أكرم القصاص - علا الشافعي

مصر مقبرة الهمج.. من الهكسوس إلى الصليبين التاريخ يخبرنا بمصير "داعش"

السبت، 21 فبراير 2015 03:02 م
مصر مقبرة الهمج.. من الهكسوس إلى الصليبين التاريخ يخبرنا بمصير "داعش" صورة أرشيفية
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
داعش ليست الأولى، فعلى مر التاريخ ظهرت مجموعات الهمج التى لا تملك سوى قوة وهمية غاشمة، ليس لها تاريخ ولا جذور ولا حتى أرض أو دين، هكذا كان الأمر مع الهكسوس، ومن بعدهم التتار، وحتى الصليبيين النهاية كانت دائمًا على حدود مصر، وبأيدى جنودها، فى الغالب لم يقرأ الدواعش هذا التاريخ.

لو بحثت عن أصل الهكسوس لن تجد مصدرًا يؤكد حقيقتهم، مجرد روايات متفرقة عن شعوب بدوية من أصول مختلفة، القصة كانت قبل الميلاد بأكثر من 1500 عام، فى الغالب لن يعرف داعشى معنى هذا التاريخ، دخلت المحروسة تلك الجماعات معتمدة على قوتها الغاشمة، ومثلما جاءت ذهبت، بعدما ضحى اثنان من قادة مصر بحياتهما هما سكنن رع، وابنه الأكبر كاموس، الذى امتد حكمه خمس سنوات قبل أن يأتى أحمس الأول الذى أخذ الحكم وعمره لم يتعد العشرة أعوام، وحينها ظهر دور الأم المصرية التى حثته على التدرب والقتال مع المحاربين القدامى ليقوم بطرد الهكسوس من مصر ولم يكن عمره قد بلغ 19 عامًا.

وانتهى الهكسوس وبقيت مصر، حتى القرن الثانى عشر الميلادى، حين ظهر التتار، لو بحثت الآن عن معنى كلمة تتار لن تجد معنى ثابتًا لها، ولو بحثت عن أصلهم لن تجد تاريخًا ثابتًا لهم بين من يؤكد أنهم من العنصر المنغولى، ومن يقول إنهم عنصر متميز بذاته، ولكن هؤلاء النكرة فى التاريخ كان من الممكن أن يكونوا من يحكموا العالم الآن لولا مرورهم بمصر، لم تقف دولة أمام المغول، تهدمت الإمبراطوريات، وسقطت الخلافة العباسية وبلاد الشام، ووسع ملكهم من الصين إلى نهر الدانوب.

لم يقرأ أهل داعش قصة التتار لأنهم لم يعرفوا ألوان عذابهم، فحينما رفض السلطان محمد الأيوبى الاستسلام لهم واستبسل فى الحرب، قطعوا جلده وأعطوه له ليأكله حتى مات، فقطعوا رأسه وحملوه على رؤوس أسلحتهم، خطابهم ربما لا يختلف كثيرًا عن داعش فهكذا راسلوا قطز الذى كانت نهايتهم على يده فيما بعد: "مِن ملك الملوك شرقًا وغربًا، الخان الأعظم، باسمك اللهم باسط الأرض ورافع السماء، يعلم الملك المظفر قطز وسائر أمراء دولته أنَّا جند الله فى أرضه، خلقنا من سخطه وسلّطنًا على من حل به غضبه، فلكم بجميع البلاد معتَبَر، وعن عزمنا مزدجر، فاتعظوا بغيركم، وأسلموا إلينا أمركم قبل أن ينكشف الغطاء فتندموا ويعود عليكم الخطأ، وقد سمعتم أننا قد فتحنا البلاد وطهرنا الأرض من الفساد وقتلنا معظم العباد، فعليكم بالهرب وعلينا الطلب. فأى أرض تأويكم؟ وأى طريق تنجيكم؟ وأى بلاد تحميكم؟ فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، فخيولنا سوابق، وسهامنا خوارق، وسيوفنا صواعق، وقلوبنا كالجبال، وعددنا كالرمال، فالحصون لدينا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع".

نهاية التتار من المستقبل كانت على يد قطز، حينما خرج بكل جنود مصر ليعيد همج التاريخ إلى موطنهم غير الموجود من الأصل. مثلهم خرج الصليبيون، يتجمعون من دول أوروبا طلبا لغزو العالم، قبل أن يقف لهم صلاح الدين الأيوبى، وبعد الهزيمة تأكدوا أن الطريق إلى العالم يمر بمصر فى البداية، وتوجهت جميع حملاتهم منذ عهد البابا إينوقنتيوس الثالث فى 1202، نحو مصر فى البداية على أمل أن تسقط ويخلوا لهم السبيل فيما بعد، وهى المحاولات التى فشلت جميعها.

التاريخ ربما يعيد نفسه الآن، ربما من يمثل الغوغاء والهمج هم أقزام بالنسبة لمن سبق ذكرهم، ولكن كلمة السر كانت دائما واحدة، ونهاية همج التاريخ كانت دائما فى أرض التاريخ، فمثلما انتهى الهكسوس والتتار والصليبيون قبل الدخول إلى مصر، ستنتهى داعش هى الأخرى مثلما جاءت دون أن يذكرها أحد أو يعرف لها أحد أصلاً.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

محمودعبدالرسول

اليوم السابع

عدد الردود 0

بواسطة:

محمودعبدالرسول

اليوم السابع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة