مؤتمر "الإسلام ومكافحة الإرهاب " بمكة يوصى بتجفيف منابع التطرف

الأربعاء، 25 فبراير 2015 04:58 م
مؤتمر "الإسلام ومكافحة الإرهاب " بمكة يوصى بتجفيف منابع التطرف الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة
مكة المكرمة (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دعا المؤتمر العالمى "الإسلام ومحاربة الإرهاب "، الذى انعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمكة المكرمة- قادة الأمة إلى المحافظة على وحدة المسلمين، والتصدى لمحاولات تمزيق الأمة دينيا ومذهبيا وعرقيا، وتعزيز التضامن الإسلامى بكل صوره وأشكاله، والأخذ بأسباب القوة المادية والمعنوية.
كما دعا المؤتمر فى بيانه "بلاغ مكة المكرمة "، فى ختام أعماله اليوم، قادة الأمة إلى حسن استخدام الموارد البشرية والطبيعية، وتعزيز التكامل بين الدول الإسلامية ومراجعة البرامج والمناهج التربوية والتعليمية، والخطاب الدينى بما يحقق المنهج الوسطى والاعتدال وحل النزاعات فى المجتمعات الإسلامية ووضع إستراتيجية شاملة لتجفيف منابع الإرهاب، ودعم الأقليات المسلمة فى الحفاظ على هويتها، والدفاع عن مصالحها، وتعزيز قدراتها، لتمكينها من آداء رسالتها، والقيام بواجباتها تجاه مجتمعاتها، ملتزمة بنهج الوسطية فى الفهم والممارسة وتقوية المؤسسات الدينية والقضائية، ودعم رسالتها واستقلالها.
وطالب المؤتمر علماء الأمة بالحفاظ على هوية الأمة المسلمة، وتعاهدها بالتفقيه والتوعية، لتحقق واجبها فى حماية الدين، والقيام بواجب النصح والإرشاد للأمة وقادتها بالحكمة وتصحيح المفاهيم الخاطئة، ووقاية الأمة من الشبهات المضللة، والدعوات المغرضة، بنشر العلم الصحيح المنبثق من أصول الإسلام، وفق هدى سلف الأمة وأئمة الإسلام، بعيدا عن تحريف الغالين، وإنتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، والتحذير من التكفير والتفسيق والتبديع فى موارد الاجتهاد، صونا لمصالح الأمة العليا وتعزيز التنسيق بين المؤسسات الشرعية فى الفتوى، والتصدى للنوازل العامة بالفتوى الجماعية، والتحذير من الفتاوى الشاذة، وتقوية التواصل مع الشباب، وتضييق الفجوة معهم، وتوسيع آفاق حوارهم، وإجابة استفساراتهم، والسعى فى تعزيز نهج الوسطية بينهم.
كما دعا الإعلام فى العالم الإسلامى إلى تعزيز الوحدة الدينية والوطنية فى المجتمعات الإسلامية، والتصدى لدعاوى الفتنة والطائفية وإرساء القيم والأخلاق الإسلامية، والتوقف عن بث المواد السلبية المصادمة لدين الأمة وثوابتها وقيمها وتحرى المصداقية فى الأخبار، والتثبت فيها، والنقل الهادف، والامتناع عن الترويج للإرهاب ببث رسائله، وإدراك أهمية الرسالة الإعلامية التى تصل إلى كل العالم والعمل على معالجة أدواء الأمة، والتحلى بالمسؤولية، وعدم إشاعة الآراء الشاذة والمضللة، وتوظيف الإعلام فى نشر الوعى بحرمة الدماء، ومخاطر الظلم، والتصدى لمحاولة تشويه الإسلام والمسلمين.
وحث "بلاغ مكة المكرمة "، شباب الأمة لعدم الاغترار بالشعارات البراقة التى ترفعها بعض الجهات بغير سند من كتاب ولا سنة رسوله، وترشيد العاطفة والحماس، بالنظر فى المآلات، وتقديم الأولويات، وفقه الواقع، والتحلى بالصبر والأناة فى الإصلاح، والتدرج فى بلوغ الأهداف، ومراعاة سنن الله فى التغيير، وسلوك الطرق المشروعة فى ذلك، واستلهام الدروس والعبر من التجارب الماضية.
ووجه"بلاغ مكة المكرمة"، رسالة إلى العالم ومؤسساته وشعوبه وإبلاغهم أن التطرف ظاهرة عالمية، والإرهاب لا دين له ولا وطن، واتهام الإسلام به ظلم وزور، تدحضه نصوص القرآن القطعية بتنزله رحمة للعالمين، ومحاربته للظلم بجميع صوره وأشكاله، وأن التطرف غير الدينى من أهم أسباب الإرهاب، لأنه يستجلب العنف المضاد، وأن القيم الإنسانية مشترك فطرى، ولا يقبل تزييفها أو تزويرها بما يفرغها من مضمونها، وأن محاربة الإرهاب والتطرف الدينى لا تكون بالصراع مع الإسلام، والترويج للإسلاموفوبيا، بل بالتعاون مع الدول الإسلامية وعلمائها ومؤسساتها، وأن الحرية بضوابطها قيمة أعلى الإسلام من شأنها، وربطها بقيمة المسؤولية، فلا تكون مسوغا للإساءة للآخرين، والطعن فى الرموز والمقدسات الدينية.
وقال البلاغ"، إننا نعيش جميعا فى عالم واحد، تتعايش فيه مجتمعاتنا، يتأثر كله بما يموج فى جنباته، وهو ما يحتم شراكتنا فى بناء الحضارة الإنسانية، والسعى فى تحقيق مصالحنا المتبادلة، وأن التواصل والحوار بين الناس لتحقيق التعارف ضرورة إنسانية، دون استعلاء طـرف، وذوبانِ آخر.

وأن إقامـة العدل الناجـز متعيــن فى ظـل وحـدة معيارٍ، واستقامةِ ميزان"، داعيا إلى أن نتعاون فيما اتفقنا عليه من المشترك الحضارى الإنسانى، ولنتجنب أن يسيء بعضنا إلى البعض الآخر، ولنرفـع ما هو واقع من عدوانٍ وظلم، واحتلال وهيمنة.
ولنرد ما استبيح من حقوقٍ إلى أصحابها، ولنكن على قدر شرف الكرامة الإنسانية التى مـن الله ـ رب العالمين ـ بها علينا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة