى والباليه، السينما تخلق فرص عمل لكل هؤلاء، الفيلم السينمائى يتراوح عدد العاملين به بين 90 و150 عاملًا حسب حجم الفيلم، كل عامل من هؤلاء مسؤول عن 5 أبناء قد يظهر منهم عالم أو شيخ جليل أو مخترع أو فنان أو طبيب، قد يظهر منهم مجدى يعقوب، زويل، شاهين، حليم، أم كلثوم، فاتن حمامة، محمد غنيم.

«السينما حدوتتنا وحكايتنا»
الفيلم يحكى قصص الشعوب، تاريخهم، أبطالهم، آلامهم، انتصاراتهم، ثقافاتهم، تقاليدهم، أحلامهم.. هكذا تفعل السينما الأمريكية، فهى التى حملت للعالم الثقافة والسلوك والمنتجات الأمريكية، وهى التى روجت للحلم الأمريكى فى الدنيا إلى أن وقف الشباب فى كل بلاد الدنيا طوابير على السفارات الأمريكية طلبًا للهجرة.

السينما الأمريكية هى التى قدمت قصص الحروب التى خاضها الجيش الأمريكى، ورسخت فى الأذهان أنه أقوى الجيوش، وأظهرت دائمًا بطولاته ومواجهاته مع الأعداء، ودفاعه عن الوطن، السينما الأمريكية صدرت للدنيا ما تريد أمريكا تصديره، وهى سبب أساسى أن تحتل أمريكا كل هذه المساحه من التفكير الإنسانى فى عالمنا.

«مثل من واقع خبرة شخصية»
كنت أعمل فى فيلم «مملكة الجنة»، وهو فيلم أمريكى تكلفة إنتاجه 100 مليون دولار، وتم تصوير معظمه فى المغرب الشقيق، وكان عدد العاملين فى الفيلم 1200 عامل، وكان كل منهم يأكل ثلاث وجبات فى اليوم، أى 3600 وجبة فى اليوم.

وهذا وجه واحد من أوجه الصرف داخل البلد بالعملة الصعبة، وهكذا يتم خلق فرص عمل.

«السينما ومؤتمر مارس على أرض مصر»
أرى أن علينا دعوة صناع السينما فى العالم، أشهر الممثلين والمخرجين والمنتجين، لجذب انتباه العالم لمصر فى هذه اللحظة، وأن نقوم بتسويق كل أماكن مصر للتصوير فيها، وأرى أن يتم تخصيص يوم داخل المؤتمر يحمل عنوان «أبواب مصر ترحب بصناع السينما فى العالم»

فمع الاحترام والأهمية التى لا ننكرها لكل رجل أعمال، لكن الفن يلفت الانتباه أكثر من أى شىء آخر.. علينا دعوتهم وطمأنتهم فعليًا وعمليًا أننا سنجعل مهمتهم فى غاية السهولة للتصوير على أرض مصر، وإذا حدث ذلك فهذا وحده يخلق مئات الآلاف من فرص العمل، لأن السينما تحتاج للأكل والشرب والنقل والفنادق والمواصلات.. إلخ، وكلها فرص عمل.

مؤتمر مارس الاقتصادى فرصة عظيمة
هذه فرصة عظيمة لمصر يجب ألا تمر دون نتائج حقيقية، وعلينا جميعا دور، حكومة، أو قطاع خاص، أو شخصيات عامة.. علينا أن نستغل كل شىء نعرفه ونستطيع عمله حتى ينجح هذا الوطن، ونعبر مرحلة الخطر الاقتصادى إلى مرحلة الأمن الاقتصادى.

وإذا حققنا الأمن الاقتصادى سنحقق الأمن الإنسانى، لأن أهم الأسباب التى يتغذى عليها الإرهاب هو الفقر، والسينما هى إحدى أهم الصناعات التى يمكن أن نقضى بها على الفقر والجهل.

وبالسينما نحكى قصتنا لنرى أنفسنا ويرانا العالم.. وعلينا جميعًا أن ندرك أن هذه فرصتنا الحقيقية لإظهار وجه مصر الحضارى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

السياحه كنز مصر المفقود والسينما عنوان مصر المجهول

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة